[email protected] الصحافة: وكالات : اعتبر رئيس حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، أن الحديث عن إسقاط النظام في البلاد عبر المظاهرات «يحتاج لتدبر؛ لأن السودان ليس مثل مصر وتونس، لأن الجيش في مصر وتونس مهني، أما الجيش السوداني فمؤدلج، كما أن التركيبة في نظام الحكم في السودان مختلفة .... هذا ما أتتنا به الأنباءُ من حفيد الإمام المهدي ، و الذي لا أظن أنه لا يعلم أن الإمامة قد وصلته عبر دماء و شهداء منهم حوالى 10 ألف قضوا نحبهم مزينين بالشهادة في سبيل وطنهم و ذلك خلال أقل من ساعتين بكرري. و يطول الصف إلى لحظة إستشهاد الخليفة التعايشي و مقاومات دقنة و علي دينار و ود حبوبة .. إلخ و من سؤ حظ الإمام الحالي أن النظام القائم هو الذي اختطف منه سلطة وصلها ديمقراطياً عن طريق إنتخابات شعبية تمت في الهواء الطلق ، فكان طلقُها مولوداً تسنم هو رئاسة وزراء سلطته . كما أن من سؤ حظه أن البلاد لم تعد البلاد بعد إنفصال الجنوب ، الإنفصال الذي ما كان لينتظر لولا قيود الإتفاقية التي وقَّتت جعله ممكناً . و أن البلاد لم تعد البلاد و أكثر من 20 ألف جندي أجنبي بكامل عدتهم و عتادهم الحربي و سندهم الدولي يتواجدون داخل أراضي البلاد .. و هو ما سما الإمام شخصياً إحتلالاً ! ماذا يسمي حفيد الإمام الإمام ، أو بماذا سمى وجود نظام قائم على إغتصاب سلطة .. ألم يسمه إستعماراً قبل ذلك و إحتلالاً !؟؟ لا ثورات دون دماء . هذا ما يعلَمه و ما قالت به القواعدُ و أبدت له كامل الإستعداد جهرةً حيثما ذهب الإمام ، فسمعه واضحاً جلياً من قواعد حزبه ، أو قواعد الأحزاب الأخرى فالشعوب لا تحسن تمويه الكلام .. فهو يأتي منها مباشراً طازجاً عاصفاً و صافعاً . هكذا سنصدِق ، يا صادق ، ما يقول به بعضُ منتسبي المؤتمر الوطني بإن الكيكة كيكة السلطة متى ما عُرضت فما من لعاب يملك ألا يسيل .. و خصَّوك كثيراً بهذا القول الذي نافحنا كبداً لننفيه ، و ها أنك تبدو كغير راغب في مساعدتنا في نفيه !! فبهذا الذي تقول تجعلنا أقرب لتصديقهم .. فهو يأتي بعد سيول من الشتائم التي كالوها لك بلا حصر و عد ، و قمع غير رحيم لشعبك و لأفراد حزبك و لم تنج منه حتى أسرتك . عليه كل الذي نرجوه منك أن تحزم أعوادك و تحسم أمرك : فأما أنت معنا ، و أما أنت معهم ، فعلى كل ستترتب أشياءُ نعلمها و تعلمها و هم يعلمونها. أما قولك بعدم إمكانية إسقاط النظام في البلاد عبر المظاهرات و هلمجرا ، فهذا مما لاتصدقه أنت ، حتى و إن كان مناجاةً بينك و بين نفسك ، هذا لو أعدت قراءة التاريخ .. تاريخ بلادك لا تاريخ البلاد الأخرى إن شئت فتلك شعوب علمت طريقها ، و هي به تيسير حتى تبلغ الوصول. .... وأوضح المهدي، في حوار مع «العربية.نت» أنه يوجد بالسودان أكثر من 50 فصيلا مسلحا في دارفور والجنوب ومناطق أخرى، وهذا معناه ان الحالة التي يمكن ان تحدث في السودان ستكون شبيهة بما حدث في ليبيا واليمن. .... أولئك قوم طلبوا الإنعتاق و يدفعون مهره الذي علموه قبل أن يبدأوا خطوتهم الأولى .. و لا أظنني في حوجة لأن أذكرك أننا معلم كل الشعوب التي ذكرتها لماذا و متى و كيف تكون الثورات و الإنتفاضات .. فقد أنجزناها في أكتوبر 1964م و في ابريل 1985م و ليس فقط عن طريق التظاهرات أو المظاهرات .. فللشعوب إبداعها. و هذا الذي تقول : أن الحديث عن إسقاط النظام في البلاد عبر المظاهرات «يحتاج لتدبر مقروناً بالذي يليه : واضاف «لهذا نحن نقول يجب بحث كل الوسائل الممكنة التي يمكن أن تؤدي إلى حل استباقي وتجنب سفك الدماء»، وزاد «لكن مع استمرار سياسات الحزب الحاكم وعدم تغييرها، فسيكون وقوع هذه المواجهات حتمياً». مقروناً ب : واكد المهدي أنه لا يتوقع اتفاقا بين حزبه والمؤتمر الوطني قريبا مقروناً ب : «إحدى المخاطر الجديدة أن الشعب العربي اكتشف سلاحا جديدا لمواجهة الأنظمة وهو الوجود الشعبي الكثيف كدرع بشري، وأيضا الدور الاعلامي الكاشف لهذه المسألة وهذا أصبح رادعا، وهناك رادع آخر وهو الدور الدولي، وهذا كله يمكن أن نسميه سلاحا جديدا، بإمكانه تدويل القضية إذا تعنت الحكام كما حدث في بعض البلدان». مقروناً ب : واكد المهدي أنه لا يتوقع اتفاقا بين حزبه والمؤتمر الوطني قريبا «لأن ذلك رهين بحدوث اختراق في القضايا الجوهرية المختلف عليها». إلا أنه افاد بأن حزبه سيحسم الحوار مع المؤتمر الوطني قريبا بالاتفاق أو بالاختلاف. فإن هذا الذي تقول مما يصب في مجريين : 1) أنك تناور إن لم نكن خشنين فنقول إنك تبتز المؤتمر الوطني و أنت تجالسه عالماً بضعفه . فما بين نفي إمكانية إسقاط النظام مروراً بوجوب بحث كل المسائل الممكنة ثم حتمية المواجهة إذا لم يغير المؤتمر الوطني سياساته و لم تحدث إختراقات للقضايا الجوهرية المختلف عليها (نقرأها خفض المؤتمر الوطني سقف شروطه و رفع سقف تنازلاته) .. و رجوعك لسلاح الشعوب الجديد (الدرع البشري) و سنده إعلامياً و دولياً. 2) إنك تتناقض ، إذ أن كلامك يناقض بعضه بعضاً .. فهناك \"إستحالة\" و في نفس الوقت ثمة \"إمكانية\" لثورة تعلمها و يعلمونها ! نعيد المناداة و النداء أن أحزم أعوادك و احسم تردادك .. و أرحنا من أرجحة هذا البندول الذي ما احتملناه إلا عشماً و رجاءً أن يستقر على هوى شعبه. فنحن قد حسمنا أمرنا و حزمنا أعوادنا و ننتظر بشوق أن نُعْجَم.