أبدى عدد من خبراء الاقتصاد تفاؤلاً بإتخاذ الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما قرارات تخفف العقوبات الأمريكية على السودان خاصة الحظر الاقتصادي الذي تم فرضه منذ تسعينيات القرن الماضي. وأجمع الخبراء في حديثهم ل«الرأي العام» على أن الإدارة الأمريكية في عهد أوباما ستعمل على مراجعة سياساتها تجاه السودان خاصة العقوبات الاقتصادية لتحقيق مصالح أمريكية في السودان لا سيما الاقتصادية منها خاصة النفط. ودعا الخبراء الحكومة الى ترتيب البيت السوداني من الداخل قبل إدارة حوار مباشر مع إدارة أوباما باتخاذ إجراءات وسياسات اقتصادية داعمة للمواطنين وتخفيف الأعباء عليهم، وجمع الصف الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية خاصة وأن أمريكا تحتاج لشخص قوي ومرتب قادر على الحوار. وأكد د. عثمان البدري الخبير الاقتصادي المعروف ان أي شيء قابل للتغيير، كما أن الادارة الأمريكيةالجديدة في عهد الرئيس أوباما قابلة لتغيير المواقف السابقة تجاه السودان وتطبيع العلاقات ومراجعة الحظر الاقتصادي على السودان بشرط ان تقوم الحكومة بترتيب نفسها وتنفيذ ما يليها من واجبات والمتمثلة في إحلال السلام وتوحيد الجبهة الداخلية واتخاذ سياسات اقتصادية مشجعة للاستثمار وداعمة للمواطنين، واختيار شخصيات مقتدرة لإدارة الحوار مع الجانب الأمريكي بحيث تتمتع هذه الشخصيات بفهم لطبيعة الشخصية الأمريكية ولغتها ومصالحهم - مصالح الامريكان- لتدير الحوار من منطلق تحقيق المصالح المشتركة. وأضاف د. البدري في حديثه ل«الرأي العام» الطرح الذي يمكن ان تقدمه الحكومة السودانية للإدارة الأمريكيةالجديدة يجب ان يكون عقلانياً وموضوعياً وبأرقام ومرتب وبثقة تحمل المصالح المشتركة وإجادة اللغة الإنجليزية الأمريكية خاصة وأن اللغة هي التي توصل الى الفهم المشترك. واعرب د. البدري عن تفاؤله بأن الإدارة الأمريكيةالجديدة ستغير في مواقفها تجاه السودان وتراجع الحظر الاقتصادي علىه رغم انه تم فرضه في عهد الديمقراطيين. وعضّد د. عصام صديق المستشار الاقتصادي السابق لرئيس الجمهورية والخبير الاقتصادي المعروف من التفاؤل بمراجعة الادارة الأمريكية لمواقفها تجاه السودان بما فيها مراجعة الحظر الاقتصادي عليه. وذكر د. عصام في حديثه ل«الرأي العام» ان تغيير السياسات الأمريكية تجاه السودان رهين بوحدة الصف الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية والاستفادة من إجماع أهل السودان في خلق رؤية لحل مشاكل البلاد وإحلال السلام في دارفور، الى جانب تحديد المصالح المشتركة وإدارة حوار مفتوح وعقلاني ومرتب واختيار الشخصيات التي تفهم العقلية الأمريكية والتي قال إنها تنشد الشخص القوي والمرتب وتسعى لتحقيق مصالحها فقط، مبيناً في هذا الصدد أن إدارتي كلينتون وبوش راعتا المصالح الأمريكية في السودان واستثنت رغم الحظر الاقتصادي سلعة الصمغ العربي، ولذلك لا بد أن يكون الحوار مع الادارة الجديدة من منطلق المصالح المشتركة، فهم عندهم القمح ونحن لدينا الصمغ العربي وأشياء أخرى. وفي ذات السياق أكد د. محمد سر الختم الخبير الاقتصادي المعروف أن تغييراً محدوداً سيحدث في المواقف الأمريكية تجاه السودان خاصة مراجعة العقوبات الاقتصادية الى جانب تهدئة سرعة القرارات والعقوبات التي ستصدر من مجلس الشيوخ والكونغرس ضد السودان. ودعا د. سر الختم في حديثه ل«الرأي العام» الحكومة الى القيام بواجباتها تجاه إحداث تغيير في المواقف الأمريكية ضد السودان بأن تتبنى سياسات داعمة للمواطن الذي وصفه بأنه السند الحقيقي، وتراجع السياسات الاقتصادية وترتب نفسها لحوار مفتوح مع الادارة الأمريكيةالجديدة يقوم على معرفة التفكير والعقلية الأمريكية التي قال إنها تسعى لتحقيق مصالحها والتعامل مع الشخص القوي، وتابع: «لذلك لابد من ترتيب حالنا زين».