[email protected] وبسرعة مذهلة اصطفت حكومة السودان الى جانب متظاهرى مصر ويقول قائلهم ان السودان لي بتونس أو مصر ويقول قائلهم ايضا انهم يحكمون بحكم الله ولن ينقلب الشعب علينا ويقول قائلهم ان مشكلة حلايب فى طريقها الى الحل بعد ذهاب مبارك , ويقول قائلهم ( خليهم يقعدوا فى الصقيعة ) وقال قائلهم ساخرا على مظاهرة 30 يناير ( دى مظاهرة ولا سيرة طهور ) وفى خبر ان الرئيس البشير قد هنأ المشير طنطاوى وتمني له التوفيق فى ادارة شئون البلاد , كل هذه الاقاويل ان دلت على شيئ انما تدل على ان البلاد تعيش رعبا وهلعا غير مسبوق وقد بدت تباشير ثورة البوعزيزى تزحف صوب السودان كما انها تتجه فى كل الاتجاهات , لقد كنت فى السودان وحين سقط هبل ورأيت بأم عينى اهلى وهم يئنون من غلاء فاحش وحياة قاسية تدفعهم الى اختيار البوعزيزية منهجا للخروج من هذا العذاب الابدى رأيت فى عيونهم فرحة غامرة حين سقط طاغية مصر ولسان حالهم يقول عقبال عندنا , حقيقة فلقد تطاول المقربون الى النظام فى البنيان وانتشرت مؤسساتهم فى كل مكان لتمتص دماء اهلى الطيبون , وما اكثر سياراتهم الفارهة والمظلله وهى تنهب الارض بصحبة سيارات النجدة تفتح لهم الطريق , مساحات شاسعة من الارض قيل لى انها لمتنفذون للنظام واصدقاء مقربون وقصص عن مشاريع مملوكة للمسئولين وفساد مستشرى , الحكاية كلها مجرد غيرة وتقليد لانظمة فاسدة من حولنا وفاذا اغتنى رجال الاعمال فى كل من مصر وتونس وعاثوا فى الارض فسادا وتمرغوا بميرى السلطة ومزاياها واقتربوا من النظام وصنع القرار فلماذا لا نفعل مثلهم فى السودان , قلدوهم ايها الاغبياء ولكن تحملوا وزر ما قد يحدث لكم , لقد تهاوت كل تلك عصابات السلطة فى تونس ومصر وهربت عائلة الطرابلسى واحمد عز وجمال مبارك ودخلت جحورها فى قصور فرنسية وغيرها معتقدة انها ستكون فى مأمن من العقاب , فيا ليت قومى يعلمون فينزل كبراء السلطة من ابراجهم العاجية الى احياء المدينة فى الحاج يوسف والروشاب والكلاكلات والحارات وام بدة وغيرها والاقاليم ليروا بأم عينهم كم بوعزيرى يحرق نفسه من اجل لقمة عيش كريمة , لقد قال لى سائق التاكسى بحسرة انه يتمنى ان نستورد شبابا مصريا للتغيير قلت له ان شبابنا فيه الخير الكثير ولن يرضى بالضيم ولن يوقفه البمبان او الرصاص الحى او بلطجية الانظمة او بغالها وحميرها وابلها او كرات النار , قال والله نريد اصلاحا حقيقيا ينبع من صلب النظام فبلادنا هى اكثر بلاد العالم غلاء والارتفاع فى الاسعار يكاد يكون يوميا , اتصدق اننى لم لحما منذ عيد الاضحى وكله اكلنا بالماجى واربع عيشات بالف جنيه كيف نعيش ؟ لا نريد ايتها السلطة عنادا سلطويا فى قمع ثورة الثائرين , ولا نريد بمبانا وبلطجية وما حدث فى مصر وتونس اثبت عدم جدوى هذه الحلول البطشية , ولا نريد حلولا وقتية لمعاناة الناس نريد اصلاحا حقيقيا وسلميا يحقظ ماء وجه النظام فسيرة الطهور التى سخر تم منها هى التى اسقطت مثيلتها اقوى نظام بوليسى فى الشرق الاوسط وقد بدأت كل مظاهرات مصر وتونس محدودة ومن ثم كبرت واحتلت كل الميادين , تعلمى ايتها الانظمة دروس التاريخ وكفاكى هضربة فشرارة البوعزيزى قد تضيئ كل الظلمات ولكم فى بن على ومبارك عبرة يا اولى الالباب لعلكم تعقلون