اجتماع المجلس المركزي لاتحاد المعلمين العرب الذي استضافته الخرطوم في الفترة من 51-71 نوفمبر الجاري في دورته السابعة عشرة الذي انعقد بفندق قصر الصداقة، أظهر اهتماماً كبيراً بالمعلم والبيئة المدرسية في الوطن العربي، وبدا واضحاً اهتمام اجتماعات المجلس بالجودة الشاملة للعملية التعليمية، وتم استعراض الوضع الراهن للبيئة المدرسية والجودة الشاملة للتعليم في عدد من الدول العربية. الأستاذ عبد الله اسماعيل رئيس جمعية المعلمين بالكويت قال ل «الرأي العام» إن المعلم محور العملية التعليمية باعتباره حجر الأساس في تطوير التعليم وأن لكل بلد خصوصيته، مضيفاً أن مهنة التعليم شاقة وصعبة وتحتاج الى مهارات، وأشار الى أن الكويت تعطي التعليم أهمية كبيرة خاصة في مجال التدريب أثناء الممارسة العملية، مؤكداً ضرورة عودة الثقة لهذه المهنة التي تحتاج الى وضع استراتيجية لاستعادة مكانة المعلم وأن تكون جاذبة وأن يتم تحسين الرواتب والبيئة المدرسية. وقال: إن دولة الكويت حققت العديد من الإنجازات في مجال قضايا التعليم ومنحت المعلم مكافآت وبدلات. وكشف عن اتجاه لخطة متكاملة لتطوير مقدرات المعلم وقانون حماية المعلم بالإضافة الى حصول المعلم على رخصة التدريب وذلك بإلزام المعلم حصوله على هذه الرخصة من خلال التدريب للإرتقاء بقدرات المعلم ويتم تجديدها سنوياً، مشيراً الى أن دولاً عديدة تعمل بهذه الرخصة. وتناول الأستاذ محمد البشير من جامعة القرآن الكريم والعلوم السياسية أهمية الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية مؤكداً أنها ضرورة ملحة لأنها تسهم في تحسين وتطوير العملية التربوية من خلال التدريب والتعليم المستمر والتقويم الذاتي. واستعرض الدكتور الطاهر حسن الطاهر مدير الإدارة العامة للتخطيط التربوي الحالة الراهنة للبيئة التعليمية، موضحاً أنه خلال فترة مراجعة منتصف المرحلة (0002-7002)، التعليم للجميع) عملت الدول العربية على توفير مبانٍ مدرسية ملائمة وتجهيزها بالمرافق والمعدات وتزويدها بمياه الشرب النظيفة والكهرباء وذلك بهدف إيجاد أمكنة للتلاميذ والتخفيف من كثافة الصف (الأردن، والإمارات، والبحرين، والسعودية، وعمان، وقطر) واستبدلت بعض المدارس المستأجرة. وأشار الى وجود نسب كبيرة من المدارس في بعض الدول العربية تفتقر الى مياه الشرب النظيفة خاصة في المناطق الريفية. وأوصى بضرورة اعتماد منهجية الخارطة التربوية والمدرسية لتوفير الأبنية على مستوى القطر ومناطقه الإدارية واعتماد التنوع في بناء المدرسة والتجهيزات وفق نماذج متعددة داخل المدرسة في إطار معايير الجودة واستخدام البدائل المناسبة للخامات المحلية. وقال إن بعض المدارس تحتاج الى تجديد وصيانة والى مرافق صحية، وأشار الى أن بعض المدارس تحتل بيوتاً وشققاً مؤقتة وتوجد نسب كبيرة من المدارس في بعض الدول العربية تعمل في المساجد والهواء الطلق أو في مدارس مستأجرة وتحتاج الى تبديل المباني غير الصالحة. الاستاذ عباس محمد أحمد حبيب الله الأمين العام المساعد لاتحاد المعلمين العرب قال إن الاتحاد يعقد دورياً ورش عمل وسمنارات ومحاضرات لترقية المناهج ومهنة التعليم، ويولي الاتحاد المناهج أهمية خاصة بالاضافة الى اهتمامه بالتدريب المستمر، مؤكداً ان الاتحادات الأعضاء في الاتحاد العربي تقوم بدورها في معالجة قضايا المناهج والتدريب عبر إقامة الندوات وورش العمل التي يشارك فيها خبراء التربية والتعليم. وقال إن الاجتماعات وجدت اهتماماً كبيراً من المسؤولين وقيادات الدولة، وأشار الى أن رئيس الجمهورية التقى بوفد المجلس المركزي والمعلمين العرب امس الأول وأبلغهم ان الأزمة المالية شغلت الأعداء بأنفسهم، وأكد أهمية دور المعلم في ثورة التغيير، وأشار بدور الدول العربية ووقفتها مع السودان وتعهد ان تجد توصيات المؤتمر طريقها للتنفيذ. دكتور حامد محمد إبراهيم وزير التعليم العام دعا الى ضرورة الاهتمام بجودة التعليم والتركيز على المعلم وتحسين أوضاع المعلم والبيئة وتجويد المناهج، وقال إن القضية الأساسية التي تمثل تحدياً تتمثل في تمهين المعلم والاعتراف به والضغط على أن تكون هناك مهنة للمعلم ليصبح في المقدمة لأنه صمام الأمان للمستقبل مؤكداً ضرورة وضع طريق واضح للمعلم حتى يؤدي رسالته. وقال إن السودان يبذل جهوداً كبيرة لتطوير العملية التعليمية ويهتم بالمعلم، وأعلن عن قيام احتفال كبير بالمعلم السوداني خلال الأيام القادمة باعتباره الجندي المجهول، مؤكداً الالتزام بتبني توصيات الاجتماع. أماني اسماعيل :الراي العام