من هو الشهيد؟؟ عصام مبارك الجزولى [email protected] لقد درج أهل الانقاذ ومنذ استيلائهم على السلطة فى 30يونيو 89 على منح لقب (شهيد) لكل منسوبى الحركة الاسلامية ومنسوبى الجيش والامن والشرطة والدفاع الشعبى بعد أعتبار الحرب الاهلية الدائرة فى الجنوب (جهاد) فى سبيل الله وتحويل الحرب الى حرب دينية أقاموا لها أعراس الشهيد لاغراء الشباب والشيوخ للانخراط فى صفوف الدفاع الشعبى لنيل احدى الحسنيين النصر أو الشهادة والفوز بالحور العين ودعوة اهل الشهيد للاحتفال بعرسه حتى لو كان من المتزوجين وكانت تلك محدثة وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النارورغم اندفاع الاف الشباب للقتال فى الجنوب لنيل الشهادة والزواج من الحور العين الا أن الشيخ الترابى وبعد المفاصلة أفتى ان من قتل فى حرب الجنوب ليس بشهيد ولا يحزنون انما هو مجرد فطيسة !! ونحن هنا بصدد مناقشة وصف لقب ( شهيد) من وجهة النظر الشرعية وتقرير ما اذا كان ينطبق على من قتل فى حرب الجنوب من العسكريين و المدنيين أم لا ؟ المعلوم أن حرب الجنوب الاولى عام 1955 والثانية عام 1983كانت تمردا عسكريا من ابناء الجنوب ضد الحكومة المركزية فى الخرطوم بسبب ما اعتبروه تهميشا وظلم وقع على ابناء الاقليم الجنوبى وأنتهى التمرد الاول باتفاقية اديس ابابا عام 1972 وكان من الممكن ان ينتهى التمرد الثانى باتفاق الميرغنى قرنق عام 1988لولا انقلاب الجبهة الاسلامية التى حولت الحرب من حرب سياسية الى حرب دينية ومن المعلوم أن الشهيد وفق الشريعة هو كل من :- 1- قتل فى الحرب بين المسلمين والكفار 2- كل من قتل دون ماله 3- كل من قتل دون عرضه 4- كل من مات حريقا 5- كل من مات غريقا 6- وبما أن حرب الجنوب ليست حربا بين مسلمين وكفاربدليل وجود مسلمين فى صفوف المتمردين ووجود مسيحيين فى صفوف الجيش الحكومى وانما هى صراع على السلطة والثروة بين مواطنيين فى بلد واحد فأن صفة (شهيد) لا تنطبق على من قتل من الطرفين ومن الواضح جدا أنها استقلت من قبل أهل الانقاذ لحسم التمرد عسكريا وهى من قبيل استقلال الدين لاغراض السياسة وليست هى لله كما يدعون وقد اضافوا من عندهم صفة جديدة للشهيد وهى كل من مات أو قتل من أعضاء الحركة الاسلامية قبل عام 1999 عام المفاصلة من وجهة نظرالمؤتمرين ( الشعبى والوطنى) و حتى الان من وجهة نظر المؤتمر الوطنى بغض النظر عن الطريقة التى مات أو قتل بها لان كل أعضاء الحركة (مجاهدون) وغيرهم خلاف ذلك فنسمع بالشهيد مجذوب الخليفة ولا نسمع بالشهيد عمر نور الدائم أو الشهيد محمد الازهرى رغم ان جميعهم عليهم الرحمة مسلمين و ماتوا فى حادث حركة أم الاغرب من كل ذلك أن من يقتل الان من منسوبى الجيش أو الشرطة أو الامن فى حرب دارفور يوصف بالشهيد من قبل الناطق بأسم القوات المسلحة فتسمعه يقول قتلنا منهم ثلاثة واحتسبنا ثلاثة شهداء رغم أن متمردو دارفور مسلمين والحديث النبوى يقول اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار والان اختلف اثنان من كبار العلماء والفقهاء حول وصف مقتل بن لادن حيث وصفه الدكتور عبد الحى يوسف بالشهيد ووصفه الدكتور يوسف الكودة بغير الشهيد ولا تجوز الصلاة عليه ؟؟ فالشهادة أصبحت محل للمزايدة السياسية ويحددها الحزب الذى تنتمى اليه كما اصبحت كصكوك الغفران يوزعها الحزب الحاكم حتى خارج الحدود لمن يؤيدونه ويضن بها على من هم داخل الحدود ويعارضونه !!