لقد أثبتت الأحداث المتوالية، والتصعيد الغير مبرر ضد قوات الدعم السريع، والقوات المسلحة، أن القوات العسكرية تمارس ضبطاً للنفس، وتحكّمناَ كبيراً في إنفعالها وسلاحها، فكافة الأحدث التي كانت تحدث كانت نتاج تصعيد إعلامي كبير، وشحن الغضب في نفوس الجماهير عبر لجان إلكترونية تعمل علي التعبئة العامة ضد الجيش والدعم. – فأي محاولة لبسط هيبة الدولة، أو تفتيش أو تحرك لأي من القوات المسلحة أو الدعم السريع، سرعان ما تتباري بوق الفتنة والدمار "الجزيرة"، واللجان الإلكترونية وتصوريها علي أن هذا التحرك هو لفضّ الإعتصام أو هناك عمليات "قتل" للجماهير من قبل الجيش أو الدعم، فتهيج الجماهير، وتستغل الحركات المسلحة فرصتها في هذا التحريض ومن ثم تقوم بإطلاق النار علي القوات النظامية لتردّ عليها القوات النظامية ثم تكون الكارثة، ولكن!، كلما أشعلوا ناراً للفتنة أطفأها الله، فالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع أثبتت وبملا لا يدع مجالاً للشكّ أنها قوات لا تتعامل بردود الأفعال، إنما يحكمها ضبط وربط وتعليمات عسكرية صارمة جداً، فدائماً ما كانت الإعتداءات من قبل الجماهير عليها ودائماً ماكانت تمارس هذه القوات ضبط النفس والإنسحاب بدلاً من المواجهة. – إن هناك عمليات بث كراهية متعمدة علي مواقع التواصل الإجتماعي، وهناك كميات هائلة من الشائعات والأخبار الكاذبة التي تسعي إلي نشر الكراهية والإستقطاب والحراب بين مكونات الشعب الواحد، ومحاولات إحداث فتنة بين الدعم والجيش من جهة، وبين الجماهير والقوات النظامية من جهة أخري، لتتحول الساحات والشوارع إلي شلالات دمّ، فهذه هي البيئة الصالحة لتعيش الحركات المسلحة وظهيرها السياسي، وهي بيئة المتاجرة بالدمّ السوداني، فهذه الكيانات والحركات لا يهمها من مات أو كم العدد أو إلي أي جهة يتبعون، طالما يلبون غرض الضغط في التفاوض، ويحاولون تحقيق نقاط لصالحهم بهذا الدم، ولذلك يتغاضون عن التصعيد خارج ساحات الإعتصام، بل وتنشط كوادرهم في الميدان علي ذلك، وتصوير القوات النظامية علي إنها المعتدية دائماً لشحن الجماهير بالغضب الذي يصعب السيطرة عليه، ويكونوا أسهل في الإنقياد خلف الدمار والمهالك، فالغضب يعمي البصيرة ويسهل معه الإنقياد خاصة وأن اللجان الإلكترونية تنشط كثيراً في هذا المجال. – إن أعلي درجات ضبط النفس التي تمارسها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وهي تري أعلام التمرد ترفرف أمام بوابات الشرف الباذخ، وهي تري أبواق التمرد يعتلون المنابر ويخاطبون الجماهير ويتفاخرون بالنصر علي الجيش والدعم – وهو نصر الوهم -، ومحاولات تلميع التمرد وإظهاره علي أنه حركات "كفاح مسلح" وثوار وغيرها من الأكاذيب، بل وتمادي "خرفهم" الذي شطح "وضربو الهوا" وظنّ أن عبارات التهديد والوعيد أنها تهزّ "شعرة" في كيان القوات النظامية، وأن مليشيات التمرد يمكن أن تحقق نصراً علينا، ويهرف بما لا يهرف ويتمادي في الكذب، بل ويحرض علي "الموت الجماعي"، من أجل "السودان الجديد" وهو سودان "دولة جنوب السودان"، النموذج الأقوي للسودان الجديد، فهذه المرحلة ما يردونها للبلاد مهما علا هتافهم "بالحرية والديمقراطية" فهتاف القوم في السر غير هتاف القوم في العلن. – ختاماً، علي شعبنا أن يعلم تماماً أن القوات النظامية بمختلف تشكيلاتها، هي منظومة أمنية متكاملة متماسكة متجانية، تعمل لحفظ الأمن والأمان، وهي قوات أقسمت علي حماية أمن البلاد والعباد، وستردع كل من تسول له نفسه أو يغشاه الغرور بأن السودان لغمة سائقة يمكن النيل منها بخطابات تحريض ضد قواته المسلحة، أو دعم لتمرد بائد مندحر، أو خطاب إعلامي إقصائي وتحريضي، فالسودان ليس بالطائر المهيض الجناح الذي يستذل ويستباح، فهي كبوة جواد وسرعان ما سيعود إلي مضمار سباق التنمية والتطور والبناء بإذن الله القهار. – ورسالة لكافة المرجفين في المدينة، وأبواق التمرد واللجان، أن التحريض مهما علا صوته، ومهما بثت من خطابات الكراهية، ومهما إنقاد وراءكم نفر من المخدوعين، فلن يكون لهذا الصراخ صدي في نفوس الشعب السوداني الحر، الذي يعرف جيداً نوايا الأعداء تجاه بلاده، ويعرف جيداً مدي إخلاص ومهنية قواته النظامية المختلفة، ويعلم تماماً أن المخطط علي بلادنا كبير، ولكن بوحدة صفنا وقوة قواتنا سيتم قهر كافة الصعاب، فمهما طال الليل فسيأتي فجرك يا بلاد. بقلم أسد البراري