( صواع الملك ) حرم الرئيس بمعيار ( فوربس ) فيصل عبد اللطيف [email protected] ما التأثير الذي تمارسه زوجات السيد رئيس الجمهورية، عمر البشير، في قرارات زوجها، وفي اضطلاعه بواجباته الدستورية؟ ما دورهن الظاهر ؟ هل لمعرفة الدور المستتر من سبيل، إن كانت لهن أدوار مستترة؟ هل أصلاً يحق لنا ذلك؟ لا يمكن بأي حال أن تكون الإجابة عن هذه التساؤلات ( لا تأثير للمرأة في حياة الرئيس)، وأن عقيلات الرئيس في حالهن والرئيس في حاله .. النفي يكون خصماً على الرئيس وسيرته، أكثر من تصور حماية الخصوصية، أو الرغبة البشرية الطبيعية في محاولة الاقتراب من الكمال. والموضوع بعيد كل البعد عن (الرجولة)، أو عن ما يسميه البعض ( زول راية ). فتأثير المرأة الزوجة على الرئيس لا يبعث على الخجل، ولا يجب أن يكون، فذلك أمر حادث على كل المستويات. حتى في بيت النبوة، كان تأثير المرأة حاضراً ، في الجانب الشخصي، غير المتصل بالرسالة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول الكريم اعترف بذلك وأوضحه، ولم يستنكف. والأحاديث في ذلك كثيرة ومشهورة. قدرة المرأة على التأثير هي المعيار الذي تعتمده ( فوربس )، في تصنيف أكثر النساء نفوذاً في العالم ..و صدرت مؤخراً القائمة السنوية التي تعلنها مجلة فوربس الأمريكية، وهي تضم أسماء 100 امرأة. وجاءت في صدارة القائمة ميشيل أوباما (عقيلة الرئيس الأمريكي ). والتصنيف حافل بأمريكيات ، وفيه 4 عربيات، ويخلو من أفريقيات. وإذا كانت قدرة المرأة في التأثير على محيطها، هي أهم عامل في تصنيف فوربس، ترى في أي مجال يقود تأثير ميشيل زوجها الرئيس أوباما، الذي يتحكم في مفاتيح كثيرة لأبواب مهمة في عالمنا؟ معروف عن ميشيل المتحدرة من أسرة فقيرة أنها عظيمة الثقة بنفسها، فهي حفرت في الصخر لتحقق ما وصلت إليه، بعد أن تخرجت بتفوق في هارفارد ( أعرق الجامعات الأمريكية، ومن أكثرها تميزاً). والسمات التي تنفرد بها شخصية ميشيل تمكنها من ممارسة أدوار تتجاوز الأمومة التقليدية، وإدارة بيت الرئيس. ترى أي المفاتيح بيدها؟ يحدد تصنيف فوربس، وغيره من القوائم مؤشرات عن نساء تنفيذيات، ومشرعات، وفي مجال الفن، وزوجات الرؤساء، أي المرأة القيادية بصورة عامة. قمٌة السيٌدات الأول 2010 ، التي عقدت في ماليزيا مؤخراً بعنوان \" طفل اليوم هو زعيم الغد\" ، هي مظاهر تأثير زوجات الرؤساء . فكيف ستجد توصيات القمة وقراراتها الطريق للتنفيذ لو لا النفوذ والقدرة على التأثير، وتقديم القدوة الحسنة. وتأثير المرأة القيادية معلوم في السودان ، فهناك رائدات أسهمن في توجيه المجتمع، خاصة في مجال تعليم المرأة نفسها، ومجالات إنسانية. والمرأة صاحبة كلمة نافذة في بعض الجهات، والحكامات في غرب السودان مثال واضح جداً لقوة تأثير خطاب المرأة، وقدرتها على تحريك المجتمع، وهز الرجال. وكذلك بت مجذوب في رواية الراحل الطيب صالح ( موسم الهجرة إلى الشمال ) نموذج للمرأة المؤثرة. أما تأثير المرأة الزوجة على زوجها المسؤول، مع التسليم بوجود هذا التأثير، فذلك ما لم يرصد أو تعد حوله دراسة، حسبما أعلم، ولا يتطرق إليه الإعلام، ربما اعتقاداً بأن في الأمر نوعاً من الحساسية، وخطوط حمراء. وذلك في تقديرنا اعتقاد مغلوط، لأن الأمر يتخطى المسائل الشخصية إلى الشأن العام. وكلما ترسخت الديمقراطية تقلصت الدائرة التي نحشدها ب ( خصوصيات المسؤول ) وبالتالي يكون مما هو مشروع أن يلم الشعب بشىء عن اتجاه تأثير المرأة الزوجة على الرئيس أو على المسؤول أياً كان، أو في المجتمع عموماً. ويزيد تأثير المرأة وتتسع مساحة حراكها في ممارسة أدوارها كلما أرتقت، وكلما زادت حصيلتها من التعليم والخبرات الحياتية، سواء بحصولها على موقع يتيح لها اتخذا القرار، أو القرب من صناع القرار، أو من خلال ممارسة النشاط السياسي الذي يترتب عليه دخول البرلمانات والمشاركة في التشريع، وما يتبع ذلك من تأثير مباشرة على حياة الأمة. والرئيس البشير شخصية عامة، وهو رئيس منتخب ( إرادة شعبية )، حتى لو حامت شبهات حول الانتخابات التي بموجبها حصل على التفويض الشعبي، ولذلك فمما هو مشروع ومعقول أن يقف الشعب على ما ليس خصوصياً خالصاً في حياته الأسرية.. كأن يطلع على دور المرأة الزوجة في مسيرة الرئيس، ودورها في ممارسته واجباته الرئاسية وإدارة الدولة، وما إذا كانت المرأة تلهمه بعض الأفكار التي يقوم بترجمتها إلى سياسات لفائدة الشعب. وهل الحياة الأسرية للرئيس تمكنه من إدارة شؤون البلاد والعباد بدون شوشرة، ما يجعل الشعب يطمئن. خصوصاً هذه الأيام التي تمر فيها البلاد بحالة استثنائية ..وهي \" قاب قوسين أو أدنى\" من التفكيك . الأخبار [email protected]