[email protected] لقد كنت فى السودان وتمنيت ان تهب نفس العاصقة الشبابية على بلادنا رايت شعبنا وهو مكبل لا يكاد ينطق تسألت فلم اجد الاجابة قال بعضهم ساخرا انهم يريدون استيراد شبابا مصريا ينفخ الروح فينا وقال آخرون انهم وعدوا بالاصلاحات وقال آخر متسائلا ما البديل ؟ خلال زيارتى درت فى الشوارع والازقة وجدت الناس تموت كى تحيا وجدتهم يخروجون صباحا ويعودون مساء ولا احد يرغب فى التحدث معك وقد انهكه العمل واخذ منه كل مأخذ . حينها تذكرت بوعزيزى التونسى وعربة الخضار وما اكثرهم فى بلادنا واياك ان تقترب منهم الا مشتريا فهم مثقفون وواعون وقد تخرج جلهم من الجامعات فما اعظمك يا ميدان التحرير و ما اعظمك يا شعب مصر وانت تهدم هبل مهللا بحياة مصر . قال لهم البشير ان كنتم لا تريدونى فسأخرج لكم لكى ترجمونى بالحجارة , والبطانة فاسدة وقد كنز جلهم الذهب والفضة وهم يلعبون نفس ما كان يلعبه المقربون من بن على ووزراء مصر الذين اطلقوا البلطجية ليقضوا على ثورة الشعب خطيب الجمعة فى مسجد سوبا ظل يحدثنا عن ان الفقراء سيدخلون الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم وكم هم كثر فقراء بلادى واغنيائها فى ازدياد وقد تطاولوا فى البنيان وتحولت الخرطوم الى غابة اسمنتية وطغى اللون الرمادى على الاخضر وقد قطعت الاشجار واختفت الميادين يقول بعضهم ان السودان ليس بمصر او تونس قلت لهم اكيف وقد قابلت البوعزيزى التونسى كثيرا فى شوارعنا ورأيت عربة الخضار وكم هى رخيصة علبة الكبريت فقد يشعل بوعزيزى السودانى النار فى جسده فينادى المنادى ان هلموا الى ميدان ابوجنزير او ميدان القصر والذى تقزم كثيرا خوفا من قدوم مرور احباء بوعزيزى فى جنباته فتستيقظ مارى انطوانيت من ثباتها لتطل عليهم من شرفة قصر ها متسائلة ماذا تريد ايها البوعزيز ؟ ولماذا لا تأكل البسكويت ؟ ارجو ان تعود الى منزلك والا ارسلت لك البلطجية فيحطمنك الامن بجنوده وابله وحصينه كم كنت سعيدا وانا ارى طاغية مصر يترنح ويسقط وانتصرت ارادة شعب مصر وان وصف بعضهم الثورات العربية بالوباء فما اسعد الشعوب المقهورة بهكذا وباء يصيب الشعوب وليت النيل يخالف مساره فيأتينا هذا الوباء الثورى الجميل لا تتركونا اخوتنا فى شمال الوادى فلا يأكل الذئب الا الغنم القاصية مبروك شعب مصر هذا الانعتاق العظيم وهنيئا لكم هذه الحرية الغالية.