الأبالسة والملائكة ؟ الحلقة الثانية ( 2 – 3 ) ثروت قاسم [email protected] مقدمة كما ذكرت في الحلقة الاولي , فقد بدأت مؤخراً في عقد مقارنات افقية بين نظام الابالسة الانقاذي من جهة , والنظام الملائكي في مصر المؤمنة من الجهة المقابلة ! وكانت الالية التي اخترتها لعقد هذه المقارنة الافقية حزمة من الاسئلة المفتاحية , التي طرحتها علي نفسي , املاً ان تقودني الاجابة علي كل سؤال منها , الي كشف المستور , ومعرفة الحقيقة ! ولكن للاسف اعيتني السبل في الوصول الي اجابات قطعية , وتفسيرات موضوعية , لكل سؤال من هذه الاسئلة ؟ وعليه فقد قررت أن أستعين بصديق ( القارئ الكريم ؟ ) , ليساعدني في الاجابة علي الاسئلة التي حيرتني ! وينورني , ويهديني سواء السبيل ! طرحنا في الحلقة الاولي سبعة اسئلة ! ونواصل ادناه طرح بعض الاسئلة المتبقية , التي ترجو اجابة القارئ الكريم عليها : ثامنأ : يذكرنا صبحي حديدي بعشرات الوقائع التي تؤكد الإنحطاط الوحشي اليومي لأفراد الجيش الإسرائيلي ، على غرار تبرئة أحد الضباط من تهمة ارتكاب 'عمل لا أخلاقي'، رغم أنّ جنوده أنفسهم سردوا فعلته تلك للتلفزة الإسرائيلية ، على النحو التالي: الطفلة الفلسطينية إيمان الهمص ( 13 سنة ) سقطت أرضاً بعد أن تعرّضت لإطلاق من نقطة مراقبة عسكرية إسرائيلية . لكنها كانت قد جُرحت فقط ، حين تقدّم منها الضابط الإسرائيلي، قائد الفصيل، وأطلق طلقتين على رأسها من مدى قريب ، ثمّ عاد من جديد إلى الطفلة ، وغيّر سلاحه إلى التلقيم الآلي ، وتجاهل اعتراضات زملائه التي تواصلت عبر جهاز الإتصال ، وأفرغ كامل الذخيرة في جسدها! هذا الضابط الوحش، القاتل بالدم البارد، وجدته قيادة الجيش الإسرائيلي بريئاً ! بل رافق وزير البنية التحتية الأسرائيلي في زيارته الأخيرة لمصر . وزير البنية التحتية الأسرائيلي الذي أغتال بيديه المجردتين عشرات الاسري المصريين العزل ؟ ويزور الدكتور سمير جعجع , المسئول الرئيسي عن مجزرة صبرا وشاتيلا , والذي قضي في السجن عشرة سنوات ونيف , جراء جرائمه ومجازره ... يزور الدكتور سمير جعجع مصر , ويقابله بالاحضان فخامة الرئيس المصري , الذي يرفض مقابلة خالد مشعل وبقية قادة حماس ؟ وبالتالي فقد مضى، وانقضى تماماً ، زمن كان فيه بعض الضمير المصري يعترض على استقبال هذه الوحوش الذئبية في مصر المؤمنة ؟ وأمّا اليوم فإنّ الضمير المصري راقد في سبات عميق إزاء القتل العمد ، ليس بالرصاص الحيّ فقط ، وليس في أرجاء فلسطينالمحتلة وحدها، وليس ضدّ الفلسطينيين وحدهم، بل في عرض البحر، ضدّ مدنيين من تركيا وأمريكا وأوروبا... والويل للرأي العام المصري ( من نظامه الحاكم ) إذا تجاسر وانتقد أو تعاطف، فكيف إذا أدان ! السؤال : متي , بل هل , يفيق الضمير المصري من سباته العميق ؟ تاسعا : ومؤخراً فقد هدد معالي الدكتور مفيد شهاب دول منبع حوض النيل , بان مسألة مياه النيل مسألة حياة او موت بالنسبة لمصر ؟ واشار من طرف خفي الي استعمال القوة الخشنة , بل الحرابة لضمان نصيب مصر في مياه النيل . الافارقة لم يهددوا بنسف السد العالي ؟ كما هدد ليبرمان الاسرائيلي ؟ الافارقة لم يطلبوا من فخامة الرئيس مبارك ان يذهب للجحيم ؟ كما طلب منه ذلك ليبرمان الاسرائيلي ؟ الافارقة لم يغتالوا الاف المصريين بدم بارد , كما فعل الاسرائيليون ؟ الافارقة لم يستبيحوا المسجد الاقصي الذي باركنا حوله, كما فعل الاسرائيليون ؟ الافارقة يريدون ان يطعموا اهلهم من جوع , كما اطعمت مصر اهلها من مسغبة , بتحويل الصحاري الي مزارع خضراء من مياه النيل ؟ لماذا هذه اللغة المصادمة العدوانية الخشنة بدلاً عن الناعمة في تعامل مصر مع الافارقة المسالمين ؟ واللغة الحريرية الناعمة بدلاً عن الخشنة في التعامل مع اسرائيل المعتدية الاثمة ؟ عاشرأ : ماذا ترسل لك جريمة كترمايا في اقليمالخروب في لبنان من اشارات , يا هذا ؟ اهلنا السنة , اكرر السنة ( وليس الشيعة ) في لبنان يسحلون مواطناً مصرياً , ويبشعون بجثته , ويجرونها في شوارع البلدة , والمارة يصفقون , ويبصقون علي جثة المواطن المصري المسحول ( كترمايا ، لبنان , الخميس 28 ابريل 2010م ) ؟ هناك كراهية وبغض من الشعوب العربية ضد النظام المصري لاعماله الوحشية في غزة , وأفعاله العدوانية ضد المقاومة في لبنان وضد سوريا ؟ وللاسف فقد تدفقت هذه البغضاء لتشمل الشعب المصري الشقيق , كما برهنت علي ذلك عملية سحل المواطن المصري , في اقليمالخروب في لبنان في يوم الخميس 28 ابريل 2010م ؟ ضاعت هيبة واحترام مصر المؤمنة بين الشعوب العربية ؟ وصار علامة المصري القبيح , العلامة المميزة التي يتم لصقها علي جبين كل مصري. حتي ابالسة الانقاذ , سمعتهم لم تصل في البلاد العربية , الي هذا الدرك السحيق من الكراهية والبغضاء ؟ هل انتهي الدور الريادي والأخلاقي لقيادة مصر للعالم العربي ؟ هل أصبح المصري القبيح أجرب العالم العربي ؟ احد عشر: لماذا يكجن فخامة الرئيس مبارك ايران المسلمة المسالمة ؟ وهي التي تدعم المقاومة الفلسطينية , وكذلك المقاومة اللبنانية فعلا وقولاً ؟ وليس لها اطماع لا في فلسطين , ولا في لبنان , ولا في مصر , لاسباب جغرافية وتاريخية ! وفي حالة فلسطين , مع اختلاف المذاهب الدينية ؟ مصر السادات اوت شاه ايران , المطرود بثورة شعبية , عندما لفظه الامريكان والاوربيون ؟ نائب الرئيس الايراني هدد بقطع رجل كل من يفكر في الاعتداء علي سوريا او لبنان , في حين رفض فخامة الرئيس مبارك طلب الرئيس السوري الاسد بزيارته للتهنئة , بسلامة عمليتة الجراحية ! وفي حين بلع السيد ابو الغيط وزير الخارجية المصري ( المنشغل بتكسير عظام الفلسطينيين ) كلمة ( العدو ) التي وصف بها دولة اسرائيل عندما شالته الهاشمية في بيروت مؤخراً ! واضطر للاعتذار لاسرائيل التي صفحت عنه بعدها . مصر تهاجم المشروع النووي الايراني ... حيث لا يوجد حالياً , ولا في المستقبل القريب , اي اثر لاي قنابل ذرية ؟ وتغض الطرف عن وجود 400 قنبلة ذرية في مفاعل ديمونة الاسرائيلي , بقوة تدميرية جمعية تساوي 50 ميقاتون اي بعبارة اخري , ما يعادل 3850 قنبلة ذرية من حجم القنبلة التي القيت علي هيروشيما في العام 1945م ؟ لماذا ولماذا ؟ أثنا عشر: لماذا هذه الشدة والغلظة والتشفي ( تابيدات ؟ ) , مع عناصر ( خلية ؟ ) حزب الله في مصر , التي لم تبتغي , باعتراف زعيمها السيد حسن نصر الله , غير مساعدة المقاومة الفلسطينية في غزة ؟ ولم تمس الامن القومي المصري بسؤ , كما يدل علي ذلك تاريخ حزب الله المجيد ؟ لقد ابتذل النظام المصري مفهوم الأمن القومي المصري , إعلاميا ، عبر سلسلة من الأحداث الصغيرة، وآن الأوان الان لطرحه بمعناه العميق. لماذا تعتقل مصر مئات من عناصر حماس , بمن فيهم الخمسة عشر عنصرا من أعضاء حركة الجهاد الإسلامى , الذين ألقى القبض عليهم مؤخرأ ( لا ايدهم لا كراعهم ؟ ) فى طريق عودتهم من دمشق والسعودية , الي غزة ؟ وفي مقابل هذه الشدة , نجد تسامحاً مع الجواسيس الاسرائيلين , الذين يتجسسون علي مصر المؤمنة ! وحادثة اطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام ماثلة لكل من القي السمع وهو شهيد ؟ بماذا تفسر , يا هذا , منح تسهيلات منقطعة النظير في تزويد إسرائيل بالغاز والبترول المصري بأبخس الأثمان . (سعر الغاز المصري لإسرائيل واحد ونصف دولار، وسعره العالمي 11 دولارا ) ، بينما يموت المواطن المصري في صفوف توزيع اسطوانات البوتاغاز في مصر ؟ في هذا السياق , يتسال , مثلنا , الدكتور المخزنجي : هل يُعقل أن تُخفِّض إسرائيل ، على حساب مصر ، سعر الكهرباء للاستهلاك المنزلى لمواطنيها في اسرائيل بنسبة 10% , ولقطاع الأعمال عندها بنسبة 16% ، بسبب انتقال شركة الكهرباء الإسرائيلية بصورة متزايدة خلال السنوات الاخيرة لإنتاج الكهرباء بالغاز المصرى الرخيص ؟ هل هذا معقول ؟ وهل هذا يخدم الأمن القومى المصرى، على الأقل فى شقه الاقتصادى , الذى من بديهياته عدم التفريط فى موارد الطاقة الناضبة فى بلد مُهدد بأزمة طاقة كمصر المؤمنة ؟ يتبع