كل الدلائل تشير إلى أن ما حدث في المظاهرات التي انطلقت في العاصمة القومية وولاية الجزيرة وما حدث فيهما من تخريب للمنشآت العامة والخاصة وسلب ونهب المواطنين كل هذه الأعمال كانت من صنع الخلايا النائمة للحركات المتمردة والجبهة الثورية. وقد سمع بعض المواطنين بعض الدعاوى العنصرية التي تخرج من هؤلاء، اقتلوا العرب ابيدوا العرب، وهؤلاء يريدون جر البلاد إلى مستنقع الفوضى الخلاقة ومعلوم للجميع أهداف ومرامى الحركات المسلحة والجبهة الثورية لإعادة هيكلة الدولة السودانية على أسس جديدة وإبعاد الدين عن كل شؤون الحياة وتهديد المكون العربي في السودان، لذلك يجب على الأجهزة الأمنية كشف هذه المجموعات المخربة ومن يقف خلفها للرأي العام حتى يعلم بطبيعة الاستهداف، وقد أكدت الشرطة في بيانها الذي أذيع أمس على أن من يقومون بتلك الأعمال ليسوا مواطنين يودون التعبير عن موقف بصورة سلمية بل تعدوا ذلك بإتلاف المنشآت والمرافق العامة والبيان الذي أصدرته الجبهة الثورية يؤكد ضلوعها الكبير في هذا الخراب والدمار الذي طال جميع المنشآت الحيوية التي يستفيد منها المواطن، وقالت في بيانها الآتي إن الجبهة الثورية تؤكد استمرارها في التنسيق مع كل القوى السودانية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية والشبابية والأحزاب والنقابات والقطاعات الأخرى وبالتأكيد التنسيق مع خلاياها النائمة والخلايا النائمة رغم كونها مصطلحاً جديداً دخل عالم الحروب السرية لكنها في الحقيقة ترتبط بمفهوم آخر أشمل منه، وهو الطابور الخامس أو طابور العملاء، وهذه الخلايا أشد فتكاً من القوات العسكرية وهي تختلف عنها في أن الأخيرة تمثل قوات منظورة في حين أن الخلايا هي قوات سرية متخفية بملابس مدنية، كما أن القوات العسكرية معروفة العدد والعدة ومميزة في تجهيزاتها العسكرية في حين أن هذه الخلايا من الصعب معرفة عددها وعدتها، والقوات العسكرية تجابه الأعداء في جبهات قتال خارجية معروفة في حين أن الخلايا تفتح عادة جبهات داخلية، وفي الوقت الذي ترتبط فيه القوات النظامية بوزارة الدفاع أو الحرب فإن الخلايا النائمة ترتبط بأجهزة مخابرات معادية وعدة واجهات منها السفارات وفروع الأحزاب الداخلية المرتبطة بأجندات خارجية. وعلى العكس من القوات النظامية لا يوجد هيكل تنظيمي لهذه الخلايا فهي تشكل وحدات منفصلة عن بعضها وتوزع في عدة مناطق حيوية لذلك فأن التوصل إلى خيط خلية ما لا يفيد في كشف بقية الخلايا. وغالباً ما تكون الخلية وحدة تنظيمية سرية صغيرة تضم عناصر لا تزيد عن عشرة أشخاص كي يصعب كشفها وتؤمن الحرية الكافية لتحركها، وتتكون عناصر الخلية من مواطني الدولة الزارعة لها من مواطنيها المتجنسين بجنسيات الدولة المزروعة فيها الخلايا أو من مواطني الدولة الأخيرة ممن يرتبط بالدولة المجندة لهم لنوازع دينية أو مذهبية أو عنصرية أو المواطنين الأصليين من الذين يجندون تحت إغراءات مالية أو يوعدون بامتيازات ومناصب لاحقة. وغالبا ما توجد هذه الخلايا في مناطق التوترات السياسية أو التهديدات أو قبل بدء العمليات الحربية لتمثل معيناً قوياً ويتم إيقاظها من سباتها خلال الحروب وهو ما يسمى بالطابور الخامس، وتتراوح أعمار عناصر الخلايا ما بين «15-60» عاماً، يوزعون على تجمعات سكنية مختلفة ليسهل عليهم العمل من خلالها دون أن يشعر بهم أحد. وأحياناً تكون تلك الخلايا تحت أغطية مختلفة كالمؤسسات الدينية وطلاب العلوم والمراكز الثقافية والمدارس الأجنبية ومؤسسات المجتمع المدني والمراكز الخيرية والصحية والتجارية وغيرها من الأغطية. وتوزع هذه الخلايا على صنوف حسب النشاطات المكلفة بها، منها معلوماتي أو استخباري تقوم بجمع المعلومات العسكرية والأمنية والاقتصادية عن البلد الذي توجد فيه هذه الخلايا، وصنف دعائي يقوم بنشر الإشاعات الكفيلة بزعزعة الوضع الداخلي، و صنف قتالي يقوم بعمليات إرهابية من تفجير وقتل واغتيالات. وتكلف الخلايا بعدة واجبات الغرض منها إثارة القلاقل والفتن وزعزعة الأمن والاستقرار والقيام بإعمال عنف ويمكن إجمالي نشاطاتها بالآتي: 1 - ضرب المصالح الإستراتيجية الحيوية في البلد الذي تتخفى فيه كالمشروعات الصناعية الكبرى والمطارات والموانئ ومحطات القطارات والفنادق الكبرى والمناطق السياحية. 2 - القيام بتفجيرات في مناطق مكتظة بالسكان لإثارة الفزع والهلع بين السكان وتحفيزهم على الهجرة من مناطقهم أو الركون في مناطق سكناهم دون حركة. 3 - تحريض الأقليات الإثنية والعنصرية والطائفية الموالية لدولة الخلايا ضد حكومتهم المركزية مما يساعد على فتح جبهة داخلية ترهق تلك الحكومة وتستنزف إمكاناتها. 4 - القيام بحملة من التصفيات والاغتيالات ضد أركان الدولة التي تعمل بها الخلايا واستهداف كبار المسؤولين والعسكريين والعلماء والشخصيات المؤثرة أو المناوئة للدولة المجندة للخلايا. 5 - نشر الإشاعات والبلاغات الكاذبة لإرباك القوات الأمنية وتشتيت قوتها وزعزعة الأمن الداخلي ونشر شائعات حول شح المواد المعيشية الأساسية كي يتدافع الناس على تخزينها وبالتالي خلق ندرة فيها. 6 - ضرب محطات الوقود والمنشآت الاقتصادية ومحطات الماء والكهرباء لخلق أزمات اقتصادية تربك الدولة وتثير سخط الشعب عليها. 7 - تنظيم التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ضد السلطات المحلية ورفع شعارات لنصرة الدولة المجندة للخلايا. لهذا يجب على الجميع الحذر والتعامل مع الأمور بعقلانية وأي تهور سيكون المستفيد منه هذه الحركات العميلة، لذلك يجب على الحكومة التعامل بحسم مع هؤلاء المخربين حتى لا يتحول هذا الوطن إلى صومال آخر. صحيفة الإنتباهة