العصب السابع قريباً...مبعوث خاص لكل مواطن..! شمائل النور إذا توقفنا عند العام 1970 -تقريباً- كبداية لسلسلة المبعوثين الأمريكيين للشرق الأوسط الذين بدأوا مهامهم منذ ذلك العام بداية ب (روجرز) وانتهاء بالمبعوث الحالي جورج ميتشل نجد أن (6) مبعوثين تعاقبوا على أزمة الشرق الأوسط خلال(40)عاماً،وأزمة الشرق الأوسط تتداخل فيها أكثر من دولة كطرف وهناك أكثر من سبب منطقي لقيامها، وإمكانية حل نهائي تبدو مستحيلة، إذا قارنا أزمة الشرق الأوسط بأزمات السودان- طبعاً الداخلية- في هذه المقارنة قد نشعر أننا أجحفنا كثيراً، لكن دعونا نرجع للعام 1998 كبداية حقيقية للمبعوثين الأمريكيين ففي ذلك العام تم بصورة رسمية تعيين مبعوث أمريكي خاص للسودان وكان هاري جونسون وذلك بعد ضرب مصنع الشفاء، خلفه في عام 2001 مبعوث جديد وكان دانفورث ثم ناتسيوس في عام 2006 خلفه في عام 2008 وليامسون ثم سكوت غريشن الذي خلفه الآن بريستون ليمان،وبذا بلغ عدد المبعوثين الأمريكيين للسودان(6) مبعوثين خلال (13)عاماً مقارنة ب (6) مبعوثين للشرق الأوسط خلال (40) عاماً،،ألا تلاحظون أننا تفوقنا على أزمة الشرق الأوسط. عندما فكّرت الإدارة الأمريكية في ابتعاث ممثل خاص للسودان كانت الأهداف الأساسية تحسين العلاقات السودانية الأمريكية التي ازدادت سوءًا بعد ضرب مصنع الشفاء،، لكن هل تستشعرون ثمة تغيير إيجابي طرأ على علاقتنا بالولايات المُتّحدة..؟؟ بل على العكس، الحكومة تخسر كثيراً ودون مقابل ولعل أكبر هدف تحقق للولايات المتحدة هو اتّفاقية سلام نيفاشا والتي بتوقيعها متضمنة بند تقرير المصير، ضمنت الولاياتالمتحدة انفصال جنوب السودان، وهذا هدف ليس هيّن بالنسبة للولايات المتحدة إن كان ذلك بإرادتنا أم غير ذلك ففي كل الأحوال بند تقرير المصير حقق مكسباً أمريكياً إستراتيجياً .إذاً لا العلاقات تحسنت ولا أزماتنا الداخلية تحلحلت بل تعقدت أكثر مما كانت عليه في السابق. وباستثناء وقف الحرب في الجنوب فأوضاع السودان تزداد تعقيداً. بعد التوقيع على نيفاشا اشتعلت دارفور وبدأ يتصاعد عدد المبعوثين لدارفور ولا ننسى هنا أيضاً حكاية الوسطاء....مبعوث خاص للأمم المتحدة، ممثل للجامعة العربية، ممثل للاتحاد الأفريقي...ثم..رئيس لجنة الحكماء ثامبو أمبيكي..وسيط بين شريكي نيفاشا، ثم الوسيط جبريل باسولي في مفاوضات الدوحة التي في الأصل تدخل فيها دولة قطر أيضاً كوسيط. ولا ننسى أيضاً مبعوثي الدول الأخرى والذين يعزون تعدد المبعوثين الأمريكيين وكثرتهم لدهاء قادة الحكومة السودانية وصعوبة ترويضهم، يضحكون على أنفسهم لأن الولاياتالمتحدة يكفيها من السودان انفصال جنوبه،،،حسناً فلينظروا إلى ممثلي ومبعوثي ووسطاء أزمة دارفور، أهذا أيضًا دهاء .؟؟ ألا ينبغي أن تراجع الحكومة مسألة كثرة المبعوثين والوسطاء والممثلين في السودان، حتى لا نفاجأ بوسيط لكل أسرة ومبعوث لكل مواطن،لأن بالفعل هذا ما تبقى..فهل بالفعل أزماتنا لا يُمكن حلها إلا بدخول وسيط أو حضور مبعوث خاص.؟ طبعًا لا...لأننا لو تتبعنا خط سير أزماتنا نجد أنّها تحولت إلى أزمة بعد دخول الوسطاء والممثلين..أزمات السودان هي من صنع أيدينا لذلك حلها لن يكون إلا بأيدينا، فلن ينفع معها وسيط ولا ممثل ولا مبعوث. التيار