*قررت منذ البارحة التوقف عن مشاهدة المصارعة الحرة رغم عشقي لها.. *وسبب العشق هذا يمكن أن نعبر عنه بالمثل القائل (حلم الجوعان عيش).. *فقد كنت أحلم بمثل قوة المصارعين هؤلاء كمحاولة تعويضية- نفسية - عن حالة (عجزي).. *ليس عجزي أنا وحدي - وحسب - وإنما السواد الأعظم من أبناء بلدي.. *ولوطٌ عليه السلام قال عن عجزه حيال تجبر قومه (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ).. *أما لماذا عزفت عن مشاهدة المصارعة فذلك جراء (تجبر) السلطة المشرفة عليها.. *وهي سلطة عناصرها ابنة مالك الشركة (مكمان) وزوجها و(انتهازيون) يأتمرون بأمرهما.. *فهم يتحكمون في القوانين المنظمة لقواعد اللعبة إلى حد (تفصيلها) على هواهم.. *فقد تجعل مصارعاً يكرهونه - مثلاً - يواجه ثلاثة من المصارعين الأشداء.. *أو تجعل مصارعاً يحبونه يواجه واحداً مثل (حالاتي) ليقف حاملاً حزام البطولة فوق (جثته).. *أو تجعل مجموعة من (فتواتهم) ينهالون ضرباً على مصارع (معارض) بغرض إعاقته جسدياً.. *ومن أجمل ما في كوننا هذا القانون الإلهي الذي يسيره فلا يحيد كوكب أو نجم أو قمر عن مساره.. *ودائماً ما استشعر عظمة الخالق في أرضنا هذه التي تسبح في الفضاء الكوني وفقاً لنظام بديع.. *وكذلك أحس بروعة (دساتير) الدول الديمقراطية التي لا يستطيع حتى الرئيس نفسه اعتراض مجراها.. *ولكن دساتير الدول الشمولية - ومنها دولتنا هذه - فهي أشبه بقوانين مصارعة ال( دبليو دبليو إي).. *فهي تتحول وتتبدل وتتحور تبعاً لرغبات الحاكمين كما فُعل في دستور سوريا كي يرث بشارٌ أباه.. *أو كي (يرث) الأسد الصغير الأسد الكبير إلى أن نصل - إن لم يتبدل الحال - للأسد الخامس.. *والذي يقوم بدور ستيفاني مكمان - عندنا هنا - هي بدرية سليمان بتوجيه من السلطة الحاكمة.. *تماماً كما فصلت قوانين سبتمبر إرضاءً ل(الإمام) النميري إلى جانب آخرين.. *ثم لا نظام نميري موجود الآن، ولا قوانين (العدالة الناجزة) كذلك.. *فكل نظام - في بلادنا - يأتي بدستوره، ويذهب بدستوره.. *وحتى قبل أن يذهب - النظام - يُشبع دستوره تجريحاً وتشريحاً وتمزيقاً حسب (المزاج).. *وقبل أن تفكر بدرية في إرضاء السلطة كان عليها أن تفكر في إرضاء الله وضميرها والناس.. *وليت بمقدوري التوقف عن مشاهدة (حلقات) تعديل الدستور الآن كما فعلتُ إزاء حلقات المصارعة.. * فمقص بدرية (مكمان) نحس به (في جلودنا!!).