رفض التدخلات الخارجية التي تحاول إقصاء الإسلاميين هو ليس دفاعا عن فصيل وطني بقدر ما هو موقف يتعلق بالسيادة الوطنية. الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم، فكرة أن تتدخل دول خارجية لتصنيف قوى وطنية في السودان ودورها السياسي، أو في أي دولة أخرى، هو اعتداء سافر ووقح على السيادة الوطنية للدولة. المعركة ضد الإسلاميين في سياق الحرب على الدولة السودانية ليست متعلقة بالأيديولوجيا أو بالتوجهات التي يحملها الإسلاميون وإنما بالدور الذي يقومون به في هذه الحرب، كعنصر من عناصر القوة للدولة السودانية التي يراد تركيع جيشها وشعبها بالجنجويد والمرتزقة والسلاح الإماراتي. بمعنى أن تجريم وعزل الإسلاميين هنا يستهدف تجريد السودان كدولة من أحد أهم عناصر القوة في الحرب الحالية. ولن يختلف الأمر كثيرا لو وضعنا مكان الإسلاميين البعثيين أو الشيوعيين أو أي قوى أخرى لا تتماشى مع مصالح إسرائيل وأمريكا وأتباعهم في المنطقة.. هذه الحرب استهدفت الدولة السودانية ومؤسساتها واستهدفت الشعب السوداني، وهدفها النهائي هو تركيع السودان. وبالتالي فإن استهداف الإسلاميين كفصيل أساسي يحارب ويدافع عن سيادة الدولة وكرامة الشعب هو جزء لا يتجزأ من الحرب ولا علاقة له بتريبات السلام والإنتقال الديمقراطي كما يريد الأعداء تصوير الأمر. وعموما، عملية السلام هي في الواقع، إمتداد للحرب وتتويج لها، فمن خلال السلام تحاول الأطراف حصد النتائج وتحقيق أكبر قدر من المكاسب، ولذلك فمبادرات السلام هي بشكل ما جزء لا يتجزأ من الحرب، خصوصا تلك التي تأتي من أمريكا وحلفاءها. ولذلك، فإن عملية السلام هي دائما عملية لإنهاء الحرب ليس بالمعنى الإستهلاكي البسيط الذي يعني إيقاف الحرب وإنهاء المعاناة وإنما بمعنى إكمالها أي إكمال الحرب بتحقيق الأهداف النهائية لها من خلال المفاوضات (بمعنى التشطيب)، هذه العملية هي أخر مراحل الحرب ولا تقل خطورة عن مرحلة الصدمة الأولى للحرب، لأنك إن لم تكن مستعدا لها برؤية واضحة ومفاوضين أكفاء قد تخسر كل شيء كما لو أنك خسرت الحرب منذ اللحظة الأولى. وعليه، مثلما كانت مشاركة الإسلاميين في الحرب ليست محل مساومة أو نقاش بالنسبة للجيش لأهمية الأمر، كفصيل وطني يدافع عن نفسه وماله وعرضه ووطنه ويساند الجيش، بنفس القدر فإن دورهم السياسي يجب أن لا يقبل لا النقاش ولا المساومة ولا حتى أن يطرح على الطاولة كموضوع للنقاش أساسا، وهذا ليس فقط لأنه من حقوق الإسلاميين أو لأنه أمر يمس السيادة وحسب وإنما أيضا لأنه جزء من الحرب. فأنت حين تحارب بالإسلاميين ثم تستبدلهم عند ترتيبات السلام والإنتقال بوكلاء الخارج، أنت هنا تخسر الحرب وتضيع تضحيات الشعب السوداني هباء حتى لو كنت تريد تقديمهم كفداء بنوايا ساذجة تتوهم تحقيق بعض المكاسب بترضية الخارج (هذا مع حسن الظن وتجاهل فرضية وجود أجندة ذاتية تتعلق بالاستئثار بالسلطة أو ما شابه). لذلك معرفة أهداف العدو من الحرب ووسائله لتحقيقها أهم من السلاح والذخائر. حليم عباس إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة