الحروب الإلكترونية والكتاب ... من الخاسر ؟! صوفيا حسن [email protected] تعودت على الذهاب إلى \" بوردرز بوك إستور \" بالقرب من محل إقامتى . أقضى الساعات الطوال فى المقهى أتصفح آخر الإصدارات قبل إتخاذ قرار الشراء . \"بوردرز\" ولسنوات طوال ظلت تقدم خدماتها لجمهورها من المحبين للقراءة والإطلاع . فيها الروايات وكتب السيرة \" بست سيلرز \" وكتب التاريخ والكتب العلمية بالإضافة إلى الدوريات والمجلات من متخصصة ومتنوعة بجانب الجزء الخاص بالموسيقى . جماهير بوردرز تجد معظمهم فى ال \" كوفى شوب\" الملحق بها كل منكب على مايحمله من الرف فيقرأ وهو يرتشف كوبا من القهوة أو الشاى أوالكابتشينو او كافية لاتيه أو عصير أو مشروبات غازية مع قطعة من الجاتو او الكوروسان أو البيجل أو ساندوتشات خفيفة . وتجد البعض مشغولا فى \"اللاب توب \" يحملق فى الإنترنيب أو يستمع إلى الموسيقى أو يشاهد اليوتيوب . الجو العام يوحى بالهدوء والطمأنينة بعكس يوم أمس الخميس الموافق 21 يوليو2011 حيث فى نهاية اليوم حوالى الساعة العاشرة مساءً كان البعض يبكى والآخر يواسى فى موقف درامى تساقطت معه دموعى . كانت الدموع تنساب من أعين الجميع بسبب أن الخميس كان آخر يوم ، بعده ستغلق \" بوردرز \" أبوابها وإلى الأبد ! لقد تأثرت الشركة بالتدهور الإقتصادى الذى تشهده الكثير من الدول بمافيها الولاياتالمتحدةالأمريكية . لقد عرضت شبكة بوردرز \" مجموعة مكتبات فى أنحاء متفرقة من الولاياتالمتحدة \" للبيع وبكل أسف أعلى مبلغ قدم لأصحابها كان 250 مليون دولارا . وكان على أصحابها الموازنة بين قبول ذلك المبلغ أو إعلان \" تفليسة \" وطبعا إعلان الإفلاس \" شابتر 11 \" فى مثل هذه الحالات يكون أفضل حيث ذلك بموجب حكم قضائى سيحول بين الشركة والجهات صاحبة الدين وعلى إثر ذلك تمنح الشركة فرصة سداد الديون بقدر إستطاعتها وذلك حسب القانون الأمريكى الذى يحمى أصحاب الأعمال . \" بوردرز\" شأنها شأن محلات بيع الكتب الآخرى ظلت لسنوات طوال تعانى من شبكة المعلومات التى تغولت على الكتاب بعد أن صار الكتاب أو الرواية أو الدورية أو المجلة فور صدورها تجدها على صفحات الإنترنت . وصار \" جوجل \" منافسا قويا للكتب والإصدارات الورقية . وبعد أن كان \" الكتاب هو الأنيس \" صار \" اللاب توب \" هو الأنيس والرفيق الذى لايفارق إلا عند النوم ! ومعه فقد الكتاب كما المجلة والجريدة تلك المكانة التى كانوا يتمتعون بها فى الماضى ولسنوات طوال . وعلى إثر ذلك توقف حال الكثير من المكتبات ودور النشر . بالطبع التكنولوجيا سهلت الحياة للمتلقى ولكنها خلفت من ضحايا أعداد كبيرة من أصحاب روؤس الأموال من الذين إستثمروا أموالهم فى صناعة الكتب والمجلات والجرائد . فى الماضى ، دخول الآلة سوق العمل كان لها ضحايا كثر . وفى ذات الوقت سهلت الآلة حياة الكثيرين من البشر . والآن تفعل التكنولوجيا المتمثلة فى برامج الكومبيوتر فعل السحر لدى المستخدمين المنتفعين بتلك التكنولوجبا ، ولا عزاء لأصحاب الأعمال المستند عملهم على الصناعات الورقية . وكما أن العملة الجديدة تطرد العملة القديمة من السوق ، هكذا تم إلحاق الهزيمة تلو الأخرى للإصدارات الورقية التى عجزت عن المنافسة فى سوق العمل . وهكذا بكينا بالأمس \"بوردرز\" ونتمنى ألآ تختفى الإصدارات الورقية من الأسواق . مع علمنا التام أن لامكان للعاطفة مع التكنولوجيا !