ساخر سبيل فتاوى هايفة الفاتح يوسف جبرا بينما كنت أجلس على جهاز الكمبيوتر (كعادتى) فوجئت بأم الأولاد وهى تصيح فى قائلة : - شنو يا راجل قاعد تصفق فوق إيدينك وتتحوقل ! هنا إنتبهت لنفسى فأنا قد كنت بالفعل أتحوقل وأصفق يداً بيد على خبر قرأته على أحد المواقع بالإنترنت يقول بأن لجنة الإفتاء التابعة للأمانه العامه لهيئة كبار العلماء السعودية قد أفتت بعدم جواز تقديم (باقات الورد والزهور) للمرضى عند زيارتهم وإليكم سادتى نص الفتوى : (ليس من هدى المسلمين على مر القرون إهداء الزهور الطبيعيه او المصنوعه للمرضى فى المستشفيات او غيرها وإنما هذه عادة وافدة من بلاد الكفرنقلها بعض المتأثرين بهم من ضعفاء الإيمان والحقيقه ان هذه الزهور لا تنفع المزور بل هى محض تقليد وتشبه بالكفارلا غير وفيها ايضا إنفاق للمال فى غير مستحقه وخشية مما تجد إليه من الإعتقاد الفاسد بهذه الزهورمن انها اسباب الشفاء .وبناءا على ذلك فلا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور بيعا او شراء او إهداء والمشروع فى زيارة المرضى هو الدعاء لهم بالعافيه وإدخال الأمل فى نفوسهم وتعليمهم ما يحتاجون إليه حال مرضهم كما دلت على ذلك سنة النبى صلى الله عليه وسلم.وبالله التوفيق.وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) إنتهى نص الفتوى ولعلكم أعزائى القراء الآن تصفقون يداً بيد وتتحوقلون كما فعلت وتتعجبون من علماء هذه الأمة الذين ما زالوا يعيشون فى العصر (الفقهى الحجرى) ويقومون بتقسيم العالم (الذى أصبح قرية) إلى دارين هما دار السلم ودار الحرب وإلى فسطاطين فسطاط الإسلام وفسطاط الكفر ويتعاملون بطريقة كل ما هو آت من فسطاط الكفار فهو حرام على الرغم من ركوبهم (الكاديلاك) وتحدثهم بالموبايل وبث برامجهم الدينية عبر الأقمار الصناعية وتنقلهم (بالأيربص) ! لابد سادتى أننا فى ازمة عقليه فعلية تدل عليها مثل هذه الفتاوى التى تبدع فى إستنباط كل ما هو شاذ وغريب وغير مبرر ولا يمثل مشكلة حقيقية تعانى منها الشعوب وتحتاج فيها إلى رأى الدين والعلماء من أجل مواجهتها والخروج منها ، إنها والله قمة العجز والهروب من مواجهه الأزمات التى تمر بها الشعوب الإسلامية والأخطار التى تحدق بها من (الخارج) والأزمات التى تكتنفها من (الداخل) . هكذا وبهذه السهولة يتم وضع كل من يهدى زهوراً لمريض كنوع من المجاملة الرقيقة أو يقوم ببيع هذه الورود والزهورفاعلا للحرام ومتشبهاً بالكفار وذلك كحكم وفتوى نهائية لا تقبل الطعن أو الإستئناف . ولعله من العجب العجاب أن يتعلل من قام بإصدار هذه الفتوى بان ذلك يعد إهداراً لمال المسلمين فى غير مكانه ووجهته الصحيحه وكأنى بمال المسلمين فى (ديار الإسلام) ينفق فى مكانه ووجهته التى ينبغى أن ينفق فيها وان الزكاه تنفق فى مصارفها وأن الصدقات توزع فيما ينبغى أن توزع فيه وأن الحكومات (رابطة الحجر على البطن) وأن بيت مال المسلمين (تراجع حساباته على داير المليم) ولم يتبق غير (قروش الورد والزهور دى) حتى تصرف فى وجهتها الصحيحة ... إن مشكلة أمثال هؤلاء العلماء الذين أدمنوا الإفتاء فى مثل هذه الأمور (الهائفة) أنهم لو لم يفعلوا ذلك لما سمع لهم صوتاً ولا حساً ولا خبراً فهم لا يستطيعون الإفتاء حول الأمور (الهامة) التى تمس حياة شعوبهم الغلبانة كإسداء النصح للحكام وإرشادهم إن زاغوا عن طريق الحق ومثل هذه المسائل (البتجيب هواء) أها يعنى يقعدوا ساكت؟. إن من أسباب تفاقم المشكلات والأزمات فى البلدان الإسلامية هو غياب الدور الفاعل لرجال الدين فى الحياة اليومية وتغاضيهم عن مناصحة الحكام والجهر برأى (الدين) فى الأمور (التى تستحق) وإكتفائهم بمثل هذا النوع من الفتاوى (الهايفة) التى تكاثرت فى الآونة الأخيرة كفتوى (إرضاع الكبير) وغيرها لدرجة أن هنالك فتوى أفتاها مؤخراً أستاذ الفقه السعودى المعروف الشيخ عبدالعزيز الفوزان بإباحة (التصفيق) لأن البعض قد أفتى بحرمته وعلى كده يمكنكم من الآن التصفيق (بقلب قوى) للعبة الحلوة وكده ! كسرة : قالت لى زوجتى بعد أن قرأت عليها الخبر: - دى ناس مرتاحة ساااكت .. زهور شنو؟ وورود شنو؟ الناس هنا كان لقت حق تذكرة الدخول للمستشفى ما خلت حاجة !