تراسيم.. حبيبتى الشغالة !! عبد الباقي الظافر بعد يوم عمل طويل ومجهد ..عاد هشام إلى منزله .. دخل إلى داره وفى عينيه بعض النوم وبين يديه حقيبته السوداء الأنيقة.. حرك المفتاح بحذر تجنبًا لثورة زوجته .. كاد أن يتراجع وعينه تقع على شابة مليحة.. قطعت استغرابه وقدمت نفسها فى عربية تشوبها عجمة وتسبقها ابتسامة (أنا زهرة المربية الجديدة).. جاملها بابتسامة ومضى الى مخدعه.. وجد زوجته تغط في نوم عميق.. فتح الثلاجة الصغيرة ليتناول كوبًا من اللبن كالمعتاد.. وجدها خاوية. طرقات خفيفة على باب الغرفة.. أبلغته الضيفة أن العشاء جاهز.. وجد مائدة فيها ما لذ وطاب.. وفي طرفها القصي قهوة بنكهة حبشية.. تتبادل الأدوار ويصبح سيد الدار ضيفًا.. تجاذب معها أطراف الحديث.. وردت عليه في إنجليزية واضحة المخارج أنها ليست من إثيوبيا بل من إريتريا ..وإنها كانت تعمل في فندق الهيلتون.. قبل أن تحضر إلى السودان.. والذي سيكون محطة وسطى قبل الهجرة إلى بلد آخر.. حصرت خياراتها بين أستراليا وأمريكا. عاد هشام إلى فراشه والوجه الباسم لم يفارق مخيلته أبدًا.. وكان يقارن بين حدة زوجته الدائمة ورقة الخادمة القادمة.. بين أناقة الضيفة وجلباب سيدة المنزل.. بين نشاط تلك وكسل هذه.. مسح على بطنه وهو يتذكر كوب اللبن الذي أبدله بطعام شهي وطيب. استيقظ مبكرًا.. ليتأكد أن أطفاله أعدوا أنفسهم للمدارس.. وجد الأمر قد قضى.. المربية ذكّرته أن الحمام جاهز .. وكذلك فنجان القهوة والشاي.. خرج إلى العمل والسيدة في نومها. انعقدت صداقة بين السيد والشغالة.. يلتقيان يوميًا على مائدة العشاء.. الشغالة كانت تراقبه من بعيد لتكون عند الطلب.. يوم بعد يوم تغير الحال.. والرجل يفضي بهمه إليها والشابة تحدثه عن آمالها.. وباتت الشغالة تشارك السيد ذات المائدة.. والسيدة في نومها العميق. مضت أيام وشهور.. عاد هشام في موعده الراتب.. ولم يجد زهرة .. بل وجد زوجته في انتظاره على غير العادة .. نظرت في عينيه وهي تستجوبه (علاقتك شنو مع الحبشية) .رد عليها بغضب اسمها (زهرة أحمد عامر).. كلمة من هنا وكلمة من هناك.. أخيرًا تجرأت وصفعته على خده الأيمن. لم يرد الإهانة بأسوا منها.. بل خرج من داره .. السيدة القوية انهارت وهي تبكي.. لأول مرة يرى دموع زوجته.. اتصل على الشغالة .. واتخذها زوجة على سنة الله ورسوله.. وعاد بها إلى ذات المنزل الذي غادرته مجرد شغالة. التيار