*إن طرحنا السؤال على هذه الشاكلة: *هل الغبي في هذا الوطن هو الذكي؟ *أم أن الذكي هو الغبي؟ *ولأبدأ بنفسي وأصارحها.. *لأن مواجهة النفس ليست من السهولة بمكان.. *لقد ارتكبت قرارات خاطئة كثيرة. *ولعل (أقدمها) أنني تركت لعب كرة القدم. *واخترت فضاء (الأدب والثقافة) لأحلق فيه.. بالرغم من المطبات! *لو واصلت في اللعبة الكروية فربما كنت نجماً تتهافت عليها الأندية.. *ولحصلت على مبلغ (خرافي) لحظة (تسجيلي) مما يجعل لعابي (يسيل). *وأردد مع مطربنا الكبير صلاح بن البادية (سال) من شعرها الذهب.. *والمقصودة ب(شعرها) هنا هي بالطبع (كرة القدم). *ومفارقة كرة القدم ربما كانت بدايات (الغباء) الذي أدفع ثمنه الآن. *وكان (الغباء) الآخر قرار تشجيعي لفريق لم يكن بين فرق المقدمة كالهلال والمريخ.. *بل كنت أحبذ دائماً أن أقف مع الفريق المغلوب.. بل والمغلوب على أمره. *هل هناك أغبياء يحملون فصيلتي.. طولهم 5 قدم و6 بوصة وعيونهم عسلية حسب المواصفات في (الجنسيات) التي كنا نحملها في ذاك الزمان الرائع؟ *وجاء زمان أصبحنا فيه بلا عيون عسلية.. ولا (عسلية) أيضاً نتجرعها.. بل عيوننا كالها الرماد الذي كال حماد! *الروائي والأديب المصري المعروف فتحي غانم في روايته التي تحمل عنوان (الغبي).. *شخوصها تصف (الغبي) بأنه ذاك الرجل الذي يتخذ كل قرارات حياته خطأ. *ولكن غانم يستدرك بأن هذا الوصف للغبي غير دقيق. *لأن الكثير من المواقف والقرارات التي تتخذ وتنم عن غباء. *بعد مرور سنوات تبين للناس أن صاحبها (الغبي) كان بعيد النظر ويرى ما لا يراه الآخرون. *أليس من (الغباء) أنني كنت من زمرة تلاميذ ولسنوات طويلة نردد نشيد (منقو قل لا عاش من يفصلنا)؟!! *أليس من (الغباء) أن تضحك على مشاهد فيلم هاني رمزي (غبي منه فيه)؟ *أو تنهمك في مشاهدة (اللمبي) في كل أدواره العبيطة؟ *أليست لدينا كل المقومات الخصبة في مناخنا العام لصنع الشخص (الغبي)؟ *كونوا معي في المشهد... *لو استغرقنا في كل ما يتم حولنا... في السياسة والرياضة والفن.. في الجريمة والأطباء المزيفين والفساد.. في التلوث والزحام والفقر.. وقس على ذلك.. *هل تطلب مني أو من أي فرد إزاء ذلك أن يكون ذكياً؟.. كيف؟! *إن (الغبي) هو ناتج بيئة (غبية) مقصودة أو غير مقصودة.. *ومازلت أتساءل: هل أنا (غبي) لأنني لم (أنتمِ) لأحزاب الأمة القومي أو الاتحادي الديمقراطي أو المؤتمر الشعبي أو أحزاب اليسار؟! *هل أنا (غبي) وبدرجة امتياز لأنني لم (أنتمِ) للإنقاذ في زمن التمكين؟ *إذ كان يمكن أن أكون صاحب (ناطحة) لا أقول (سحاب) بل ناطحة سلك كهربائي عالي الضغط.. *يعني بتواضع كده منزل من دورين.. تلاتة بس!! *وعلى طريقة الإعلامي اللبناني مصطفى الأغا وهو يطرح مسابقة (الحلم) على فضائية (MBC). *شو ما كان (حلمك).. بيت.. سيارة أو كاش. *أرسل كلمة (إنقاذ) لتفوز بذلك.. *لقد فات زمان ذلك.. لأننا نعيش الآن زمان (التصفير)!! صورة وسهم - صحيفة اليوم التالي