إليكم نتألم ولانتعلم ...( نموذج لعبة خطرة ) ..!! الطاهر ساتي [email protected] ** عبد الرحمن الدقم بختان ، حاكما عاما..عبد الرحمن أبو سفة، وزيرا للدفاع وقائدا عاما لكتائب المجاهدين ومديرا عاما لجهاز الأمن ..أحمد جبارة عبد الرحمن، وزيرا للطاقة والتعدين ..الخير مقدم صالح، وزيرا للثروة الحيوانية .. جبارة محمد جبارة وزيرا للشباب والرياضة ..آدم الضي آدم، وزيرا للتربية والتعليم ..موسى جماع عبد الله ، وزيرا للصحة ..عيسى عبد المولى ضحية ، وزيرا للإسكان.. جمعة عبد الكريم جبريل، وزيرا للإعلام..الأمير حمد الدودو إسماعيل ، رئيسا للبرلمان..العمدة الدودو محمد العبيد، نائبا لرئيس البرلمان ..الأمير إسماعيل حمدون ، مستشارا للحاكم العام..الفريق عبد الرحمن حسن ، مديرا للشرطة ..و ..!! **عفوا صديقي القارئ، نسيت أوتناسيت إفادتك بأن تلك الأسماء والمناصب هي التشكيل الوزاري لحكومة منطقة أبيي..أكرر :حكومة منطقة أبيي..نعم أبيي ( الواحدة دي ) .. تلك الرقعة التي أحسبها وتحسبها أنت بأنها جزء من كل القطر المسمى بالسودان..تلك حكومته، حاكم عام ووزير دفاع وكتائب المجاهدين وشرطة و رئيس برلمان ثم كل الوزارات التي تشكل مجالس وزراء حكومات كل دول العالم، بمافيها مجلس وزارء حكومة السودان..شكلتها قبيلة المسيرية ضحى الخميس الفائت - بلا إحم أو دستور - وأخطرت الحزب الحاكم بالخرطوم بأمر التشكيل ثم وزعت لصحف الجمعة الفائتة تلك التفاصيل، لتتصدر أخبارها وحتى يعلم كل من يهمهم الأمر بأن منطقة أبيي لم تعد ينقصها غير السلام الجمهوري والعلم وإستقبال السفراء ..وربما يكتمل هذا قبل الخامس والعشرين من ديسمبر الحالي، حيث الموعد المحدد من قبل قبيلة المسيرية لمباشرة تلك الحكومة - وحاكمها العام ووزير دفاعها وكتائبه رئيس برلمانها وغيرهم - مهامهم السيادية والدستورية في ( دولة أبيي ) ..!! ** كل هذا العبث يحدث، في رابعة النهار، تحت سمع وبصر الدولة السودانية وحكومتها..أمر قبلي بتشكيل حكومة كاملة على منطقة لم تنل إستقلالها بعد ولم يقرر أهلها مصيرهم بالإنفصال بعد ولايزال أمر حل قضيتها في علم الغيب، بحيث تتوالى مقترحات حلها ، مقترحا تلو مقترح، من كل فج عميق ، فقط الصومال لم تتقدم بمقترح حل الأزمات السودانية وربما رواندا أيضا ، ولكن حتما جزر القمر قدمت مقترحا ( سبحان الله )..وكل الرأي العام، عالميا كان أو محليا يترقب حل قضية أبيي من خلال تلك المقترحات أوغيرها المرتقبة ، ويا لبؤس حالك يا بلادي، كل من هب ودب يتعلم فيك السياسة ويأتيك بمقترح لحل أزماتك ..أزمة أبيي لم تحل بعد ، ومع ذلك سلطة القبيلة تسبق سلطة الدولة وتعلو عليها بحيث تفرض سياسة الأمر الواقع بهذا التشكيل الوزاري بكل ثقة وقوة عين ، رغم أنف المسماة ب ( هيبة الدولة ) ..!! ** حسنا ، فلنحسن الظن ونزعم : ربما تم تشكيل تلك الحكومة الماهلة بدون علم الحكومة الإتحادية وأجهزتها الأمنيةوالشرطية، وهذا بمثابة عمل غير مشروع، ويجب مكافحته وهو في مهد التفكير.. ولكن حين يتم نشر هذا التشكيل الوزاري في صحف الخرطوم التي تقرأها الحكومة الإتحادية وكل أجهزتها، ممهورا بتصريحات سادة التشكيل الوزاري، وبعد كل هذا تغض الحكومة طرفها عن هذا العمل، فماذا نسميه يا أولي الألباب ؟..الصمت الإتحادي أمام حدث كهذا لايعنى سوى ( الرضا والقبول بما يحدث ) أو( العجز عن عمل شئ تجاه مايحدث )..هذا وذاك هما تفسير سر صمت الدولة، وكلاهما تفسير لايليق بالمسماة ب ( هيبة الدولة ) ..!! ** وعليه.. يا سادة عالمنا السياسي بالخرطوم، قديما قال أحدهم : الذكي يستفيد من تجارب الآخرين، بيد أن العاقل هو من يستفيد من تجاربه..تجارب الآخرين المؤلمة من حولنا تضج بها الصومال والعراق وأفغانستان وروانده وغيرها من الدول التي إستخدمت كروت القبائل والطوائف في الملاعب السياسية، وهي تجارب تنبع دما وتفيض دموعا وتنشر تمزيقا وتعزف تشريدا وتمطر نزوحا على مدار العام..ومع ذلك لم يستفد أحدكم من تلك التجارب..ولا من تجربة دارفور، والتي هي بمثابة أوضح وأفدح تجربة سودانية، وكان يجب أن تستفيدوا منها ، حيث عبثكم بكروت القبائل والعشائر أحال دارفور إلي جهنم وأحال حال بلادي وسمعتها، عالميا وإقليميا، كما المصاب بالطاعون والجرب، بحيث يفر منه الجار والصديق، القريب والبعيد ..كان عليكم التعلم من تجربة دارفور التي قسم فيها العبث بكروت القبائل مجتمعها الجميل إلي (عرب وزرقة) ،( جنجويد ومتمردين) ، وغيرها من ( الفتن والمحن )، كان عليكم أن تتعظوا من تلك التجربة يا ساسة الخرطوم ، ولكن .. تبا لحرف الإستدراك هذا، يأبى أن يختفي من خارطة حياتنا العامة، وكيف يختفي وعدم التعلم من تجارب الآخرين – ولا من تجارب أنفسنا - يأتي بتشكيل حكومة قبلية في أبيي، بها حاكم عام ووزير دفاع وكتائب مجاهدين..هكذا حالنا، تتألم بلادنا من بؤس تجاربهم وهم لايتعلمون..إلى متى ..؟؟