السجن 15 عاما على مشارك مع قوات التمرد بأم درمان    تحرّك فعّال للتسوية..اجتماع مثير في تركيا حول حرب السودان    تقارير عن فظائع بينهما إعدامات واغتصاب ممنهج منذ سيطرة الدعم السريع علي الفاشر    اتحاد أصحاب العمل يقترح إنشاء صندوق لتحريك عجلة الاقتصاد    غرق مركب يُودي بحياة 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً    أردوغان يعلن العثور على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة    أبياه يستدعي السداسي والخماسي يغادر رواندا    الطاهر ساتي يكتب: أو للتواطؤ ..!!    والي الخرطوم يعلن عن تمديد فترة تخفيض رسوم ترخيص المركبات ورخص القيادة بنسبة 50٪ لمدة أسبوع كامل بالمجمع    اشتراطات الكاف تجبر المريخ على إزالات حول "القلعة الحمراء"    وزارة الصحة تناقش خطة العام 2026    العلم يكسب الشباب في دورة شهداء الكرامة برفاعة    إكتمال الترتيبات اللوجستية لتأهيل استاد حلفا الجديدة وسط ترقب كبير من الوسط الرياضي    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطرس غالي: لا يمكن الحكم على السيسي إلا بعد عامين
نشر في النيلين يوم 24 - 10 - 2014

«يبدأ يومه فى الثامنة صباحا، ويختتمه عند الواحدة صباحا، ما بين الصباح والمساء يشرع فى قراءة عدد من الصحف المصرية والأجنبية».. كانت هذه إجابة السؤال الأول الذى طرحته «المصرى اليوم» على الدكتور بطرس غالى، سكرتير عام الأمم المتحدة الأسبق، الرئيس الشرفى للمجلس القومى لحقوق الإنسان، الذى شارف عمره على ما يقرب من 92 عاما، وأنهى الحوار- الذى كان فيه حاضر الذهن- بمزحة لخص فيها وضعه الصحى قائلا: «عندما تسأل طفلا عمره 12 عاما عن سنه يقول 14، الآن لو سألتنى كم عمرك أقول لك 82 عاما.. وهى الصورة العكسية لسؤال الطفل ذى ال12 عاما».
موضوعات شائكة وقضايا متنوعة، ومتداخلة تطرق إليها «غالى» استفاض فى كثير منها، واكتفى بالإشارة إلى بعضها بالقليل من المعلومات، كما فى واقعة ابن شقيقه الدكتور يوسف بطرس غالى المتواجد حاليا بلندن قائلا: «أنه بمثابة ابنه، ولا يرغب فى الحديث عن قضيته» وعندما ألحت «المصرى اليوم» فى سؤالها باعتباره أقرب الناس إليه، وصف قضيته ب «الانتقامية»، موضحا أنه على اتصال دائم معه، وأنه حصل مؤخرا على لاجئ سياسى، ويعمل الآن فى العاصمة البريطانية، مضيفا: قالوا عن مبارك إنه يمتلك 24 مليار دولار فى الخارج، وطلع كل ما قيل عنه مبالغ فيه.
■ كيف تبدأ يومك؟.
- أبدأ بقراءة الصحف، وأهمها «الأهرام» التى عملت بها لمدة 20 عاما، وجريدة «المصرى اليوم» و«هيرالد تريبيون» وصحيفة فرنسية فى حال تواجدى بمقر إقامتى بباريس، وفى الغالب يومى يبدأ فى الساعة الثامنة وأسهر حتى الواحدة صباحا.
■ من واقع رصدك للصحف الأجنبية تحديدا ما هى ملاحظاتك؟.
- الصحف الأجنبية على الأقل الفرنسية والإنجليزية والأمريكية معادية لمصر، وتناصب العداء لها منذ 30 يونيو.
■ ما تفسيرك لهذا العداء؟
- فى الحقيقة شغلنى هذا الأمر كثيرا، وخصصت له نقاشات عديدة على مدار العام الماضى مع شخصيات صحفية ورجال دولة فرنسيين وأجانب من جنسيات أخرى، وتوصلت إلى 3 تفسيرات محتملة من وجهة نظرى.
■ حدثنا عنها؟
- الأول: الضغط الأمريكى.. أوروبا مازالت خاضعة للأمريكان من خلال الحلف الأطلنطى أو من خلال العلاقات الاقتصادية،.. والثانى: أن تلك الدول تخشى من تيارات الإسلام السياسى المتشددة، والجماعات الإرهابية لأن لو «قنبلة» انفجرت فى باريس على سبيل المثال تؤثر على نسبة السياحة فى فرنسا وبالتالى تدمير اقتصادها، لأن عدد السائحين فى فرنسا يقدر بنحو 80 مليون سائح سنويا، وقس على ذلك باقى الدول، بينما أرى أن السبب الثالث يتمثل فى وجود تمويلات لوسائل إعلام وصحف أجنبية من قبل دول ونظم حكم ومن بينها على سبيل المثال «قطر»، وعندما أتحدث عن السبب الثالث أكون دبلوماسيا عند طرح السبب الثالث، نظرا لعدم إحراج من يشاركنى الحوار.
■ أى من تلك الأسباب يمثل التأثير الأكبر من وجهة نظرك؟.
- جميعها تمثل خطورة وتضر بمصر.
■ ما نتائج الضرر؟
- مثال واحد فى مجال السياحة عندك مليون أسرة تعيش على السياحة، الآن ماذا عن وضعك فى هذا المجال، الفنادق فارغة والمراكب واقفة ألا تعتبر ذلك ضررا.
■ الموقف الأمريكى المناصر للإخوان، يثير الكثير من علامات الاستفهام.. ما تفسيرك لذلك؟
- هناك جناح أمريكى قوى مازال يرى أن تأييد الإخوان هو الوسيلة لتحقيق الاستقرار، وإن كانت المؤشرات تؤكد أن هذه الرؤية تشهد تغيرا الآن.
■ على أى أساس تم بلورة تلك النظرية؟.
- أنت تخطئ لعدم وجود خبير واحد، وأيضا تخطئ بسبب وجود 20 خبيرا، والأمريكان لديهم عشرات المعاهد والمراكز البحثية والخبراء، إضافة إلى ذلك فإن القيادة ليس لديها خبرات فى السياسة الخارجية.
■ هل هناك تضارب مصالح بين «البنتاجون» وإدارة أوباما؟
- هذا عنصر.. لكن ما أقصده أن بوش الأب على سبيل المثال كان بارعا فى السياسة الخارجية، وشغل منصب سفير بالصين، وعمل رئيسا لجهاز المخابرات، فامتلك خبرات خارجية جيدة عكس أوباما الذى ليس لديه خبرات.
■ آراء وتحليلات متضاربة حول المجىء بالإخوان خلفاً لمبارك بعد ما سمى ب «ثورات الربيع العربى» وتحديدا فى مصر وتونس؟
- وجهة نظرى، وتفسيرى الشخصى أن الغرب رأى أنه من خلال الإخوان فإنهم يستطيعون احتواء الإرهاب، خاصة أنهم- تنظيم الإخوان- سيركزون على قضاياهم الداخلية ويتعاونون معهم كما حدث مع إسرائيل.
■ ما أوجه هذا التعاون مع إسرائيل؟
- يكفى أن يكون التعاون «خلينا أصدقاء وبس».
■ الدعوى القضائية التى تتهم مرسى بالتنازل عن 1600 كليو متر من أرض سيناء للجانب الفلسطينى تجدد أزمة المطامع فى سيناء.. ما رأيك فى ذلك؟.
- مشروع إسرائيلى قديم يسعى لأن تكون سيناء للفلسطينيين وقناة السويس قناة دولية.
■ كيف ترى دعاوى للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين؟.
- أحب أقارن الوضع فى العالم العربى بالوضع فى أمريكا الوسطى وتحديدا فى تشيلى فى عهد «بينوشيه».. إذا نظرنا إلى منطقة الشرق الأوسط نرى أن الباعث هو «الدين» بينما الباعث فى أمريكا الوسطى هو «المخدرات»، نفس الظاهرة الموجودة فى العالم العربى، ولكن بشكل مختلف جماعات تتناحر.
■ هل أنت مع المؤيدين لفكرة ضرورة المصالحة مع الجماعة؟.
-الاتجاه العام يرى عدم المصالحة، وأنا أرى أنه لا مصالحة، لأنهم ليس لديهم أمانة أو ذمة، ولا يزالون متمسكين بمشروعهم على حساب الدولة.
■ كيف ترى الحدود المصرية فى ضوء ما تشهده خريطة المنطقة من متغيرات؟.
- سوف تسمع مشروعات خيالية، هل سوف يستمر مشروع «سايكس- بيكو» القديم أم أنه سوف يشهد تعديلات؟!.. فى الحقيقة لا أعلم.
■ البعض يرى أننا على أعتاب مشروع «سايكس- بيكو» جديد والبداية من العراق وسوريا.. ولكن الأهم ماذا عن الوضع المصرى فى ضوء تلك المتغيرات؟.
- مصر وضعها خاص بسبب موقعها الجغرافى وعوامل أخرى، أما البلدان الأخرى فكل له حالته المتفردة.. وفى حالات مشابهة هناك دول مثل يوغسلافيا انقسمت إلى 5 دول، ودولة تشيكوسلوفاكيا إلى دولتين والاتحاد السوفيتى إلى عدة دول، بينما الملاحظة التى بحاجة إلى دراسة هى أن دول أمريكا اللاتينية، مازالت كما هى ولم تنقسم أو تتفكك رغم ما بها من صراعات وعمليات اقتتال.
■ ما الأسباب وراء تماسك هذه البلدان مقابل تفكك الدول العربية؟.
- مرتبطة بأسباب كثيرة منها «الزعامة»، لو هناك رئيس قوى يستطيع أن يوحد الدولة ويقويها فقطعا سوف يحافظ عليها، إضافة إلى موقف الدول الأجنبية، وإسرائيل التى يكون لها رغبة فى أن تتفكك دول الجوار إلى دويلات بحيث تكون الدولة الواحدة 5 دول، جميعها تكهنات.
■ بماذا ترد على من يعتبرون أن عقد المنطقة انفرط بعد احتلال العراق فى 2003؟.
- أقول لهم أمريكا ليس بها رئيس جمهورية منذ نحو أكثر من 6 أشهر، رغم أن بها أكثر من 20 طائفة، ولكنها مازالت متماسكة، كما قلنا كل دولة ولها ظروفها الخاصة، وعن نفسى أؤمن بالزعيم إذا وجدت قيادة تتماسك الدولة والعكس.
■ كيف ترى المشهد فى سوريا؟.
- القيادة ضعيفة، رغم أن بشار مازال متماسكا، وبسبب أن هناك أقلية هى التى تحكم وهذه الأقلية إذا ما تركت السلطة سوف تتعرض لعمليات إبادة فهى تقاوم وهذا يفسر الصراع القائم الآن.
■ ترى أن الطائفية هى المسؤولة عن الصراع فى سوريا، ماذا عن القبلية فى ليبيا؟
- لو وجد زعيم قوى فى ليبيا لاستطاع أن يوحد شعبها.
■ ماذا عن العنصر الخارجى فى الأزمة الليبية سواء كان عربيا أو أجنبيا؟.
- ليست تلك هى المشكلة من وجهة نظرى، وأن الأزمة الحقيقية هى غياب الزعيم الذى بإمكانه توحيد تلك القبائل، وأرى أن الوضع مرشح للتصعيد فى ليبيا لمدة عامين مقبلين.
■ تأثير المشهد فى ليبيا على الأوضاع فى مصر؟.
- تأثير ثانوى، متمثل فى أن لديك نحو مليون عامل، فقدوا عملهم وبالتالى أصبح عبئا اقتصاديا على مصر.
■ ماذا عن الوضع فى السودان؟.
- أهملنا السودان، الانفصال الذى حدث فى الجنوب، وقديما كانوا يطلقون على حاكم مصر «حاكم مصر والسودان» حتى 1952، وأحزننى عدم الاهتمام الإعلامى بمتابعة تلك القضية، فضلا عن عدم اهتمام مصر بالتقسيم أو متابعة ما حدث وكأن ما حدث فى دولة أجنبية وليس فى دولة حدودية تعتبر امتدادا لأمنك القومى.
■ ما الذى كان يجب أن تقوم به مصر والانفصال حدث بالفعل؟.
- أن تكون موجودا فى «الجنوب».. لماذا لم تنشئ مستشفى فى جوبا أو مدارس أيام مبارك.. للأسف الثقافة المصرية مازالت تنظر إلى فرنسا وانجلترا.
■ ماذا تقصد؟.
- بمعنى أنه عندما قلت لشاب خلال عملى بوزارة الخارجية سوف أبعثك فى سفارتنا فى الهند تساءل وقال لى: «أنا عملت إيه.. أنت زعلان منى يا سيادة الوزير»، وعندما سألته عايز تروح فين قال: «الدنمارك» رفض أن يذهب إلى دولة أراها منذ 100 عام أنها تساوى الغرب كله.
■ ما سبب إعجابك بالنموذج الهندى؟.
- استطاعوا أن يحافظوا على الدولة بدلا من أن تصبح 50 دولة، رغم أن بها أكثر من 100 ديانة مختلفة، ولغات مختلفة وتقاليد مختلفة.
■ نحن نعيش على أرض واحدة بديانتين على الأكثر ولا نستطيع الحفاظ على تماسكنا؟
- حقيقة وواقع.
■ عودة إلى «الإخوان» نظام البشير محسوب على جماعة الإخوان المسلمين كيف ترى زيارة الرئيس السودانى الأسبوع الماضى للقاهرة؟.
- تأتى فى إطار سياسة مصرية حكيمة تريد تهدئة الأمور على الأقل فى المرحلة الانتقالية الحالية.
■ ماذا عن تقييمك لنظام البشير؟.
- قسم السودان إلى دولتين، ومرشح لدولة ثالثة فى «كردفان» ولا أحد يعلم ماذا سيكون الوضع عندهم بعد 20 سنة.
■ كيف استقبلت التصريحات التى جاءت متزامنة مع زيارة البشير حول الادعاء بأن مثلث «حلايب وشلاتين» سودانية وأنها ليست مصرية؟.
- يكفى أى شخص الاطلاع على الوثائق والمستندات فى هيئة المستعمرات البريطانية ليعلم أن هذا المثلث مصرى 100%.
■ ما أسباب إثارة تلك التصريحات من الجانب السودانى فى هذا التوقيت من وجهة نظرك؟.
- حسب الظروف.. ربما يريد تقوية شخصيته- البشير- وأرى أن إثارة هذه القضية تجارة سياسية، ولم يكن لها تأثير يذكر.
■ ماذا عن أفضل رد للحكومة المصرية حول تلك الادعاءات؟.
- الرئيس الراحل محمد أنور السادات قال من قبل: «أنتم عايزين إيه.. مش معانا الأرض خلاص الموضوع منتهى».. بمعنى أنه ليس هناك أزمة فى الأصل.
■ أزمة مياه النيل مازالت تلقى بظلالها على العلاقات المصرية الإثيوبية؟.
- فشلت على مدار 15 سنة فى إنشاء منظمة دولية تتولى الإشراف على النيل ملاحة وكهرباء وزراعة ونواحى سياسية، وأرسلت وزراء الرى لكى يزوروا منظمة «الميكونغ» فى آسيا للاطلاع على تجربتهم فى إدارة النهر الذى يمر بعدد من البلدان فى جنوب شرق آسيا.. وفشلت لأن هناك بعض الدول الأفريقية ترفض ذلك.
■ كيف ترى الاتهامات بأن بعض تلك الدول تحركها دول أجنبية بهدف التلاعب بملف «الأمن المائى المصرى»؟.
- انتفض من مكتبه، وضرب بيده على المنضدة، وقال بلهجة حادة: «أنت لم تقم بالمجهود اللازم مع تلك الدول، أنا ذهبت إلى إثيوبيا أكثر من 20 مرة وأحضرت الرئيس الإثيوبى «منجستو هيلا ماريام» فى زيارة للقاهرة فى أواخر الثمانينيات، وظل يتفسح فى حديقة قصر القبة فى القاهرة ماذا فعلوا فيما بعد؟ لا شىء.. كل القيادات المصرية السياسية اتجاهاتها شمالا على حساب الجنوب، وسبب ذلك تأثير الثقافة الفرنسية والإنجليزية كما ذكرنا من قبل.
■ يبدو أن سد النهضة لن يكون أول الأزمات فى ملف أزمة المياه، خاصة فى ظل إعلان عدد من دول حوض النيل بناء سدود هى الأخرى؟.
- قلت ومازلت أردد بأن الأزمة ليست فى بناء سد النهضة ولكن فى بناء إثيوبيا سدود أخرى، وفى الطريق أيضا أوغندا، سد النهضة خطوة أولى وهم يعانون من أزمات كما تعانى أنت من أزمات مثل الانفجار السكانى.
■ كيف ترى الأزمة الأخيرة التى أثارها الرئيس الأمريكى جيمى كارتر بإغلاق مركزه فى القاهرة بدعوى أن المناخ فى مصر غير ديمقراطى لإجراء انتخابات برلمانية مقبلة؟.
- لماذا نعطى أهمية لهذه الرقابة «إن شاالله ما جه»، لماذا نحن مهتمون ب «الخواجة كارتر»؟
■ لأن البعض اعتبره منحازا ويخدم على جناح داخل الإدارة الأمريكية مازال يدعم جماعة الإخوان.
- هل كلامى يقنع الرأى العام الأمريكى أو يهمه فى شىء فى هذا الشأن.. نحن نأتى نركز فى أشياء ثانوية، ونغفل قضايا جوهرية.. وكلنا نتحدث عن الخواجة كارتر، هناك أكثر من 500 منظمة غير حكومية غير كارتر تراقب.
■ من خلال متابعتك لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كيف ترى واقعة «التلاسن» التى جرت من قبل الرئيس التركى رجب طيب أردوجان ضد مصر ورئيسها؟.
- نحن نبالغ، وهذا كلام للإعلام الداخلى.
■ تقصد أن أردوجان ظاهرة صوتية؟.
- طبعا.. وهو يستفيد من الظاهرة الصوتية التى يمتلكها، ومنذ إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1922 تقريبا، كان هناك أكثر من تجربة لشخصيات أرادوا أن يقلدوا منصب الخليفة، وكثيرون لا يعلمون أن من بين هؤلاء الأشخاص الملك فؤاد، ومن عارضه فى ذلك سعد زغلول، وكان ذلك من بين أسباب النزاع آنذاك بين السرايا وحزب الوفد.
■ تساءل البعض عن الأسباب الحقيقية وراء توجيه الرئيس الأمريكى أوباما انتقادات لمصر بشأن تراجع الحريات وذكر عدد من أسماء النشطاء المحبوسين على ذمة قضايا بتهمة التظاهر؟.
- ربما يكون ذلك لإرضاء تيار داخلى بأمريكا، أو إسرائيل، أو أنه يدعى الدفاع عن الحريات.
■ ما تقييمك لأداء السيسى فى الحكم؟
- مصر تشهد حالة من الاستقرار الآن، ولا يمكن الحكم على السيسى إلا بعد مرور عامين.
■ كيف ترى الانتقادات الموجهة إلى قانون التظاهر؟
- أجدد بأن العبرة بالاستقرار وليست بقانون التظاهر، مازال هناك تركيز على القضايا الثانوية.
■ القوانين إحدى أدوات استقرار المجتمع إن صحت نصوصها؟
- تسألنى عن التشريعات والقوانين، وأنا لدى قنبلة كل يوم تقتل الناس فى الشوارع، وهناك من يقتلون كل يوم جنودا، أنت فى حالة حرب مع الإرهاب، مازلت أرى أنها أشياء ثانوية والعبرة بالاستقرار.
■ ما تراه ثانويا يراه آخرون داخليا وخارجيا قضايا جوهرية؟
- عندما خرج الإخوان من الحكم، قلنا أول انتخاب فى مصر، هذا غير صحيح حدثت 20 مرة انتخابات، البرلمان تم إلغاؤه أكثر من 5 مرات، كان هناك أحزاب فى الفترة من 22 وحتى 52،.. ثم بعدها بأقل من 6 أشهر رئيس أوكرانيا حدث ضده انقلاب لم يذكره أحد وهرب إلى روسيا، هناك تمييز على المستوى الدولى ضد مصر، لو هناك دولة تريد تشويه صورتها تطلع لها «بلاوى» من تحت الأرض، فى المقابل هناك انتهاكات مازالت تحدث الآن فى «جوانتانامو» لم يتطرق إليها أحد، مؤخرا كتبت مقدمة لكتاب بأن أوباما لم يف بوعده حول غلق المعتقل، فقط ما أود قوله اتركهم يتحدثوا ولا تعط لهم الأهمية الكافية، أنت الحاكم.
■ مصر على أعتاب مرحلة جديدة فى تاريخها.. ومن واقع دراستك للمشهد المصرى كم من الوقت نحتاجه لبلوغ تلك المرحلة؟
- مشكلتنا أننا نريد كل شىء على وجه السرعة، أنت بحاجة من 10 إلى 15 سنة لبلوغ تلك المرحلة، ولك فى ذلك نماذج سابقة فى أمريكا الوسطى كما حدث فى تشيلى والبرازيل والأرجنتين وغيرها من الدول، ويجب أن تكون قضية الاستقرار فى مقدمة الأولويات.
■ كنت شاهدا على اتفاقية السلام مع إسرائيل كيف ترى مطالب بعض القوى السياسية بتعديل الاتفاقية من أجل سيطرة أكثر على سيناء؟.
- يمكن ذلك بإجراء اتفاق ودى مع إسرائيل دون تعديل الاتفاقية.
■ هل يمكن التغاضى عن بعض الانتهاكات مقابل تحقيق الاستقرار؟.
- طبعا.. أنا فى حالة حرب يوميا، وهناك عمليات إرهابية، ركز على المهم، وعندك مشكلة خطيرة لم يتم التطرق لها ومازلت أراها الأخطر وهى قضية الانفجار السكانى، انظر إلى القاهرة كانت مليون نسمة أصبحت الآن 20 مليونا، ماذا فعلت لعلاج تلك المشكلة، بينما دول أفريقية نجحت فى نقل عواصمها، هناك شىء ناقص فى العقل المصرى، لماذا لم تفكر فى نقل العاصمة تلك هى المشاكل الكبرى، العام المقبل لديك 2 مليون مواطن جديد، القاهرة ساكنة لا تتحرك ولا يمكن أن تسير فيها أو تتحرك.. أعود وأكرر ماذا عن اهتمامنا بقضية الانفجار السكانى، وما هو العلاج، تعمل زى الصين، ولد بس حتى تقوم القيامة، هناك أكثر من وسيلة لم تتم دراستها، هل تم التفكير فى تشجيع الهجرة خارج مصر، برلمان خاص يجتمع مرة فى العام، وأعطى له امتيازات وينظر إليه على أنه منبوذ.
بعد 60 سنة كفاحا لست أعلم السبب، الشخصية المصرية مغلقة على نفسها، هل تستطيع أن تأتى برئيس خارجية أرمنى، أعظم دكتور فى أمريكا يأتون به ويعطونه الجنسية، وهذا هو الانفتاح الفكرى، وهذا هو السبب وراء سر عظمة أمريكا.
■ هل أنت على اتصال دائم بابن شقيقك الدكتور يوسف بطرس غالى؟.
- طبعا.. وهو بمثابة ابنى والأوضاع لم تستقر بالنسبة له، خاصة أن هناك أحكاما قضائية صادرة ضده بالسجن 40 سنة، وأراها قضية انتقامية.
■ من الذى يريد الانتقام منه؟.
- لا أرغب فى الحديث فى هذا الموضوع.. والآن هو لاجئ سياسى فى لندن، وبعد عامين ربما تهدأ الأوضاع.. ويكفى أنهم قالوا عن قضية مبارك أنه يمتلك 24 مليار دولار وتبين أن كل ذلك مبالغ فيه فيما بعد.
■ ما تقييمك لحقبة مبارك؟.
- له عيوب لا شك، ومشكلته أنه كان متجمدا ولم يكن يحب التجديد، عرضت عليه من قبل إنشاء محطات نووية رفض وقتها واعترض بشدة، الآن وبعد نحو 20 عاما يفكرون فى إنشاء تلك المحطات، علاقتى به كانت جيدة، وكنت أستطيع إقناعه وساعدنى فى ذلك معرفتى به عن قرب عندما كان نائبا للسادات، والقاعدة تقول إن «السلطة تجنن أى شخص».
■ هل وصل لمرحلة الجنون بالسلطة؟.
- أشاح بيده اليمنى واكتفى بابتسامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.