قطر قوة دبلوماسية عظمي قد تفتقدها الساحة: لقد غيّر الهجوم على قطر قواعد اللعبة الدبلوماسية. على مدى العقود الماضية، رسّخت قطر مكانتها كمركز دبلوماسي هام، حيث يجتمع الخصوم ويناقشون ويتفاوضون على اتفاقيات سلام أو اتفاقيات لخفض حدة النزاعات. تطلب هذا الإنجاز الباهر مهارة سياسية عالية ومصداقية معتبرة ، إذ تشترط الوساطة الفعالة ثقة الخصوم المتحاربين في الوسيط من كلا الجانبين. لكن قطر نجحت في كسب ثقة جميع القوى المختلفة جذريًا والمتعادية، مما مكّنها من التوسط بفعالية في بعضٍ من أصعب الصراعات في العالم. توسطت قطر عدة مرات بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار أو تبادل أسرى أو إعادة إعمار أو التوصل إلى هدنة (على سبيل المثال، في أعوام 2011، 2014، 2021، 2022، و2023). كما توسطت قطر بفعالية بين الولاياتالمتحدة واتفاقية طالبان، وبين الولاياتالمتحدة وإيران، وبين الحكومة السودانية وجماعات دارفور، وبين السودان وتشاد، وبين حزب الله وخصومه من قوى سياسية لبنانية أخرى، وبين الحوثيين وفصائل يمنية أخرى. علاوة على ذلك، في الماضي البعيد، توسطت قطر بين القذافي وبلغاريا لإطلاق سراح سجناء وتهدئة الأوضاع، كما توسطت للإفراج عن العديد من السجناء حول العالم. وتوسطت بين إريتريا وجيبوتي، بالإضافة إلى التوسط بين روسياوأوكرانيا مما أدى إلى إطلاق سراح الأطفال والسجناء الأوكرانيين وإعادتهم إلى أوكرانيا. ورغم الانطباع بان قطر كانت من أصدقاء نظام البشير إلا أن الحقيقة أن كل الدول في الخليج وغيره وحتي أمريكا والاتحاد الأوروبي كانوا علي تعاون مع نظام البشير. وظلت علاقة قطر مع نظام البشير في الحدود الطبيعية للعلاقات بين الدول وفي نفس الوقت إستضافت أعداء البشير من حركات دارفور واكرمتهم وظلت حدودها وأسواق عملها مفتوحة لكل السودانيين من محبي البشير وكارهيه بما في ذلك كبار المراكسة وأصحاب الرسالة الثانية. ليس من المبالغة وصف قطر بالقوة الدبلوماسية العظمى. فليس من السهل كسب ثقة تكتلات قوي بكل هذه الإختلافات والكراهية المتبادلة مثل الولاياتالمتحدة وإسرائيل وحماس وإيران وطالبان والحوثيين وحزب الله والأحزاب اللبنانية العلمانية وجماعات دارفور ونظام البشير، لكن قطر نجحت في اجتياز هذا التحدي الصعب، وهذا مؤشر على مهارة ومصداقية عالية بالمعايير الدبلوماسية. لكن الهجوم على حماس على الأراضي القطرية قد يُغيّر قواعد اللعبة الدبلوماسية. من الآن فصاعدًا، حتى لو قررت قطر المخاطرة باستضافة أطراف في خلافات ساخنة، فسيكون من الصعب على الحركات والأحزاب الإسلامية على الأقل الانخراط في مفاوضات في قطر خوفًا من التعرض للقصف مجددًا. وهذا يطرح السؤال: أين يمكن إجراء مفاوضات لأي قوة مع الحركات الإسلامية لأي هدف؟ لا توجد إجابة واضحة، لأن دولًا أخرى، بما فيها تركيا، قد تتردد في استضافة مفاوضات مع خصوم إسلاميين لأن هذه مهمة محفوفة بالمخاطر بتجيب هوا ولا يشكر فاعلها. وإذا أصبحت المفاوضات مع الحركات الإسلامية مستحيلة أو شبه مستحيلة، فما البديل؟ هل هو القتال حتى آخر شهيد؟ قطر قوة دبلوماسية عظمي قد تفتقدها الساحة ما يزيد من مخاطر واحتمالات حمامات الدم حول العالم. معتصم اقرع معتصم اقرع إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة