السرية الكاملة التي تضرب حول اللقاء كانت تبعث الاطمئنان .. والاطمئنان يجعل المجتمعين يطلقون هجاءً مقذعاً.. للمعارضة والمجتمعون نهار الجمعة 29/مارس/ كانوا هم قادة المعارضة ... وزعيم (الجبهة العريضة) الذي يجعله اليأس يتحدث بصوت خفيض كان يقول : الجبهة، قصورها في تحقيق طموحات الشعب، سببه هو انعدام الثقة .. وكأنه يشرح ما يقول يكمل جملته بقوله : إنعدام الثقة بين قيادات الجبهة والرجل وكأنه يضع توقيعاً يقول عن الجبهة : فاشلة.. فاشلة .. وكأنه يلتفت إلى الدائرة ونقاطها كلها يقول : العدل والمساواة.. انشقاقاتها تجعلها تترنح .. للانهيار .. وكأنه يقدم حيثيات الانهيار هذا ينظر إلى الوجوه حوله.. عدد قليل من الرجال و«النساء».. ليقول : جبريل = يعني رئيس حركة العدل الآن = ليست لديه المقدرة على القيادة.. بعد لحظات يقول : .. ربما تأثر بعلي الحاج .. ودكتور علي الحاج ما يهمه الآن هو نجاح مبادرته للحوار مع الوطني واسم علي الحاج يقود ذهن المتحدث إلى دكتور الترابي ليقول : الترابي يسعى لتكوين حزب جديد يستوعب مجموعة سائحون وعدداً من قادة الوطني.. الساخطين وكأنه يجرجر الأقدام خارج الأوحال التي سكبها المتحدث.. الأستاذ (ع) الذي يجلس على يمينه يلتقط الحديث ويقترح : قيام خط ثالث للمعارضة (الجبهة الثورية، وقوى الإجماع الوطني، والأحزاب المعارضة). .. والرجل الذي يطربه خياله يقترح السيدة ماجدة سوار الذهب لقيادة الحزب الجديد.. ومعها يقترح عادل عبد العاطي وكأن اقتراح (سيدة) لقيادة الحزب كان سبباً يجعل السيدة (ي) التي تجلس على كرسي أسود تختطف الحديث لتقول..... . والعيون حين تحيط بها في دهشة للحديث الغريب هذا تستعيد توازنها وتقول : حركة قرفنا .. يعني.. ليست كيانًا سياسيًا حتى توقع أي اتفاقية مع الجبهة الثورية والجملة تعني أن حزب المتحدث السابق الذي يولد قبل نصف دقيقة يلقى معارضة تقوم ضده السيدة تقول وكأنها تقف أمام الجماهير : إن حركة قرفنا لديها نشاط مكثف داخل شرائح المجتمع السوداني يهدف للقيام بثورة شعبية مدعومة من الحركات المسلحة لإسقاط الحكومة .. والصمت يشعر أنه يستمع لمنشور من منشورات عام (1960) يصدره الحزب الشيوعي. واللقاء ينفض كان هذا نهاية مارس الماضي (2) والترابي وكأنه يوجه رصاصة للقتيل ذاته يعلن لقاء الأحد الماضي أن الصادق المهدي يهدم المعارضة لأنه يرفض الانقلاب المسلح وصحف الإثنين تنقل هذا ولقاء آخر للمعارضة في لقاء سري آخر = يجيب ساخراً بأن : الترابي الذي يعلن التوبة من الانقلابات ويعلن أنه لم ينجح عسكري في إصلاح شيء في الأرض هو ذاته من يعلن أنه يخطط لانقلاب قال آخر : الترابي الذي يكتب الدستور بيده هو من يهاجم الدستور قال آخر.. والأمر يصبح ممتعاً : الترابي منذ الثمانينيات يحدِّث الآلاف في ميدان الصحافة أيام لقاء الميرغني قرنق ليقول : ما كنتُ أظن أنني أعيش إلى زمن أرى فيه شيخاً ينتسب إلى حزب ديني يضع يده في يد قرنق. ثم الترابي يصبح حليفاً لقرنق ضد حكومة إسلامية. و.. والحديث يستمر ونستمر نحن في نقل القطيعة.. خلف جدران الخرطوم وخلف جدران جوبا ولو كنتم في بيوت مشيدة.