[email protected] لحظة انطلاق أول طلقة كان المركز يستذكر غزوة بولاد وكيف وصلت الى مشارف جبل مرة..وكيف تم ايقافه فى اللحظة الحاسمة كيف شارك الاهالى فى صد العدوان..وكيف وظف الدين فى النيل من اخ الامس عدو اليوم مسؤول الاقليم لدى الجبهة الاسلامية ابان الدمقراطية الثانية..وكيف تحول القيادى الاخوانى من اليمين المتطرف الى الخيانة والقتال الى جانب العدو وقائد تجريدته الى غزو الاقليم الذى كان مسؤولا عن نشر الثقافة الاسلامية والجهادية فيه. ليس مستغرباء بعد تلك الخلفية ان يتولى بعض المتنفذين فى المؤتمر الوطنى سياسة قطع القربى بينهم وبعض القبائل بالاقليم والتعامل معها مظنة انهم ربما اعادوا ذات السيناريو القديم فكانت اللغة العدائية والنظرة الاستعلائية وكان الخسران. كيف بداء النزاع ومن المسؤول عن التصعيد؟..وكيف صارت الازمة من (شكلة) بين افراد الى قضية تحقق فيها المحكمة الجنائية الدولية،اما كان اوفق للجميع ان لا تتحول القضية من تحكيم محلى الى نزاع اقلمى وعالمى يتبناه مجلس الامن والامم المتحدة وتتسع فيه مساحة الاستقطاب شرقا وغربا وافريقيا.. كيف تحول اقليم منتج الى اقليم فقير يتسول الناس ايواء اهله وغوث ملهوف وايجارة ابنائه الذين تفرقت بهم السبل حتى وصلو الى نقطة اللا عوده أسئلةكثيرة تخرج من بعضها تخرج كالرصاصات القاتلة..انتظم الاستقطاب لبعض الدوائر والقبائل وتقريب ابناء بعض القبائل على حساب الولاء الجمعى الى النظام وكان السؤال القنبلة ( قبيلة الفوركخيط سل من ثوب الانقاذ ) وانفضى الاجتماع الذى كان مقدر له نزع فتيل الازمة واتسع الفتق وصار كل اهل الاقليم متهمين بالعون والتأيدلحملة السلاح. لماذا لم تفلح جهود الساعين لتجنيب الاقليم الانحدار الى شفير الحرب للمرة الثانية؟..اين ذهب تقرير اللجان التى قامت بحوار حملة السلاح وتوصياتهم؟ اين اوراق توصيات مؤتمر الفاشر ولماذا لم تدخل قيد التنفيذ حينها؟..من بعد ذلك هل سمعتم بلجنة مولانا دفع الله الرشيد؟..هل سمع الناس لتقرير الثنائى مسار ونهار؟..ولجان واجتماعات تقوم وتنفض والتخطيط اصبح بأيدى (الابالسة) وحدهم. كيف يمكن ان تصبح الاتفاقيات التى تبرم بالنهار وتنقض بالليل،من اشترى الاقليم واهله ليبيع فيهم ويعمل فيهم الة الموت ويحكم عليهم بالتيه فى معسكرات النزوح واللجوء؟..كم هى حصيلة الموتى دون مغالطات الرسمين والمنظمات الانسانية،كم عدد النازحين واللاجئين من ابناء الاقليم؟..كم قرية احرقت وكم نفس ازهقت وكيف تحولت بعض مدن الاقليم الى سكنات للجيش الشادى وبعضها لمهندسى الحرب لماذا لم يتحدث الصامتون من ابناء الاقليم؟.. فى اول ايام الانقاذ انخرط جموع اهل الاقليم فى التفاف نادر و اصتفاف هادر لم يكن للحكومات الاسبق مثله من التوالى والتأيد حتى للجبهة الاسلامية التى حصدت بعض الدوائر من بين فكى الحزبين الكبيرين وفى اصقاع مختلفة رغم ذلك لم يسلم الاقليم من الحرب الاولى ومن تسليح الاحزاب لبعض القبائل ضد بعض فى موامرة واضحة لكسب الانصار والمأيدين. اقليم لم تقدم له الحكومات المتعاقبة الا القتل والتشريد تطارده لعنة التمزق حين بعد حين حتى المشروعات التى تحسب على اصبع اليد الواحد قد تعطلت (البان بابنوسة – جبل مرة الزراعى) .الطريق الحيوى رغم تمويل الاهالى دخل معترك السياسة فراح السكر (سكر فى موية). حتى المدارس التى كانت تخرج الطلاب الى جامعة الخرطوم كامل الدفعة يأتى احدهم وهو يحمل شنطة الحديد و(الفانوس) اصبحت لا تدخل الا قلة قليلة من الطلاب على الرغم من التوسع فى عدد المدارس الابتدائية والثانوى ولكن العبرة ليس بعدد المقبول فيها بل المتخرجين منها الى الجامعات؟..لن نقبل منطق كم مدرسة يحوى الاقليم قبل الانقاذ والذى يساوى عندنا كم كان يدخل الاقليم الجامعة ( مدرسة كتم الثانوية نجاح بنسة 100%ودخول الجامعة نسبة 100 %)الذى يساوى عندنا كم اصبح عدد سكان الاقليم الان وكم طفل لم تسعفه ظروف الحرب من الالتحاق بالمدارس وتلقى الدعم الصحى والاستقرار النفسى !!! اصبح الاقليم موطن للجهل والتخلف وتتحكم فيه الثلاثى الخطير (المخدرات – الحركات – الجنجويد )من لم يمت بالحرب مات بالفقر الذى انتشر ومن لم يمت بالحرب كذلك مات بالمخدرات والامراض اكثر من(مليون وستمائة وخمسون الف نازح داخليا) و203 آلاف لاجئ في معسكرات تشاد، اضافة الى 627 ألف متأثر بالصراع بطرق أخرى,أي أن المجموع يصل الى 2.6 مليون شخص، يشكلون ثلث سكان دارفور! تأثر اكثر من ثلث سكان الاقليم بالحرب مباشرة أذ يمثلون غالب الزراع فيه وتأثر الثلثين الباقى بويلات الحرب وأثاره المدمرة حيث تصاعدة الاسعار ارتفاعا وكثر تجار الحرب وتفشت الجريمة المنظمة (اغتيلات شحصية)شهدتها مدن الاقليم دون استثناء واتجار بالمخدرات والخمور المستوردة واسواق تداول السلاح وسط غياب تام لسلطة الدولة (سوق ابرم طاقيتك) الواقع غربى مكتب معتمد الجنينة. تفشى الرزيلة وتزايد عدد الاطفال اللقطاء وتهتك النسيج الاجتماعى حتى بات اوهن من خيوط العنكبوت هذه الحرب من اكثر الحروب وحشية، من قتل للاطفال والعجزة والنساء وقطع الاشجار ودفن الآبار ومن تدمير القرى و العلاقات الاجتماعية وطمس التاريخ والثقافة وتزيف للحقائق وفشو للعصبية والعرقية بين مكونات الاقليم وازدياد الاحتقار والنزعة الاستعلائية فى بقية السودان نفسه. على الرغم من الخسائر الفادحة فى الارواح والاموال لم يفتح الله على الحكومة ان تقدر حجم الفاقد من الناتج القومى اثر تطاول الحرب بالاقليم وعلى الرغم من بروز قضية سوق المواسير التى فضح جزء كيبر من التلاعب باقتصاد الاقليم والبلد عموما اذ تأثر كم هائل من ابناء الاقليم جراء سكوت الحكومة بالاقليم على ما يدور بسوق المواسير والذى لا يعفى الحكومة المركزية اذ ترد اليها التقارير كذلك. اهل دارفور لهم سهم كبير فى التنمية التى حدثت بالسودان منذ مشروع الجزيرة مرورا بالزراعة بالقضارف فهم الذين طبق عليهم قانون (الكامب)حتى اواخر ايام حكم نميرى فليس لهم حق زيارة العاصمة، واشيع ثقافة (الجنقوجورة )بعد ان عرف الاقليم من قبله بالمحمل وكسوة الكعبة المشرفة. صحيح ان الاقليم عانى من الظلم والتهميش والقصد المتعمد بضعف التنمية الا انه وقبل الحرب يعد اقليما منتجا ومساهما فاعلا فى الاقتصاد السودانى من خلال الزراعة والتجارة والرعى وان كثير من اثرياء السودان كونو ثرواتهم من الاتجار المباشر فيه. الا ان الغوث من داخل الوطن كان كدم الحجامة قليل ومتخثر بل كانت المنابر مشغولة بتأيد السلطان وغوث اهل غزة.لم نشهد تداعى اهلى لغوث اخوانهم بالوطن المسلمين بنسبة 100% حتى قيام الحرب اللعينة وظهور التنصير بين اهلنا حين لم يجدو ايادى المسلمين تمتد اليهم لتوقف الة الحرب والتقتيل العمد. ان ما يواجه الاقليم حرب معلنة واستهداف لا لبس فيه بتغير الهوية والتاريخ ومكونات المجتمع لم يكن اندلاع التمرد الا خيط تبعه اهل تنظيم (قريش) لفعل فعلتهم التى فعلو، وإن كان وقودها (الزرقةاو العرب)..نعم لقد أدرك إنسان دارفور البسيط عبر القتل والتشريد والالتجاء والنزوح، أن المسافة ما بين الاتفاق على سلام فى الاقليم وتحقيق السلام بعيدة ان لم تتواضع الحكومة على رشد التعامل ولكنها سوءات الانقاذ تلك الحقيقة التى تحتاج لألف كتاب وكتاب لندرك كنهها وحقيقة أمرها وحتى تعرف نفسها رحمة بالإنسان ورحمة بالعالمين. ان الارادة القوية والعزيمة الاكيدة التى بانت فى رعاية الدولة القطرية للمفاوضات حتى توصلت الى الوثيقة الاخيرة لهى طوق نجاة يمكن ان تسهم بصور مباشرة فى اعمار الدمار الذى لحق بالاقليم رغم تطاول الحرب ويمكن ان توقف الانقسام والتشرزم ومصالح الحركات الضيقة بعيدا عن اسماء القائدين فيها وان بروز اصوات ابناء الاقليم الصامتين بات ملحا لرتق النسيج الاجتماعى والمساهمة الفاعلة فى جعل خيار المصالح امر واقع دون نظر الى قبيلة او عصبية ضيقة بسبب الانتماء الى جماعات لم تسلم هى نفسها من المساهمة فى دمار الحياة وتخريب المدن والارياف، نعم نحن فى حاجة الى قيادات تنظر الى الام النازحين والمكلومين واصحاب الحاجات لا الى متغطرسين يرون ان الحل بهم ووفق رايهم،لم يكن الاستعلاء نهج المؤتمر الوطنى وحده بل الحركات كذلك تمارس استعلاء اقبح باصرارها وتعنتها فى الوصول الى سلام.