في زمن الحضارة كان الأندلسيين يخرجون الزكاة، فازدهرت الأندلس مع السنوات الأولى لقيامها، وأصبحت أثرى مقاطعة في العالم، وأهلها أثرياء، لدرجة أنه لم يعد هناك فقير أو محتاج، فانتبه الأندلسيين لفكرة تعليق الملابس في أماكن خاصة ليأتي المحتاجين من باقي دول أوربا وأخذها دون أن يشعر بالخجل، وكذلك وضع النقود في أماكن خاصة حيث يُدخل المحتاج يده ويُخرج مايشاء دون أن ينتبه الغير له هل هو متصدق أم فقير، وكذلك الطعام الذي كان يوضع في أماكن خاصة أمام البيوت لإطعام الحيوانات الشاردة كالكلاب والقطط والطيور. وكذلك شراء شيء أو طعام أو شراب من محلّ ما ودفع ثمنه دون أخذه ليأتي المحتاج ويأكل أو يشرب بدون مقابل لأنّ شخص ما دفع ثمنه. — كلّ هذه الفضائل إبتدعها أجدادنا الأندلسيين الأوائل، وتأثرت بها أوربا وكل العالم، وهي تعمل بها الآن، خاصة تعليق الملابس في الشارع، ودفع ثمن طعام وشراب محتاج ما، أو ماشاع بإسم "القهوة المعلقة/ suspended coffee". المؤسف أن الغرب يعمل بها، لكن الغالبية من العرب والمسلمين لايعرفون أن أجدادهم من إبتدعها، والاسلام جاء بها، ولا غالب إلا الله. — مِن نتائج كورونا تزايد عدد المحتاجين والفقراء، وقد يتصور البعض أنه لايوجد فقر عندنا نظرا للتطور وحياة الرفاهية وغيرها، لكن الحقيقة أنّ الفقر في الدول الرأسمالية أكثر وقعا، ونحن نشهد هذه الايام أحداث ومآسي لايمكن تصورها، جوع وتشرد، وأحيانا موت، والأمر يتطلب المساعدة فلا تنسوا فقراءكم. — مِن قرطبة أقول لكم عيد سعيد مسبّقاً، ولا تنسوا فقراءكم. Feliz Fiesta Eid Al-Fitr — ? (ولا غالبَ إلاّ الله) "No hay vencedor sino Alláh" — ? Nadia Rafael ELKORTOBI فتاة من قرطبة أندلسية الهوى والهوية أباً عن جد