اطياف - هي ليست أم مثالية صباح محمد الحسن [email protected] لا شك أننا نسعى دائما في محيط الأسرة ودوائرنا الخاصة والمغلقة لخلق جسور من المودة والتفاهم لتعميق صلات الأفراد ببعضهم البعض ولا شك أيضا أن الفتاة تعمل جاهدة لأن تكون العلاقة بينها وبين والدتها أعمق من كل العلائق والصلات فالأم هي التي تقف في خط الدفاع لصالح الأبناء إذا اضطر الأب لأي نوع من الهجوم عليهم وهي من تجعل من المشاكل العائلية أمور ابسط من أن تكون ثورة وضجيج وتحول دون غضبه الذي ربما يكون الناتج عنه قرارا قاسيا لا يتحمل ويلاته الأبناء، والبنت هي اقرب لأمها من الولد، ومنهن من تسمو العلاقة بينها وأمها إلى أن تصل الصداقة وهذا شيء جميل لا نرفضه، ولكن يبقى السؤال ما هي حدود الصراحة بين البنت وأمها؟ فمن الأمهات من تستمع إلى ابنتها يوميا تبوح لها البنت بكل شيء وبالتفصيل عن حياتها كما تبوح البنت لإحدى صديقاتها وتستقبل مكالماتها الخاصة وترد على من تربطهم بها علاقات اجتماعية أي كان شكلها، ولو ارادت أن تذهب إلى مشاويرها الخاصة ترافقها أيضا، فأنا لست ضد أن تكون الأم قريبة إلى بنتها، ولكن لا بد أن تكون البنت اشد حرصا في أن تحفظ للأم ماء وجهها ومكانتها واحترامها، وان كل ما يُحكى للصديقات لا يمكن أن يُحكى للأمهات، لأن قدسية الأمومة اكبر من تهتك بهذه التفاصيل الغريبة. والأدهى والأمر أن من لم يستطعن أن يكففن عن قبيح الأشياء أصبحت تشاركهن أمهاتهن في مقاسمة كل شيء وطفت على السطح اخطر ظاهرة وهو أن من أرادت أن تقابل أي شخص بعيدا عن علم الأسرة ترافقها أمها، وللأسف باتت بعض الأمهات هن من يرسمن خريطة الخطأ لبناتهن ويزين لهن كل ما هو دخيل على مجتمعنا، فلتكن الأم صديقة نعم، ولكن يجب أن لا تستغل البنت هذه السانحة لتمرير أغراضها حتى تجعل من العلاقة بينها وأمها أشبه بقارورة عطر جميلة ولكنها معبأة بماء بدل من العطر الذي تفوح رائحته منها، وان حدث هذا فلا تندهش الأم يوما أن خاطبتها ابنتها دون أدب: (أنت أم غير مثالية). والأمهات اللائي يجعلن من العلاقة بينهن وبناتهن صورة مشوهة بها كثير الريبة والشك، أرجو أن يتقبلن اعتذاري إن لم استطع أن أهبهن احترامي واحرمهن عنية من منحهن وسام الأمومة الصالحة، في زمن نقبل أن يضيع فيه كل شيء، إلا قيمة المعنى الحقيقي لمن نسميها أم.