* وجه البنك المركزي كل البنوك التجارية بضرورة تزويد صرافاتها الآلية بالمال خلال عطلة عيد الفطر المبارك، كما أمرها بمد ساعات العمل في اليوم الذي سبق الإجازة الرسمية (أمس) حتى الخامسة مساءً. * لو اقتصر ضعف اهتمام البنوك بتغذية صرافاتها الآلية بالمال لهان الأمر، لأن الخدمة المذكورة تعاني من أوبئة عديدة، وأوجه قصور كثيرة، تبدأ بفراغ جوف الصراف الآلي من المال، وتمر بغياب الشبكة، وتنتهي بابتلاع الأجهزة للبطاقات بلا سابق إنذار. * قبل يومين حاولت الحصول على مبلغ مالي بعد منتصف الليل من صراف آلي يتبع لبنك الخرطوم، ففاجأني بمصادرة البطاقة! * في اليوم التالي استخدمت بطاقة أخرى للغرض نفسه، ورماني حظي العاثر في صراف آلي آخر يتبع لبنك الخرطوم أيضاً، فأتبع سبباً، وحاكى زميله، وشفط البطاقة الثانية في لمح البصر! * أسقط في يدي، فاتصلت بخدمة العملاء الخاصة بالبنك المذكور هاتفياً، وليتني لم أفعل. * أخطرني جهاز الرد الآلي أنني أحتل الرقم (9) في صف المتصلين بالبنك، وطلب مني الانتظار لمدة عشرين دقيقة كاملة، كي أحظى بفرصة طرح استفسار بسيط حول كيفية استعادة البطاقة التي لن تعود لصاحبها إلا بعد انتهاء إجازة العيد السعيد!! * (ركبت الصف) وانتظرت حتى عيل اصطباري، وعندما حان أوان الرد أخطرت الموظف بمظلمتي، وأبديت له ملاحظة حول تخلف خدمة الاتصالات المخصصة لعملاء أحد أعرق البنوك في السودان والوطن العربي. * انحصرت إجابة الموظف في أن موظفي البنك سيأتون لفتح الصراف وأخذ البطاقة (لاحقاً)، وأنهم سيسلمونها لإدارة البنك الذي أصدرها. * سألته: أنا بحاجة إلى البطاقة حالياً، وقد سحبت صرافاتكم بطاقتين لي في أقل من 12 ساعة، وغداً آخر أيام العمل للبنوك قبل إجازة العيد، فكيف أستعيدها؟ فرد باقتضاب ولم يقل ما يوحي بقدرته على تقديم أي مساعدة. * الواقعة المذكورة تؤكد ما ظللنا نكتبه سابقاً عن مدى التخلف الذي يعانيه القطاع المصرفي في السودان. * في كل أنحاء العالم تتنافس المصارف على تدليل العملاء، وتبذل لهم أفضل الخدمات وأرقاها، لتسهل تعاملهم معها، وتغري الآخرين بتحويل حساباتهم إليها. * أما عندنا فيعتبر الحصول على مائة جنيه من إحدى الصرافات الآلية إنجازاً يستحق الاحتفاء. * الشبكة التي تربط الأجهزة المذكورة ببعضها كثيرة الأعطال. * إذا خدمك حظك ونجحت في الحصول على المبلغ الذي تريده فقد لا تحظى بإيصال. * وإذا حصلت على الإيصال فلن تجد فيه معلومةً تفيدك بما تبقى من رصيد. * الصرافات نفسها بالغة القذارة، ومليئة ببقايا الورق، ونادراً ما تخضع إلى النظافة، علاوة على أن معظم أبوابها مخلعة، وبعضها يمثل مصيدة خطيرة يمكن أن توقع من يدخل حبائلها في ورطة كبيرة، وقد سبق لي أن اعتقلت قرابة الساعة داخل صراف آلي يقع في شارع المك نمر بالخرطوم. * لن يجدي توجيه بنك السودان فتيلاً، لأن البنوك السودانية تعتبر الخدمة المذكورة مجرد واجهات لها، ولا تتعامل معها بما تستحق من اهتمام. * نجدد الدعوة لمصارفنا كي تمنح صرافاتها الآلية المزيد من الاهتمام، وتوجه موظفيها بعدم تركها فارغة، وتنظفها من القاذورات، وتحض الشركة التي توفر لها الشبكة الإلكترونية على تحسين خدمتها المتخلفة، كي لا تظل خارج الشبكة معظم أيام العام. للعطر إفتضاح - صحيفة اليوم التالي