حاطب ليل الدبلوماسية السودانية ؛ اعد!!! عبد اللطيف البوني [email protected] بالامس والاول منه عادت سيرة السودان الى مقدمة الاخبار العالمية وبقوة والغريب في الامر ان العودة ليست متعلقة (بمقطوع الطاري اياه) انما كانت بسبب امر آخر جاء كالهدف المتسلل وهو مقاطعة السودان للقمة الاوربية الافريقية المنعقدة بطرابلس والسبب هو الطلب من السودان ان يخفض تمثيله بحيث يكون دون الرئيس بحجة ان الدول الاوربية لاتريد وجود السيد عمر احمد البشير لانه مطالب بالمثول امام المحكمة الجنائية الدولية فما كان من السودان الا وانسحب نهائيا. دون شك ان هذه العملية قد تضرر منها السودان لانها احيت فكرة الجنائية بعد ان خف صيتها ولو الي حين . ثم ان هذه العملية احدثت شرخا في التضامن الافريقي مع السودان كيف ؟ المعروف ان الاتحاد الافريقي قد وقف مع السودان وقفة صلبة في موضوع الجنائية واعتبرها عملا استفزازيا لكل افريقيا واعتبرها محاولة لاعادة الهيمنة على افريقيا لا بل هناك دول افريقية موقعة على ميثاق الجنائية استقبلت البشير مثل اثيوبيا وكينيا رغم الضغوط الاوربية التي مورست عليها هذا رغم ان اوكامبو حاول ان يجعل المجنى عليهم في دارفور افارقة وان الجناة عرب اما ليبيا فقد كان موقفها هي الاخرى مساندا للسودان وكانت من اوائل البلاد التي زارها السيد رئيس الجمهورية بعد قرار الجنائية لابل زارها كذا مرة وفي كم مناسبة . ليبيا اعتبرت المحكمة الجنائية محكمة مسيسة وان قرارها ضد البشير ليس قرارا قانونيا انما سياسي اذن موقف الاتحاد الافريقي وموقف ليبيا كان ايجابيا تجاه السودان فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية فما الذي استجد؟ الدول الاوربية عامة وفرنسا وبريطانيا على وجه الخصوص هي المكونة للمحكمة الجنائية الدولية وهي التي تقف خلفها فالمحكمة الجنائية بالنسبة لاوربا خط احمر وكانت اوربا اكبر داعم لاوكامبو في موقفه من البشير ليس حبا فيه انما حبا في المحكمة . هذه واحدة نأتي بعدها لمسألة القمة الاوربية الافريقية فالمعروف في مثل هذا القمة اليد العليا لاوربا وبالتالي الكلمة لها فمن غير المعقول ان تسمح اوربا للرئيس السوداني بالحضور لهذه القمة ليطلق على الجنائية رصاصة الرحمة والاهم من ذلك هناك سابقة عملية تؤكد ما ذهبنا اليه هنا وهي المؤتمر السابق لنفس القمة والذي كان مقررا انعقاده في مصر فعندما اصرت مصر على حضور الرئيس السوداني خيرت بين حضوره او نقل المؤتمر الى فرنسا فاختارت مصر الخيار الثاني وضحت بالمؤتمر فكان هذا تضامنا مصريا لا بل افريقيا قويا مع السودان عندما وجهت ليبيا الدعوة للسودان لحضور القمة كان ينبغي ان تخضع الدبلوماسية السودانية الامر للدراسة الدقيقة فالمعطيات المؤكدة لديها ان الدول الاوربية سوف ترفض حضور الرئيس البشير وان ليبيا لن تستطيع ان تقنع الدول الاوربية بالعدول عن هذا الموقف . يبقى السؤال الذي كان ينبغي على الدبلوماسية السودانية الاجابة عليه هل ستوافق ليبيا على نقل القمة منها كما فعلت مصر؟ اعتقد ان المراقب غير المختص كان سيجزم بان ليبيا لن تضحي بالمؤتمر من اجل السودان لاسباب تتعلق بعزلتها السابقة لا بل حتى العلاقة بين البلدين ليست سمنا على عسل و(انا ما بفسر وانت ماتقصر) عليه كان على الدبلوماسية السودانية ان تكون موقنة ان الرئيس البشير لن يحضر القمة وان ليبيا لن تضحي بها وبالتالي اما ان تعلن مقاطعتها للقمة من اول خطوة او تعلن ان وفد السودان سوف يقوده نائب رئيس الجمهورية كما حدث من قبل في عدة مؤتمرات ولكن ان يحضر السودان الاعمال التحضيرية ثم يشارك في المؤتمر الوزاري للقمة ثم يعلن انسحابه بحجة انه لايريد ان يحرج ليبيا ففي تقديري ان هذا القرار احرج السودان و(شال حاله)