في التنك تغميسة في رائحة الشواء بشرى الفاضل [email protected] لعلكم تذكرون الحالة الفكهة عن ذلك الشخص الجائع الذي لم يجد مايشتري به شيئا لعشائه فوقف في اتجاه الريح في مطعم تفوح منه رائحة شواء وصار يقطع من رغيفة خبز هي كل ما استطاع شراءه في تلك الليلة.. لقمة.. لقمة ويلف بها في خياله الوهمي قطعة قطعة مستعيناً برائحة الشواء التي ضمخت جوانحه وهكذا صار يأكل بهناءة وهو يغمض عينيه حتى يتسرب أشهى الطعام إلى أمعائه المتحفزة.حيلة بارعة دون شك ولا يستطيع صاحب المطعم المطالبة بثمن رائحة طعام شهي. الشيء نفسه يحدث الآن في وزارة التربية والتعليم بالسودان حسب ما أفادنا به الدكتور المعتصم عبدالرحيم عبر قناة النيل الأزرق قبل أيام إذ تفتقت عبقرية الوزارة عن حيلة بارعة تقوم على أساسها بتسجيل التجارب العلمية التي تجري بمعامل المدارس الغربية في أغنى الدول الغربية وهذه التجارب تتم بأحدث تكنولوجيا طبعاً ويتم نقلها في شرائح الكترونية عن طريق تصوير متخصص أما التجارب فقام بها أساتذة متخصصون وطلاب على مستوى العالم بحيث يشاهدها تلاميذ المدارس الثانوية عندنا ومعلمو الكيمياء والفيزياء والأحياء المغلوب على أمرهم المفتقرة مدارسهم للمعامل .وهكذا تتم المشاهدة بصورة سلبية ويتم الإعجاب بالبراعة في صمت وربما يصفق التلاميذ ومعلموهم معهم بعد نجاح كل تجربة من زملائهم في القرية الكونية . بهذه الكيفية يستوعب تلاميذنا التجارب المعملية في صورتها الرقمية ويمكنهم استنساخها(إذا بتريدوا) كما قال الدكتور في أقراص مدمجة لمشاهدتها المتكررة في (لابتوباتهم ) فيما بعد حين يعودون إلى منازلهم. طريقة مبتكرة تستعيض بها وزارة التربية والتعليم عندنا في السودان عن انعدام رائحة (الفسفور واليود وكلوريد البوتاسيوم ) الفعلية في مدارسنا الثانوية برائحة الشواء الرقمية ؛ وهذا على كل حال أفضل من (أكل العيشة قروض)كما يحدث الآن بعد أكثر من عقدين في مدارسنا فمعلمو العلوم يقومون بتدريس الفيزياء والكيمياء والأحياء نظرياً فقط في انعدام المعامل ومقوماتها بينما كانت معامل المدارس النموذجية أيام حنتوب ووادي سيدنا وخورطقت تعادل - منذ عهد الإنجليز- معامل الجامعات وهذه الأخيرة باتت معاملها ترنو ببصرها للأسافير أيضاً علها تظفر بشواء . تصحرت مدارسنا من كل مقومات المواد العلمية والجمعيات العلمية والأدبية والميادين الرياضية المساعدة للتلاميذ تربوياً وأصبح التلميذ كائن صغير يحمل كراساته (رايح جايي) ؛ أما كتبه المدرسية فطباعتها رديئة وألوانها كالحة وعتاد التلميذ هذا مع ذلك يشكل نصف مدرسة أما نصفها الآخر فهو المعلم طبعاً . أما عن الايه؟ اللابتوب؟ قال لابتوب قال...... ______________ نشر بصحيفة الخرطوم ؛ يوم الإثنين