ثروتنا الحيوانية تفوق ثروة هولندا الحيوانية بعشرات الأضعاف، ومع ذلك يسقون كل العالم لبناً سائغاً للشاربين ،بينما نعجز عن سد حاجة أطفالنا من اللبن الحليب، أما اللحوم فلن أتكلم عنها فهنيئاً لمن وراء البحار باللحوم السودانية، فيكفينا منها (الدفاع بالنظر)... وقس ذلك على الدواجن والبيض والأسماك... (2) أراضينا الزراعية تساوي عشرات أضعاف الأراضي الزراعية في بلاد أخرى ومع ذلك تأتي تلك البلاد في مقدمة الدول المصدرة للقمح إلى بلادنا بينما نعجز عن سد حاجتنا من القمح والشعير... وقس ذلك على الفواكه والخضروات وحتى الطماطم والبصل و»الدكوة»... مصانع السكر في بلادنا أضعاف ما لدى بلاد أخرى في العالم ، ومع ذلك ننتظر ما تتفضل به علينا من فائض إنتاجها ، بينما نعجز عن سد حاجتنا من السكر... بالله نحنا مُش بلد سُكَّر.. (3) عندما رأينا أن سياسات الدولة تعيق الإنتاج وتضع الأغلال على أيدي المنتج المحلي، وتفتح باب الاستيراد على مصراعيه لكل المنتجات والسلع الكمالية من الخارج، وعندما رأينا أن أسواقنا المحلية قد إمتلأت بالسلع الفاسدة والمواد المسرطنة، والأدوية منتهية الصلاحية والنفايات نتيجة لوجود وكالة استيراد بدون بواب، فيما تتراجع قطاعات الإنتاج المحلي وتتدهور يوماً بعد يوم بسبب كثرة الجبايات من ضرائب ورسوم متعددة ومزدوجة وبعضها غير قانوني .. (4) عندما رأينا كل ذلك بعين المواطن المشفق على بلاده وشعبها، وكنا شهوداً إذ يفيضون في كل ذلك السوء، طرحنا سؤالاً كبيراً ومحرجاً: لصالح من تفعل الحكومات كل ذلك؟ ولمصلحة من يستمر هذا المنهج المدمر والسياسات المحيرة التي تعمل على تدمير المنتج المحلي وتعطيل عجلة الإنتاج والتنمية؟ هل لصالح فئة الطفيليين الذين يُحظون في كل العهود بالتسهيلات؟ أم أن هناك شبهة مصلحة مشتركة بين صناع القرار والمستوردين والطفيليين؟ وإلا لماذا يحاصر المنتجون بكثرة الرسوم وتعددها؟ ولماذا توضع المتاريس في طريق الإنتاج المحلي حتى لا يقوى على منافسة السلع المستوردة المعفية من الرسوم الجمركية، والتي تجد كافة التسهيلات والتخفيضات والتحفيز والتشجيع مرتين، مرة في بلادها ومرة في بلادنا.. (5) كل ذلك يحدث لصالح المستورد المدلل بينما يذبح المنتج الوطني بنصل حاد وبأيدي الحكومة التي يفترض فيها تشجيع الإنتاج الوطني وتحفيزه، لكن للأسف يحدث العكس تماماً ليكسب المستوردون المعركة بدون أية منافسة أو مقاومة، المستوردون الذين قتلونا بسلاح السلع الفاسدة، منتهية الصلاحية والمواد المسرطنة وكل ما اشتملت عليه بطون "الحاويات" وما أدراك ما "الحاويات"، ثم ما أدراك ما "الحاويات".. أعود للسؤال الجوهري من هم أصحاب المصلحة في تشجيع الاستيراد وتكبيل الإنتاج الوطني؟ ولمصلحة من تغلق مصانعنا المحلية أبوابها؟ من المستفيد يا ترى؟..... اللهم هذا قسمي فيما أملك.. نبضة أخيرة: ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين. صحيفة الانتباهة
