تسود البحرين منذ الرابع عشر من فبراير توترات أمنية بسبب ما يعرف بحركة التغيير المتمركزة بالعاصمة البحرينية المنامة.. بدأت الحركة نشاطها مستشفة نجاح الثورات التي قامت بتونس ومصر وكانت في بداية الأمر تحاول الظهور للإعلام الخارجي على انها ثورة شعبية خالصة محاولة إخفاء البعد الطائفي المتمثل في كونها ثورة تتبناها الطائفة الشيعية.. ولكن بعد قيام ما يعرف بتجمع مسجد الفاتح الذي أمه أكثر من \"300\" ألف مواطن بحريني من الذين ينتمون للطائفة السنية الأمر الذي أدى إلى بروز البعد الطائفي. بدأت الإحتجاجات بالمطالبة بتغيير الدستور ومناهضة التجنيس وحل مشكلة الإسكان ولكن إرتفع سقف المطالبات لأعلى مستوياته بالمطالبة بإسقاط النظام بعد ليلة دامية بين المحتجين وأفراد الشرطة، حيث قامت قوة من أفراد الشرطة بمداهمة موقع المحتجين في الساعة الثانية صباحاً وهم نيام الأمر الذي أدى لحدوث حالة من الهلع وسط المحتجين مما أدى لسقوط عدد من الضحايا من الطرفين. على خلفية هذه الأحداث تم نزول عدد من الآليات العسكرية التابعة لقوة دفاع البحرين في محاولة لحفظ الأمن والإستقرار في المملكة لكن تم سحبها بأمر من ولي عهد البحرين نائب القائد العام لقوة دفاع البحرين الذي قام بإعلان مبادرة للحوار .. لكن تعنت الجمعيات السياسية المعارضة وإصرارها على عدم الجلوس على طاولة الحوار كان السبب الأساسي في تأخر إيجاد الحلول للأزمة التي تسببت بخسائر إقتصادية كبير خاصة في قطاع السياحة الذي كان الأكثر تضرراً حسب التقارير الإقتصادية .. هذا التعنت أعزاه البعض إلى قوة تأثير التدخل الخارجي على المعارضة البحرينية والمتمثل في إيران التي تحاول عدم الظهور العلني على الساحة وتلعب دور الجندي الخفي ولكن هي حاضرة بقوة من خلال قناتها قناة العالم الفضائية التي أظهرت وبوضوح عدم حياديتها من خلال بث لقطات قديمة والتركيز على إبراز عبارة إسقاط النظام وقطع المكالمات الهاتفية المؤيدة للأنظمة العربية وتدخلها في الشأن البحريني والسعودي وكافة الدول العربية التي بها توتر .. وضح جلياً الأطماع الإيرانية وسعيها لإيجاد موطئ قدم في البحرين والمنطقة العربية وهذا ما لن تسمح به المملكة العربية السعودية وقطر وهم الدولتان الأقرب للبحرين وبالطبع باقي مجلس التعاون الذي أعلن عن تمويل البحرين بعشرة مليار دولار لتخطي الأزمة... ولم يكن الدعم مالي فقط حيث تواردت أنباء عن وصول قوة درع الجزير من المملكة العربية السعودية وهي قوة دفاع مشتركة بين دول مجلس التعاون.. الأمر الذي ينذر بإحتمال وقوع المزيد من الضحايا مما يؤدي إلى تفلت أمني الذي ربما تعتبره إيران فرصة نادرة للصيد في المياه العكرة منتهزة تأزم الوضع والتدخل عسكرياً .