العصب السابع النساء في يومهن...!! شمائل النور تفيد المعلومات أنه في عام 1857 في مدينة نيويورك، سيَّرت النساء مسيرة احتجاجية على ظروف العمل غير اللائقة التي كن يعملن تحتها، وبعد هذه المسيرة بسنتين تم تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعد أكثر من نصف قرن سيّرت هذه النقابة النسائية مسيرة طالبن فيها بتخفيض ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال وحق المرأة في الاقتراع. فالتحية إذاً لكل النساء. مسيرة واحدة كانت كفيلة بتغيير مسار التاريخ الاجتماعي والسياسي، وليس للمرأة في الولاياتالمتحدة فقط بل لكل العالم، وها نحن نحتفل به، ولا يستطيع أحد أن ينكر التغيير الذي أحدثته هذه المسيرات، والذي أنا على يقين منه وغيري كُثر، إن للمرأة عزيمة تُلين الحديد؛ والذين يدركون ذلك أكثر منها هم الرجال أنفسهم، لكن ليس من الذكاء الذكوري الاعتراف بهذه الحقيقة، فقط المرأة تحتاج إلى التشجيع والدعم بطبيعة تركيبتها الفطرية؛ والمرأة إن أرادت أن تُغيّر مجرى التاريخ بمقدورها ذلك، لكن ألا تلاحظون أن بعض النساء اللائي اخترن لأنفسهن دور البطولة الثانية أو مساعد البطل، ليس لنقص إمكاناتها التي تحقق لها البطولة المطلقة، بل لخلق صورة اجتماعية مكتملة لشريكها الرجل من باب المراعاة الاجتماعية، وبعض الرجال الذين نراهم أسود غير قابلة للترويض هم في العادة من صنع النساء، والرجل عندما تزيد سطوته على المرأة يكون ذلك في أحايين كثيرة بمزاجها هي؛ وقد رأينا ولا ننكر أنه حتى أولئك النساء الحديديات اللاتي يُشار إليهن بالبنان يستكن كثيراً إلى السطوة الذكورية حتى لو كانت مصنوعة.النساء يملن إلى صناعة التغيير من الداخل. في تقديري أن النساء في السودان استطعن أن يصنعن تاريخ ناصع، وهذا مقارنة بنظيراتنا في المنطقة العربية والإسلامية. ففي السودان اختارت المرأة أن تقود أدوار رشيدة وواعية وجادة لا يمكن أن تخفى على أحد بعكس أدوار النساء في المنطقة التي حولنا، وبالرغم من أن كثير من دول المنطقة العربية والإسلامية تعيش وضع سياسي واجتماعي أكثر انفتاحاً منّا في السودان، إلا أن المرأة هناك -عملياً- لا زالت في بداية الطريق الذي نحن في السودان كدنا أن نصل نهايته، وهذا واقع نعيشه بكل ظروفه؛ لكن أيضاً ثمة وضع متناقض تعيشه النساء في السودان...المرأة في السودان قوية وقادرة على العطاء في أحلك الظروف الإنسانية وضعيفة منكسرة في نفس الوقت. المرأة في السودان أيضاً تعول رجال، وفي ذات الوقت تخضع لسيطرتهم، فقط لأن هناك الكثير من الرجال الذين لا يعترفون بنجاح النساء إلا من رحم ربي، وقلة من أولئك المتصالحين مع ذواتهم هم من يصفقون للنساء، وأيضاً لأن الظروف السياسية والاجتماعية المتنافرة جداً التي يعيشها السودان بوضعيته المرتجة تؤثر بصورة مباشرة على قضية الاعتراف نفسها. النساء بحاجة موضوعية ومباشرة إلى الاعتراف بأدوارهن وتأثيرهن الواضح على المجتمع؛ والمزيد من الشرعية الاجتماعية لدور النساء، وإن كان ثمة نصيحة لكل النساء في العالم لن تخرج عن\"بالعزيمة يُمكن أن نصنع لتاء التأنيث مكاناً من الإعراب\" التيار