حديث المدينة ولو.. بالمذاكرة..!! عثمان ميرغني يا سبحان الله.. حسني مبارك.. ذاك الإسم الرهيب الذي كان مجرد ذكره في مصر يرهب الأذان.. جاء الزمان الذي يستدعيه النائب العام المصري ليمثل للتحقيق.. ويقرر حبسه (15) يوماً على ذمة التحقيق.. أما \"جمال وعلاء مبارك\".. جرهما النائب العام رأساً إلى السجن الأشهر في مصر.. سجن (مزرعة طرة).. الذي (ياما) رأيناه في الأفلام المصرية.. وسمعنا عنه في كل العهود المصرية التي أودعت فيه المعارضة من كل الطيف السياسي المصري. والعبرة في الأمر.. ليس (الشماتة) على العائلة المالكة المصرية.. وهي (مالكة) لأنها لم تكن تحكم بل كانت (تملك) مصر.. بشعبها وثرواتها.. لكن العبرة في أن (سيادة القانون) في مصر وصلت الحد الذي يجعلها دولة حرة في مصاف الدول الحرة مثل- ويا للحسرة- إسرائيل.. ربما الفرق الوحيد بين حالة مصر وحالة إسرائيل.. أن مصر (جابتها) بالمذاكرة.. وإسرائيل ب(الذكاء) على رأي النكتة.. التي تحكي أن تلميذين في المدرسة كانا دائماً يشتركان في المرتبة الأخيرة (الطيش).. لكن المشكلة أن أحدهما كان مجتهداً يذاكر طوال العام.. بينما الآخر مهمل لا يستذكر دروسه مطلقاً.. وتأتي الإمتحانات فيشتركان في نفس الدرجة (الطيش).. فكان التلميذ المهمل يسخر من زميله المجتهد فيقول له (أنت بتذاكر ليها.. لكن أنا بجيبها بالذكاء). مصر احتاجت لثورة شعبية عارمة.. كابد فيها شعب مصر و(ذاكر دروسه) بكل جد.. حتى أطاح بالنظام.. وتحرر وصار يقدم رئيسه وابنيه للمحاكمة.. ويدخلهما سجن مزرعة طرة.. أما إسرائيل.. فهي بلا ثورة شباب ولا شيوخ.. و بلا فيسبوك ولا يحزنون.. ودون أن تطيح برئيسها.. فهي تمارس فضيلة محاكمة رموزها وقياداتها وهم على سدة الحكم حتى قبل أن يهربوا إلى شرم الشيخ.. أمس قرر المحامي العام الإسرائيلي توجيه الاتهام بالفساد ضد وزير الخارجية (أفيغدور ليبرمان).. ولن يرفع إسرائيلي واحد حاجب الدهشة وهو يقرأ الخبر في الصحف.. بل ربما يقول في منتهى البرود (ويعني!! ) إذ سبق قبل هذه الواقعة توجيه الاتهام لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق (ايهود أولمرت) نفسه.. بل وحققت معه الشرطة الاسرائيلية وهو في سدة الحكم.. ووجه الاتهام للرئيس الاسرائيلي ثم استبعد من المنصب.. أما رئيس الوزراء الحالي (بنيامين نتنياهو) فقد قررت لجنة رقابة الدولة في إسرائيل يوم الثلاثاء 5 أبريل 2011م الماضي بدء تحقيق معه بشأن حصوله على تمويل غير مشروع لرحلاته في الخارج.. مجرد (شوية فكة) لرحلات خارجية... كل هذا بدون (مذاكرة) ولا ثورة شباب.. ولا (لقد هرمنا) من أجل هذه اللحظة التأريخية. نحن في حاجة ماسة لمثل هذه الأحاسيس.. إحساس أن الناس سواسية أمام القانون.. يستوي الرئيس إذا قتل المتظاهرين في ميدان التحرير مع أي بلطجي يقتل أي مواطن مصري في حي \"الباطنية\" بالقاهرة.. حتى ولو بالمذاكرة.. الصحافة