أثناء تجوالهم بشوارع الخرطوم، أوقفوا سيّارتهم جانباً لتناول بعض الأغراض، اعتذرت إحداهن من النزول بحجة أنّها ستبقى في السيارة مع "لولة" لأنّها لا تُفضِّل النزول في أيِّ مكانٍ ولا تُفضِّل الوحدة أيضاً، "لولة" ليست فتاة ذات 7 سنوات، (لولة كلبة صغيرة) خفيفة الوزن، شعرها ناعمٌ وغزيرٌ، لونها أبيض ومسالمة لأبعد الحُدُود، اقترنت بالمُجتمعات الغربية قديماً، لكنها انتقلت ثقافياً إلى مُجتمعاتنا والتي بدورها مازالت تنظر إليها بعين الغرابة. (1) التعلق بالحيوانات الأليفة صار أمراً واقعاً، فالجميع أصبح يلهث وراء هذه العَادَة التي وُصفت بالدّخيلة، خُصُوصاً الفتيات، ولكن هناك اتّفاقٌ نسبيٌّ على أنّ هذه العادة تهتم بها الشرائح البرجوازية التي تسكن الأحياء الرّاقية وتمتلك كثيراً من الأموال، بحيث أنّهم يَرتبطون بهذا النوع من الحيوانات ارتباطاً وثيقاً بغرض السعادة والتسلية. (2) حول الموضوع تحدّثت سماح سنادة خريجة جامعة الخرطوم وهي مالكة لعددٍ من كلاب "اللولي" ل"خرطوم ستار"، عن غلاء الأسعار المُتَعَلِّقة باقتناء كلاب اللولي وقالت: (سعر اللولي الأبيض لا يقل عن 6000 جنيه، وهي الأكثر طلباً لأنّ أغلب الأُسَر تشتريها لأطفالها الصغار)، كَمَا ذَكَرَت أنّ اللولي الصغير سَريع التّعَوُّد والتّطَبُّع ولا يُمانع الاختلاط، مُضيفةً: (نحن بنسوقو مَعَانَا أيِّ حتة ولا نجد منه إلا الاندماج واللعب مع الأصدقاء). (3) أمّا الشاب مُحمّد مصطفى وهو أحد هُواة تربية كلاب اللولي، فقال إنّه يمتلك عدداً من كلاب اللولي، كما ذكر أنّه يمتلك (ذكراً وأنثى)، في إشارة إلى أنّ منزله لن يخلو من هذه الكلاب، مُوضِّحاً أنّه يقوم بالتجارة فيها بعض الأحيان، كما تَحَدّثَ عن اختلاف الأسعار، وقال إنّ الأسعار مُرتبطة بالعُمر، فالأصغر دائماً هو الأغلى، وكذلك الأبيض وذو الشعر الطويل سعره أغلى من غيره، وأيضاً كلما صغر حجمه زاد سعره. (4) وعن أماكن بيعها، قال إنّ هناك بعض الأماكن في سوق أمدرمان الكبير، ولكن في الغَالِب يتم عرضها وبيعها بواسطة الهُواة إلكترونياً، عن طريق نشر عددٍ من الصور للكلب وتحديد السعر، وواصل قائلاً: (إنّها من أذكى أنواع الكلاب، وإنّها ولوفة ومُفَضّلة بالنسبة للأطفال والفتيات أكثر من القطط لأنّها تُشارك في اللعب، والأمراض التي تُصاب بها هي "القراد والدستنبر"، ويتم علاجها بطريقة تُسمى الرباعية)، مضيفاً أنّ لها عدة أنواع منها "الجيرفلي، الدبدوب، الفوكس والشيواوة"، مُبيِّناً أنّ الفوكس هو الأغلى ثمناً. بينما جاء حديث الشاب معاوية مُغايراً، حيث ذكر أنّه لا يستطيع حتى مُجَرّد الاحتكاك مع الطبقة التي تهتم بمثل هذه الأشياء، ولا يُفَضِّل التّقرُّب منهم، وقال على حَدِّ تَعبيره: (ما بقدر أشوف نفسي محتك بي ناس مُهتمين بي حاجات زي دي، ونظرتي ليهم دائماً غريبة، وفي زول في الحلة عشان عندو كلب لولي ما بنفع معاي). تقرير: خالد كرو – "موقع خرطوم ستار"