هناك فرق. التاريخ يعيد نفسه بتأفُّف ..! منى أبو زيد المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي الصيني وقعا على أربع سنوات أخرى من التعاون المشترك، وهذا يعني – بحسب الصينيين - (أن الأطراف حريصة على تجديد الصداقة والعلاقة المتميزة بين الشعوب، وإن السياسات الداعمة لبعضها البعض لن تتغير مهما تطورت أوضاع المنطقة) .. وهو يعني كذلك بحسب ناسنا – (قيام الحوار الإستراتيجي الضروري والعاجل بين الحزبين، وأهمية التشاور حول العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية على مستوى الحزبين) ..! لاشك أن حزب المؤتمر الوطني يفتقر إلى مبدأ التشاور ويعاني جدباً مريعاً في مفهوم العلاقات على إطلاقه، وهذا يعني أن المطلوب من الإخوان في الحزب الشيوعي الصيني كثير جداً.. على الأقل دورات تدريبية مكثفة في مجال التصريحات السياسية، والمواقف الرسمية من مزالق ومهالك النزاعات بين بعض الدول وبعضها من جهة، وبين بعض الحكومات وشعوبها من جهة أخرى ..! مركز التدريب هو وزارة الخارجية الصينية التي ظلت تحافظ على علاقاتها الدبلوماسية مع أغلب الدول في العالم دونما إفراط أو تفريط .. تعلن دعمها لعملية السلام في الشرق الأوسط لكنها تؤكد تمسكها بالحل السلمي لأزمة الملف النووي الإيراني وترفض مبدأ فرض عقوبات دولية على السودان .. تقبل الحوار مع أمريكا حول حقوق الإنسان، لكنها تنتقد الموقف الأمريكي من حلول أزمة التغيير المناخي .. فضلاً عن كونها دولة عظمى، تدعم وتساند فوق رأي .. وتشجب وتندد فوق أكبر احتياطي نقد أجنبي في العالم ..! لماذا لا نبدأ بيوم أمس الأول .. ذات التوقيت الذي أعلن فيه وزير الخارجية البريطاني سحب الدعوة التي أرسلت إلى السفير السوري لحضور زفاف الأمير وليام، بعد تفاقم أحداث القمع والقتل ضد المدنيين في سوريا، أعلن وزير الخارجية السوداني عن دعم السودان لحكومة الأسد واصفاً ذات الأحداث (إطلاق النار على المتظاهرين في ست عشرة مدينة) ب (المؤامرة الدولية) على سوريا، للنيل من مواقفها القومية المشرفة في وجه الاختراق الصهيوني والاحتواء الغربي ..! معلوم أن المواقف القومية للدول شأن، وأن السياسات الداخلية للحكومات شأن آخر، وأن المواقف التاريخية المشرفة لا تعفي أية حكومة في العالم من مسؤوليتها عن قتل المواطنين، فكيف بالله عليكم يمكن لحكومة – عندها ما يفيض عن احتمالها من الاتهامات والعداءات الدولية – أن تستعدي شعوب العالم بكل ذلك الاطمئنان المحير، وأن تتخندق في صف حكومة فتحت النار على المتظاهرين وقتلت أكثر من خمسمائة نفس بريئة، لأنها خرجت إلى الشارع لتقول بغم ..! الشعب السوداني لا يزال يدفع ثمن موقف ذات الحكومة من حرب الخليج الأولى في مطلع التسعينيات .. وهو الذي سيدفع – أيضاً - أثمان ما يسجله التاريخ عن موقف حكومته من حركة التغيير التي تقودها الثورات العربية ..! لعل الرفقاء في الحزب الشيوعي الصيني ينظرون في اقتراح دورة العلاقات الدولية للإخوان في المؤتمر الوطني ؟! .. فيدركون هذا الشعب قبل أن يعود إلى عزلته الإجبارية (مطلع التسعينيات) .. فيفقد عنب الشام وبلح اليمن ..! التيار