نظام السودان وطالبان وخالد المبارك! تاج السر حسين – [email protected] لا يوجد فرق كبير كما يظن البعض خطأ بين (طالبان) افغانستان و(طالبان) السودان. سوى أن الأوائل (طالبان) افغانستان كانوا يجلدون ويرجمون ويكسرون التماثيل ويمنعنون النساء من العمل والذهاب للمدارس والجامعات مثلما يجلدون الرجل (الأمرد) وهو الذى يحلق لحيته وشاربه دوغرى وعلنى لا يهمهم ما يكتب أو يقال عنهم بل لم يهتموا كثيرا حينما ذهب اليهم وفد مكون مما يسمى (بهيئة علماء المسلمين) يقودهم الشيخ القرضاوى وطلبوا منهم أن يوقفوا تكسير التماثيل خاصة والعالم يستهدف الأسلام والمسلمين (بزعمهم)، فالأسلام فى الحقيقه يسئ اليه المسلمون أنفسهم ولا أحد غيرهم بغلوهم وتطرفهم وأقحامه فى السياسه .. وطالبان وقتها كانت تسيطر على السطه والحكم فى افغانستان، فجاء جوابهم : لا تقولوا لنا العالم يستهدفنا أو تبريرات كهذه وأنما قدموا لنا فتوى (شرعيه) تمنع تكسير التماثيل حتى نتوقف، فبهت الوفد وعاد من حيث أتى وتركوا (طالبان) تكسر قيمة فنيه وتاريخيه ثمينه هى تماثيل (افغانستان). أما (طالبان) السودان فهم يفعلون نفس الشئ، يعذبون معارضيهم فى المعتقلات ويغتصبونهم ويلفقون التهم ويزورون الأنتخابات ويضطهدون النساء ويلاحقونهم فى الجامعات ويضيقون عليهم حتى يكرهوا التعليم، ويقضون على حضارة وتاريخ بلد عرف بالتسامح الدينى والتعايش السلمى وبأحترام العهود والمواثيق .. طالبان افغانستان يحطمون الحجاره وطالبان السودان يحطمون الحضاره. أنهم يفعلون كل شئ تفعله (طالبان) افغانستان والأختلاف الوحيد انهم حينما يفعلون ذلك يرتدون (نقابا) مصنوعا من عبارات وكلمات وتبريرات .. لا قماش. ذلك (النقاب) المصنوع من كلمات وعبارات يرددها مثقفون ودكاتره على شاكلة (خالد المبارك) اليسارى (التائب) وعميد معهد المسرح والموسيقى (الأسبق)، وبهذه الصفه لو كان فى افغانستان حينما دخلها تتر وهكسوس (طالبان) لرجموه وسحلوه (فالموسيقى) عندهم (حرام) ولفعلوا به ما فعلوا (بنجيب) حاكم افغانستان فى ذلك الوقت الذى كان لاجئا داخل السفاره الروسيه فى كابول. ومن يظن هنالك فرق بين (طالبان) افغانستان و(طالبان) السودان فى (الفهم) والثقافه فهو واهم. والدليل على ذلك فى السودان انكشف (نقاب) الأنقاذ، وأتضح ان من كانت ترتديه ليست أمراة وأنما (رجل) وهو القاضى الذى كان الى جانب النقاب يرتدى (كرفته) مستعجلا الأنتهاء من جلد الفتاة السودانيه التى يهز صراخها الحجر .. وهو الشرطى الجلاد، وهم جميع من برروا تلك الفعله الشنيعه بأى تبريرات كانت فى اى موقع. خجلت لدكتور (خالد المبارك) الملحق الأعلامى فى سفاره السودان بلندن وهو يتحدث لمحاورته على قناة (البى .بى .سى) وهى ترتدى زيا (فاضحا) بحسب مقاييس (طالبان السودان) وأشعر بأن القناة أو المذيعه تعمدت أن يكون على ذلك الشكل، ولو كان (خالد المبارك) مبدئيا وصادقا مع نفسه وطالما هو مؤيد ومبرر للجرائم البشعه التى تحدث تحت مسمى (الفعل الفاضح)، لأعتذر لمقدمة البرنامج من محاورتها وهى على ذلك (الزى). د. خالد المبارك بحسب شريعة (طالبان السودان) ارتكب جريمه القذف ولو كان هنالك عدل لتم استدعائه ومعه (والى الخرطوم) و(نافع على نافع) ولأقاموا عليهم (حد القذف) فهم ليسوا أكرم من الصحابه الأربعه الذين روجوا (لحديث الأفك) ومن بينهم (حسان بن ثابت)، وأظنهم لم يسمعوا لفتوى على بن ابى طالب حينما سأله الخليفه عمر وهو الحاكم وقتها (لو أن امير المؤمنين شاهد بعينيه ممارسة زنى)؟ فرد عليه (على) اذا تحدث باسم من ارتكبوه ولم يأت باربعه شهود يجلد! وجريمة الزنا معلوم ان ثباتها صعب للغايه بل تصل درجة الأستحاله ولا يكفى لأثباتها تواجد رجل وأمراة فى وضع (مخل) مهما كان شكله ولذلك لا يمكن أن يترك اثباتها لمزاج (عساكر النظام العام). فضلا عن ذلك فأن (عازه) السودانيه شاديه عبدالمنعم التى قالت كلاما على (الهواء) يعجز عن قوله الرجال ردا على (خالد المبارك)، نفت كلامه وكذبته وقالت ان جريمة الفتاة كانت (بنطال) وما يؤكد كلامها أن احد الجلادين كان يردد بأن العقوبه 50 جلده، على الفتاه أن تأخذها ولا تعطلهم كى يذهبوا لقضاء اشغالهم الأخرى، ولا أدرى هل هى مهمة (جلد) أخرى أم ملاحقه لفاسد نهب البنوك أو محتكر للتجاره أصبح من (المليارديرات) بعد أن كان فقيرا معدما قبل الأنقاذ؟ ما يهمنا فى الآخر ومهما كان شكل (التهمه) أو الجريمه، فان ما حدث بشع وفظيع ولا يمت لأنسانية القرن الواحد والعشرين بأى صله. لقد جلدتموها 50 جلده لكنكم حطمتم مشاعر وأحاسيس 38 مليون سودانى وجعلتم حياتهم بلا طعم أو مذاق.