ماذا فعل مدير الجامعة؟؟؟ طه الصاوي [email protected] جاء في الصحف السودانية أن مدير الجامعة الأكبر والأعرق في السودان –جامعة الخرطوم- قد أعفي من منصبه بقرار جمهوري صباح اليوم 31 يناير 2011. وكالعادة لم تشغل الجهات التي أصدرت القرار بأن تبين للرأي العام مسببات القرار. وكأنما المستغنى عنه موظف صغير في أحد أركان الجمهورية. فأي شفافية هذه؟؟ وأي إعلام هذا؟؟ إن طريقة إخراج الخبر وكل الأخبار المشابهة تدل على أن الدولة السودانية وأعلامها الرسمي مأزومان. فالإعلام مأزوم لأنه لا يتعامل مع التواصل الجماهيري الا بضبابية كاملة حول أهداف وأغراض هذا الإعلام. فمثل طريقة الإعلام التي نقلت بها الصحف والقنوات الإعلامية مثل هذا الخبر والعديد مثله لا تنطلق أبدا من الفهم بحق الشعب في أن يعلم...علما تاما بحيثيات القرارات الرئاسية. وهي تعطيك الشعور بأن الرئاسة ليست من أحد مؤسسات الدولة التي يستخدمها الشعب وبالتالي هي مسؤولة لديه؟؟ وتعطيك الشعور بأن لسان حالها يقول \"ياخي دي من سلطات الرئيس وخلاص استعملها\".. والأمر ليس كذلك في الدولة الحديثة الملتزمة بمساءلة شعبها لها في مختلف أركانها ومستوياتها. فالرئاسة مؤسسة على رأس هذه الدولة وهي تنوب عن الشعب بتفويض مشروط بالالتزام ببرنامجها وقيم الدولة...ومنها تولية الولي الأمين...ومن الواجب أن يكون سلوكها ملتزما ببرنامجها وقيمها وقيم الشعب...ومن هذه القيم الآلتزام بالشفافية...والتزام الأمانة في تولية المناصب وعزل شاغليها وفقا للأسس التي التزمت بها...ولما كان السبيل الوحيد لمعرفة التزام الرئاسة بهذه المثل يتم عبر إعلام الشعب بتفاصيل مسببات مثل هذه القرارات ...يكون هذا النموذج الإعلامي قاصرا جدا...لا سيما وأنه يصدر من راس الدولة. ومن ناحية أخرى فأنك تلحظ ضمورا شديدا في الجهد الأعلامي من كل الجهات الصحفية التي أوردت الخبر...في تقصي الأسباب... فالأعلام الجاد لا يجعل من نفسه مجرد ناقل لأخبار المؤسسات بالدولة أو المؤسسات الخاصة بحسب رغبتها وبحسب الصيغ التي يورد بها الخبر كلمة بكلمة ..ولكنه يجهد نفسه بفحص الخبر وتقصي تفاصيله وربما تحليله واستقصاء مدلولاته ومترتباته على الجهات المختلفة..بل ويمارس دوره كسلطة رابعة.... ويأخذ إعفاء مدير الجامعة بعدا صحفيا خاصا في ضوء ما يذكره الجميع من سلسلة مقالاته التي كتبها مناصحا الرئيس. فأن هذه الأقالة قد تفسر بأنها ضيق بالنصح؟؟؟ لعل ذلك قد يكون صحيحا أو لا يكون ولكن إصدرا الأمر بهذه الطريقة يثير كل هذه التساؤلات التي نأمل أن تكوم أن وصلت للرئاسة ولإعلامها وللصحف والصحفيين...