(برقو ومن غيرك يابرقو)    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    بيان هام من السفارة السودانية في تركيا للسودانيين    "بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    نبيل عبد الله: قواتنا بالفرقة 14 مشاة صدّت هجومًا من متمردي الحركة الشعبية بمحطة الدشول    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    فيكم من يحفظ (السر)؟    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كوني امرأة زوجة
نشر في النيلين يوم 21 - 12 - 2014

ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻭﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ، ﺛﻢ ﻗﻮﻟﻮﺍ: ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺎ ﻣﻨﺎﻥ.. ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺯﻭﺟﺎً ﻭﻣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ؟ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﻦ ﻧﻠﺤﻆ ﺃﻥ ﻟﻔﻆ (ﺯﻭﺝ) ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺗﺎﻣّﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍلاﻗﺘﺮﺍﻥ ﻭﺍلاﻧﺴﺠﺎﻡ ﺗﺎﻣّﺎً ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺩﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻭ ﺟﻨﺴﻲ.
ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍلاﻧﺴﺠﺎﻡ ﻛﺎﻣﻼً، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻣﺘﺤﻘّﻘﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ: (ﺍﻣﺮﺃﺓ) ﻭﻟﻴﺴﺖ (ﺯﻭﺟﺎً) ﻛﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺩﻳﻨﻲ ﻋﻘﺪﻱ ﺃﻭ ﺟﻨﺴﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ..
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭَﻣِﻦْ ﺁﻳَﺎﺗِﻪِ ﺃَﻥ ﺧَﻠَﻖَ ﻟَﻜُﻢ ﻣِّﻦْ ﺃَﻧﻔُﺴِﻜُﻢْ ﺃَﺯْﻭَﺍﺟًﺎ ﻟِّﺘَﺴْﻜُﻨُﻮﺍ ﺇِﻟَﻴْﻬَﺎ ﻭَﺟَﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢ ﻣَّﻮَﺩَّﺓً ﻭَﺭَﺣْﻤَﺔً ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﺂﻳَﺎﺕٍ ﻟِّﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﻥَ"، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﻫَﺐْ ﻟَﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﺃَﺯْﻭَﺍﺟِﻨَﺎ ﻭَﺫُﺭِّﻳَّﺎﺗِﻦَﺍ ﻗُﺮَّﺓَ ﺃَﻋْﻴُﻦٍ ﻭَﺍﺟْﻌَﻠْﻨَﺎ ﻟِﻠْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ ﺇِﻣَﺎﻣًﺎ"، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍلاعتبار ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﺯﻭﺟﺎً ﻵﺩﻡ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭَﻗُﻠْﻨَﺎ ﻳَﺎ ﺁﺩَﻡُ ﺍﺳْﻜُﻦْ ﺃَﻧﺖَ ﻭَﺯَﻭْﺟُﻚَ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ". ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍلاﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (ﺃﺯﻭﺍﺟﺎً) ﻟﻪ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺃَﻭْﻟَﻰ ﺑِﺎﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻣِﻦْ ﺃَﻧﻔُﺴِﻬِﻢْ ﻭَﺃَﺯْﻭَﺍﺟُﻪُ ﺃُﻣَّﻬَﺎﺗُﻬُﻢْ" ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﺍلاﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺴﻤّﻲ ﺍﻷﻧﺜﻰ (ﺍﻣﺮﺃﺓ) ﻭليست (ﺯﻭﺟﺎً) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻧﻮﺡ، ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻮﻁ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ: ﺯﻭﺝ ﻧﻮﺡ ﺃﻭ ﺯﻭﺝ ﻟﻮﻁ، ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻟِّﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺍِﻣْﺮَﺃَﺓَ ﻧُﻮﺡٍ ﻭَﺍِﻣْﺮَﺃَﺓَ ﻟُﻮﻁٍ ﻛَﺎﻧَﺘَﺎ ﺗَﺤْﺖَ ﻋَﺒْﺪَﻳْﻦِ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻧَﺎ ﺻَﺎﻟِﺤَﻴْﻦِ ﻓَﺨَﺎﻧَﺘَﺎﻫُﻤَﺎ" ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻓﺮﺗﺎﻥ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻧﺒﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻔﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻘّﻖ ﺍلاﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻟﻴﺴﺖ (ﺯﻭﺟﺎً) ﻟﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ (ﺍﻣﺮﺃﺓ) ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍلاﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭَﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻟِّﻠَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍِﻣْﺮَﺃَﺓَ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ"، ﻷﻥ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﺍﻹﻧﺴﺠﺎﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻬﻲ (ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ) ﻭﻟﻴﺴﺖ (ﺯﻭﺟﻪ).
ﻭﻣﻦ ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ (ﺯﻭﺝ) ﻭ (ﺍﻣﺮﺃﺓ) ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺩﻋﺎﺀ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻪ ﻭﻟﺪﺍً ﻳﺮﺛﻪ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻋﺎﻗﺮ ﻻ ﺗﻨﺠﺐ، ﻭﻃﻤﻊ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﺍﻟﻮﻻﺩﺓ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻋﺎﻗﺮﺍً ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻤﺔ (ﺍﻣﺮﺃﺓ)، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺯﻛﺮﻳﺎ: "ﻭَﻛَﺎﻧَﺖِ ﺍﻣْﺮَﺃَﺗِﻲ ﻋَﺎﻗِﺮًﺍ ﻓَﻬَﺐْ ﻟِﻲ ﻣِﻦ ﻟَّﺪُﻧﻚَ ﻭَﻟِﻴًّﺎ"، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺀﻩ، ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﺮﺯﻗﻪ ﺑﻐﻼﻡ، ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﻋﻘﻢ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻠﺪ ﻭﻫﻲ ﻋﺎﻗﺮ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺏِّ ﺃَﻧَّﻰَ ﻳَﻜُﻮﻥُ ﻟِﻲ ﻏُﻼَﻡٌ ﻭَﻗَﺪْ ﺑَﻠَﻐَﻨِﻲَ ﺍﻟْﻜِﺒَﺮُ ﻭَﺍﻣْﺮَﺃَﺗِﻲ ﻋَﺎﻗِﺮٌ ﻗَﺎﻝَ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻳَﻔْﻌَﻞُ ﻣَﺎ ﻳَﺸَﺎﺀ ". ﻭﺣﻜﻤﺔ ﺇﻃﻼﻕ ﻛﻠﻤﺔ (ﺍﻣﺮﺃﺓ) ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺝ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﻓﻲ ﺃﺗﻢّ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﻭﺣﺎﻻﺗﻬﺎ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻧﺒﻲ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻣﻨﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﻕ ﺗﺎﻡّ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍلاﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻡّ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ، ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ (ﺍﻟﻨﺴﻠﻲ) ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺴﻞ ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭُﺟﺪ ﻣﺎﻧﻊ ﺣﻴﻮﻱ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﺎﻣّﺔ. ﻭﻷﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺎﻗﺮ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻢّ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻤﺔ (ﺍﻣﺮﺃﺓ)، ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﻭﺃﺻﻠﺤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻭﻟﺪﺕ ﻟﺰﻛﺮﻳﺎ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﺤﻴﻰ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ (ﺍﻣﺮﺃﺓ)، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ (ﺯﻭﺝ)، ﻷﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺗﺤﻘّﻘﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺗﻢّ ﺻﻮﺭﺓ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭَﺯَﻛَﺮِﻳَّﺎ ﺇِﺫْ ﻧَﺎﺩَﻯ ﺭَﺑَّﻪُ ﺭَﺏِّ ﻟَﺎ ﺗَﺬَﺭْﻧِﻲ ﻓَﺮْﺩًﺍ ﻭَﺃَﻧﺖَ ﺧَﻴْﺮُ ﺍﻟْﻮَﺍﺭِﺛِﻴﻦَ * ﻓَﺎﺳْﺘَﺠَﺒْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻭَﻭَﻫَﺒْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻳَﺤْﻴَﻰ ﻭَﺃَﺻْﻠَﺤْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﺯَﻭْﺟَﻪُ ". ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﻫﻲ (ﺍﻣﺮﺃﺓ) ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﻫﻲ (ﺯﻭﺝ) ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮّﺩ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ. ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺑﻴﻦ (ﺯﻭﺝ) ﻭ(ﺍﻣﺮﺃﺓ) ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺃﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﻣﺘﺮﺍﺩﻓﻴﻦ.
ﺩ.ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻮﻳﺠﺮﻱ
(ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ. بجامعة ﺍﻟﻘﺼﻴم)
**تلويح:
ليست كل امرأة زوجة.. إنها لا تكون كذلك إلا بمعاونة رجل يخشى فيها الله..
إندياح - صحيفة اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.