يصرر الاتحاد السوداني لكرة القدم على استئناف الدوري الممتاز، ظهر ذلك مجددا من خلال بيان أصدره رئيسه الدكتور كمال شداد يوم السبت الماضي. وحث شداد لجنة المسابقات على استكشاف إمكانية استئناف المسابقة بداية من منتصف سبتمبر الجاري، وهو قرار حال تنفيذه فإن سيضاعف الجهود للموازنة بين كفتي معادلة صعبة للغاية. صدمة إفريقية ما دفع الاتحاد السوداني للإصرار على إعادة الدوري هو التصنيف السنوي الذي أصدره الاتحاد الإفريقي "كاف" الأسبوع الماضي، الذي يوضح فيه الدول التي يحق لها المشاركة ب 4 أندية في مسابقتي دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية. وفوجئ مسؤولو الاتحاد السوداني بتصنيف السودان المتأخر، حيث جاء في الترتيب 11 من 12 دولة، مما أثار قلق شداد، في ظل هذا التراجع المخيف، وهو ما يبرر لجوء رئيس الاتحاد لبحث إمكانية استئناف الدوري الشهر الجاري. ويسعى الاتحاد السوداني لتجنب الإخفاق المحتمل للأندية في النسخة المقبلة من دوري الأبطال والكونفدرالية، لأن استمرارها 5 دون مباريات، يعني احتمال خروجها من الدور الأول، بسبب فقدان حساسية. تبديد القلق هو الكفة الأولى في المعادلة الصعبة الراهنة للكرة السودانية، يقابله الكفة الثانية التي تتمثل في الجانب الفني. وستكون تكلفة هذه المعادلة عالية جدا، لأنها مرتبطة بتعقيدات أولها الكشف عن هوية الأندية ال 4 التي سوف تمثل السودان قبل تاريخ 20 أكتوبر المقبل حسب قرار "كاف". أزمة حقيقية إذا حاول الاتحاد السوداني اعتماد ترتيب دوري الموسم الماضي، واختيار الأندية ال4 على أساسها وهي المريخ البطل والهلال والأهلي شندي والخرطوم الوطني، سيقع في أزمة مع الأندية التي تحتل المراكز المؤهلة للمسابقات القارية في الدوري الجاري، كالهلال الأبيض والأمل، التي ترى أحقيتها في التمثيل القاري. ويحتاج الاتحاد لاستكمال الدوري بأي صورة، مما يعني ضرورة وضع جدول مكثف للمسابقة، سيضع الأندية تحت الضغط، ومن الممكن خوض المباريات بفوارق زمنية 48 ساعة بين كل مباراة. كلفة هذا الاختيار ستكون الإرهاق البدني الشديد للاعبين، مع إمكانية التعرض لإصابات عضلية بكثرة، الأمر الذي سيؤثر على شكل المنافسة دون شك، وكذلك على المنتخب الذي يعتمد قوام أساسي غالبيته من المريخ والهلال. وفي خضم تلك المعادلة المعقدة، يظهر برنامج إعداد منتخب السودان لمواجهة غانا بعد أقل من شهرين، فقد تمت برمجة 3 مباريات دولية ودية له، 2 منهما مع تشاد في الشهر الجاري، وثالثة مع تونس في الشهر المقبل. أحد الحلول لتوزان معادلة تبديد القلق وإكمال الدوري، هو التضحية بجزء من مباريات المنتخب لأجل إكمال الدوري. الهدف من تقليص برنامج المنتخب هو تأهيل الأندية السودانية للمشاركة القارية بشكل قوي، ويجعلها متماسكة وقادرة على الاستمرار في البطولات القارية، لتحسين التصنيف وتثبيت حصة السودان في المشاركة ب 4 أندية في 2022.