[email protected] انا اظن ان مصطلح الطاعة المتعارف عليه في القراءة التراثية لفقه السلطان لا يستمد شرعيته من النص القرآني ولا من النص المروي عن الرسول صلي الله عليه وسلم ، انا اظن ان اللفظ القرآني يتسق مع مع مبادئ الخيار والحرية والمسئولية للانسان تماما ولا آثار قانونية سلطانية تترتب عليه في الدنيا ، وان المصطلح الموروث هو ابن بيئته المؤيدة لسلطان يقوم علي مشروعية الدين الذي كان يتجاوز بالعرب العصبية العرقية والقبلية .. الا انهم سقطوا في فخ العصبية الدينية الداعمة للسلطان في وجه صراع تأريخي ربما كان ليهود في اول الدعوة والصراع معهم دورا في ترسيخه .. وربما كان لامبراطورية الروم وامبراطورية الفرس والصراع معهما دورا فيه . انا ممتنع عن الطاعة للحاكم وجوبا حتي يكتمل الحوار .انا اتسائل هل طاعة الله وطاعة الرسول واجبة ؟ ان كانت الاجابة نعم فارجو بعد عدم الاستعجال ان اقول فهمي سريعا ، الطاعة لله ولرسوله لا تكون واجبة الا علي مسلم ، والاسلام لله واتباع الرسول لا يكون الا طواعية واختيارا ، فمن اختار ان يسلم امره لله وان يتبع في اسلامه رسول الله محمدا صلي الله عليه وسلم فهو لابد ان يقر ويعلم ان اوجب دواعي الاستسلام الطاعة .فلنكرر عند هذا المستوي سؤال هل الطاعة لله وللرسول واجبة ؟ والسؤال هنا استهدف به ما يمكن ان ينبني عليه تقرير الاجابة من تفسير طاعة اولي الامر المربوطة بطاعة الله ورسوله ، هل من آلية لاكراه من دان نفسه بدين الاسلام علي اداء الشعائر (الصلاة مثلا) ؟ انا ادري ان الفقه الموروث به قول باستتابة تارك الصلاة العامد المجاهر وان كنت اتسائل عن صحة الحكم ؟لكن كأني حتي بالفقه الموروث لا يتحدث عن اكراه تارك الصلاة غير المجاهر ؟فإن كان .. والا فمن هو صاحب السلطة في اكراه او استتابة تارك الصلاة المجاهر ؟ مع ان هذا النص يتعرض لامتحان عسير حال ان اقررنا بحرية الاعتقاد دخولا وخروجا وليس دخولا فقط كما يقول موروث الفقه !ايكون ولي الامر الذي يستمد سلطانه اصلا من سلطان الله ورسوله علي عقول وقلوب الجماعة مسئولا عن رعاية مبدأ الامتثال طاعة لله والرسول بوسائل لم يستخدمها الله ولا رسوله في هذه الحياة الدنيا ؟؟ الاصطفاء والطاعة :- لقد بنيت ما فهمت حول معاني الاصطفاء بعدما اثبت معاني الحكمة والعدل لله في نفسي ، فمن الحكمة التي تدبرتها في بديع صنع الله وخلقه انه استخلف الانسان في الارض وقص علينا حوارا مع الملائكة يستفهمون بما يشبه الاستنكار ان كيف يكون الخليفة ممن يسفك الدماء ويفسد في الارض التي هو عليها مستخلف ومستأمن ولابد من بعد الامانة والخلافة من حساب ، وبديع تقديم مؤهلات الاستخلاف وحمل الامانة عند الانسان بما أوتيه من علم وقدرة علي التعلم والتعرف علي الاشياء عبر استخدام مدارك السمع والبصر والفؤاد .ان الاصطفاء في السياق يأتي تكريما لمن احسن استخدام معطيات الادراك وبني عليها العقائد والافعال والاقوال ، وقد احسن آبانا آدم عليه السلام استخدام مداركه مرتان في القصة الاولي ، مرة عند تعرفه الي الملائكة وتسميتهم بما هو سمة لكل واحد منهم ، ومرة عند استداركه للخطأ الذي جره اليه ابليس من عصيان لامر عدم الاقتراب من الشجرة فتاب وآب ، فتاب الله عليه وعلمه كلمات التوبة.فمما فهمته وبنيت عليه معارفي من قصة الخلق الاول الحكيمة البديعة هذه ان الانسان مخلوق مؤهل تماما بمعطيات من الرحمن الرحيم للحياة خليفة لله وامينا علي الارض التي سخرها الله له ، وما كانت بعثة الرسل وانزال الكتاب الا مزيد رحمة وهداية ومنة من الله علي الانسان .وان الرسل هم ممن احسنوا استغلال هبات الله اليهم ادراكا لمغزي الوجود وتبصرا بدلائل التوحيد البادية في آيات الكون وتعرفا الي الله الخالق عبر ما وافق سليم الفطرة وصائب التدبر والعمل .والقول بان معني الاصطفاء للرسل من بين الناس سابق علي استحقاقهم للمكانة عند الله بعملهم وعلمهم ، وان اختيارا مسبقا لوجودهم وتدبيرا مخصوصا لتراتيب حياتهم هو معني الاصطفاء ، لهو قول يجعل من النظر في حجج الكتاب جدالا مع الناس الرافضين لحجة الكتاب والرسالة بتساويهم في اصل الحياة مع البشر الرسل غير ذي حجة ولا فائدة ، من مثل الرد عليهم ان لو كانت في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لارسل الله اليهم ملكا رسولا ، ومن مثل التأكيد ان الرسل بشرا يمشون في الارض دلالة علي ان المميز لهم هو فقط احسانهم الادراك والعمل ، وهو حجة الله في اختيارهم رسلا علي من سواهم ، هداية للناس الي مؤهلات الهدي والخلافة عن الله والقدرة علي حمل الامانة لدي كل منهم دعاوي التمييز التي تأسست علي ادعاء تميز الوراثة لجهة او أب او لون او كسب موروث من رضاء الله المطلق علي جماعة بعينها ، وهو أمر ظاهر في تأريخ الانسان.ذلك كله يدعونا من ناحية لإعادة فحص دعوي تميز الرسل والانبياء في كسبهم للاصطفاء دون الآخرين والي ما تأسس علي ذلك من إعادة انتاج المفهوم بين اتباعهم من دعاوي الارتقاء في سلم الصلة بالله بناءا علي اسباب لم تتح بالضرورة لمعاصريهم في ذات الارض والبيئة ، والتي تنعكس من بعد في دعوي الهبات الالهية الخاصة بالحاكم والتي تجعله من بعد وصوله لكرسي الحكم موصوفا بحكمة وتأييد لم يكن له من قبل ، وهو الامر الذي نجده في وصف تأريخنا لمن استلبوا السلطان بالسنان ثم يتغني تأريخنا بفتوحاتهم وكسبهم مبررا بها او ماحيا غزير الدماء في صراع الوصول للسلطان او الحفاظ عليه.