الرئيس السابق جعفر محمد نميري الله يرحمه عندما سعدت بلقائه في القاهرة ايام كان مقيما بها سألته عن المدينة التي كان يحبها ايام حكمه.. فقال لي انه كان يحب نيالا.. ويحب امدرمان ويكره مدينة عطبرة. ونحن في عطبرة كنا نكره الرئيس نميري لانه حاول ان ينقل السكة حديد كما قال لمدينة سنار وهو مسئول عن كل الدمار الذي اصابنا ورغم كل ذلك لا نذكره الا بالخير يرحمه الله.. ويسكنه فسيح جناته وقد كتبت مرة مطالبا بتحسين حال مقبرة الرئيس نميري في مقابر احمد شرفي لانه رئيس سابق ويمكن ان يكون له زوار من كل الدول .. والحمد لله ان اسرته كما علمت قامت باللازم. *{ ومدينة عطبرة نحن اهلها نشأنا بها ونحبها جدا ولنا فيها اشقاء مايزالوا بحمد الله علي قيد الحياة وقبل ايام طلبت من ابني عبد الرحيم ان نسافر الي عطبرة ونقضي بها شهرا كاملا مع اهلنا.. لنستعيد الذكريات. ونلتقي بالاصدقاء وان شاء الله يتحقق لنا هذا قريبا جدا. *{ وفي عطبرة درست بالمدرسة الابتدائية الوسطي الاميرية ومن بين من كانوا معي البروفيسور عبد الله علي ابراهيم والثانوي قضيته في كمبوني لانه تم قبولي في بورتسودان الثانوية فرفضت والدتي يرحمها الله ان اسافر اليها.. ولعبت كرة القدم في عطبرة مع فرق الهلال والنيل والشاطئ ومنتخب المدينة.. وقد سبقني شقيقي اسماعيل الذي كان لاعبا افضل مني مع فريق الشبيبة وعملت في شركة الاسمنت ومع شرطة الشمالية والمديرية الدامر.. وكثيرون من ابناء عطبرة رحلوا عن هذه الدنيا الفانية.. ورحل الهرم حسن خليفة العطبراوي الذي كان صديقا لي وظل يقول دائما انه من بين كل الصحف لا يقرأ غير صحيفة (الدار) .. وظل يزورنا بصورة مستمرة في مكاتب (الدار) ومرة طلب مني ان يحضر لمقابلته حسين شندي فقال له انه ابنه وهو يتنازل له عن كل اغنياته وسالت حسين شندي مرات عديدة لماذا لا يغني اغنيات العطبراوي .. وقبل وفاته بقليل قام الحكيم طه علي البشير بتكريم العطبراوي في مكاتب حجار. واحضرناه يومذاك في عربة خاصة. *{ ونحن في عطبرة نسكن حي المربعات القريب جدا من سوق المدينة.. وجوارنا الشرطة .. وفي اخر زيارة لي لمدينة عطبرة كنا نتجول بالعربة في المدينة التي اكتظت بالسكان وارتفعت اسعار المنازل والاراضي بها بسبب تجار الذهب ومررنا باحد الشوارع فسالت الزميل كمال حامد اين نحن.. فضحك من اعماقه وقال نحن جوار منزلكم.. *{ ومدينة عطبرة جعل الله من ابنائها احمد الشايقي الذي يصرف علي تطويرها وازدهارها بسخاء وهو الذي قام بتشييد الميناء البري والمساكن العديدة والامن الغذائي وهو الذي جعل لتاكسي مدينة عطبرة عربات اخر موديل جاء بها كلها من الاردن وهو الذي قام بتاهيل المساجد .. وهو الذي يدفع لكل معوز ومحتاج وفي رمضان قام بتوزيع دقيق شركة زادنا التي يملكها علي المساكين.. نسال الله ان يجعل كل هذا في ميزان حسناته.. ومن الطرائف التي تروي عن احمد الشايقي ان سيدة قالوا جاء مرة لمقابلة السيد رئيس الجمهورية في مكان الحفل الذي اقاموه له بمدينة عطبرة وقدمت السيدة للرئيس اوراقها.. فقال لها انه سيقوم بتحويلها لسعادة والي نهر النيل فقالت له ارجو ان يتم تحويلي للسيد احمد الشايقي واحمد الشايقي يثق به اليوم كل اهله بمدينة عطبرة ويعدونه ابنا بارا ومخلصا ومتفانيا في خدمتهم في كل المجالات!. *{ وقد اختفت كل معالم مدينة عطبرة فالسوق تم هدمه وبناء سوق جديد في مكانه .. والسينمات لم يعد لها اثر او وجود.. وتوفي كل اهلها الكبار الذين كانت لهم اسماء ونقلوا المقابر القديمة واستبدلوها بمقابر جديدة تحمل اسم جكسا لان اول من تم دفنه بها امرأة كانت تحمل اسم جكسا وفي عطبرة اليوم جامعة وبها جمارك للحاويات وتمر بها كل يوم الشاحنات وهي قادمة من بورتسودان واهل عطبرة يمتازون بالطيبة واحترامهم للضيوف. الكاتب : ميرغنى أبوشنب يوميات ابوشنب - صحيفة الدار