بشفافية الاستعصام بالصمت حين يستعصى الكلام... حيدر المكاشفي خبرنا وعلمنا في حقل الصحافة والإعلام صعوبة الحصول على معلومة أو تصريح من الغالب الأعم من سياسيينا وكبار تنفيذيينا وغيرهم من مصادر المعلومات التي تقتات عليها أجهزة الإعلام، وخبرنا وعلمنا بالمقابل سهولة وصول الصحفي والإعلامي القادم إلى ديارنا من وراء الحدود وخاصة تلك البعيدة إلى هذه المصادر التي يلتقيها متى ما شاء ويحصل منها على ما يشاء مع سعادة بادية على محيا صاحب المشيئة المصدر، وعلمنا وخبرنا إغلاق الموبايلات وعدم الرد على الهواتف الثابتة في أحرج اللحظات والاستعصام بالصمت لحين مرور العاصفة ربما عملاً بحكمة اسكت تسلم على وزن سكّن تسلم، كل ذلك علمناه وخبرناه ولكني شخصياً لم أعلم بمصدر أياً كان حجمه ووزنه قد أعلن أنه قد نذر للرحمن صوماً ولن يكلم بعد اليوم صحافياً سودانياً مع استعداده التام لإستقبال كل مكالمات من هو وما هو غير سوداني والكلام معهم والتصريح حصرياً عليهم، وعلى نظرائهم السودانيين إن أرادوا أن يكلموه من وراء حجاب وأن يستقوا ما يريدونه منه من هؤلاء الاغراب، فهو يتحدث للبي بي سي ومعها ولكنه لن ينبس ببنت شفة لهنا ام درمان، ويقترح لرويترز ويشيح عن سونا، ويرد على أي إعلامي غير سوداني ويرحب بأية وسيلة إعلامية غير سودانية ويمتنع عن التعامل مع ما كل هو سوداني إعلامياً، لم أعلم بسياسي وزعيم حزبي إتخذ هذا الموقف غير واحد كان هو السياسي المخضرم والاتحادي العتيد سيد أحمد الحسين بحجة أن ا لامساك عن الكلام مع أجهزة الإعلام المحلية خير من الكلام لها، وغرابة مثل هذا الموقف تأتي من كونه يفضل «صمة الخشم» على الكحة، والمعروف صحياً أن الكحة ولو كانت مكتومة أفضل من الكتمة.... الآن يتخذ الكوماندر فاقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام بحكومة الجنوب هذا الموقف ويقرر عدم التعامل مع أجهزة الإعلام المحلية كافة، يستعصم حيالها بالصمت حال الأمين العام السابق للاتحادي الديمقراطي مع اختلاف الظرف والزمان، ورغم أن لو كان لصمت السياسي والقائد صالح لكان ذلك في صالح سيد أحمد الحسين لإعتبارات الزمان والظرف والموقع، زمان الحكومة كانت شديدة و«لضيضة» وظرف الإقصاء وقصم الظهر وموقع المعارض الذي تحصى عليه أنفاسه قبل عباراته، أما زمان باقان هذا فهو زمان نيفاشا، وظرفه هو ظرف الشراكة، وموقعه بين السادة والقادة، «وشن جاب لي جاب»، فلماذا لا يتحدث باقان لأجهزة الإعلام الوطنية وهو الآن من قيادات الوطن، وهل يجوز له أن يزدري أجهزة بلاده مهما بلغت بها الزراية بل لماذا يظنها مزدراة وهو فيها صاحب نصيب في السلطة والثروة، فإن كانت هي كذلك فذلك محسوب عليه قبلها، وحسبها منه إن لم يستطع أن يصعد بها الذرى أن يربت على كتفها ويواسيها لا أن يوليها ظهره ويمد لها لسانه، فاقان اطلق لسانك لكل سائل فمن يتكلم عن الحركة إن لم تتكلم أنت أمينها العام ومن يفيد بني وطنه عن الترتيبات والمترتبات القادمة إن لم تفد أنت وزير السلام وعليك السلام...؟! الصحافة