العصب السابع سلام \"مضروب\"..! شمائل النور أي أزمة وقعت على السودان في أي زمان كان فالنظام الذي يحكم هذه الفترة هو المسؤول مسؤولية مباشرة عن هذه الأزمة وما تبعها من أزمات، خصوصاً تلك النظم السياسية التي تنتهج \"الضراع\" في كل الأحوال وتنفرد بالعزف.. منذ أن نال السودان استقلاله عام 1956م، أُعتبر جنوب السودان جزءً له وضعه الاستثنائي الذي يختلف عن أي جزء من أجزاء السودان المختلفة، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى إثبات ولا يتحملها حزب سياسي معين ولا حكومة معينة، لكن هذا لا يعني أن يتملص حزب المؤتمر الوطني عن مسؤوليته المباشرة تجاه انشطار الوطن حتى لو أبى الاعتذار. انفصل جنوب السودان بعد أكثر من خمسين عاماً، دفع فيها السودان بمختلف بقاعه أرواح أبنائه ثمناً، نظير ماذا.؟ لا شيء.. أدرك الجميع وقتها أن الحرب ولو طالت فليس فيها رابح بل كل الأطراف خاسرة ولو ربحت نصراً مزوراً، حسبنا أن العقل رجحت كفته، فوُقعت اتفاقية سموها جزافاً (سلام شامل)، نعم فقد توقفت بفضلها حرب الجنوب التي عطلت جميع أنحاء السودان من التنمية وأقعدته دون الدول، لكن بالمقابل ماذا كسبنا... كسبنا فقدان ثلث الوطن في أعتى فضيحة في تاريخ السودان، ووالله إن الذي يُصبّر الناس على هذا الإنشطار المر ما هو إلا بلوغ السلام طالما أن السلام لن يتحقق تحت سقف واحد، لكن الواقع أننا خُدعنا باسم السلام كما خُدعنا قبله بشعارات كثيرة، وسكتنا على هذه الجريمة التاريخية التي سُميت تقرير مصير، لتعلن دولة جنوب السودان من هنا، وتشتعل الحروب من هناك، نعم الحروب، وليس الحرب، فالذي يحدث بجنوب كردفان وأبيي هو لا يقبل أي مسمى آخر، هي حرب بين جيشين لدولتين مختلفتين.. فأما النيل الأزرق الواضح أنها جاهزة للحرب وحماس عقار يفوق حماس الحلو في جنوب كردفان. استصغرنا الأشياء أو ضخمناها...إنها الحرب تعود من جديد وأشد ضراوة، وإن لم نسمع صوت العقل ونضع حداً حاسماً لهذه الفوضى والأصوات العالية التي يحكمنا حماسها الآن، سوف تعم الحرب جميع أنحاء السودان، وسوف لن يحدث شيء غير أن الجميع يتفرج، والشعب ينتظر نبي الله الخضر حتى يفك الله كربته. إن الوضع الحالي في السودان وهو في سلامه بات أسوأ من الوضع أيام الحرب الحقيقية، الآن السودان كله يشتعل، دارفور لم تطو صفحتها بعد، تشتعل جنوب كردفان وتنتظرها النيل الأزرق على جمر لا يرحم، هل تنتظرون أكثر من ذلك حتى تصدقوا أنها حرب، أيعقل يا قوم أن ندفع ثلث الوطن وثلث موارده فاتورة سلام ثم ندرك أننا خُدعنا بعد أن دفعنا هذا الثمن الباهظ.؟ ليكتشف كل الشعب أنه ليس إلا سلام مضروب. القول الحق.. أن يراجع المؤتمر الوطني كل سياساته المنتهجة حالياً والتي أوردت البلاد والعباد مورد هلاك، والواقع بين أيدينا لا يحتاج إلى كثير إثبات، ولابد أن يحاسب المؤتمر الوطني نفسه مرة واحدة بدلاً عن محاسبة هذا الشعب المغلوب على أمره وجلده صبيحة كل يوم، السودان الآن يحتاج إلى حل إسعافي لا يتحمل الانتظار أكثر من ذلك، وإلا فواتير أُخر لسلام مضروب. التيار