حتى زوال النظام سقف الوطن د. على الكنين اود فى هذا المقال أن اتطرق الى قضية الوطن والوطنيةالتى يدور الكثيرون ويلفون حولها، والتى يعرفها ويعرفها “بضم الياء وبالتشديد وكسر الراء" كل مواطن. فهى أرض وكائنات حية خلقت فوقها وتتشارك العيش عليها وبخيراتها. وهى ملك مشاع بينهم، ولكن ومنذ شريعة الغاب اعتاد الاقوياء بسيفهم او سطوتهم او مالهم ان ينهبوا نصيب الضعفاء، يفقرونهم، ويستغلونهم ويستعبدونهم، وينكرون حقهم فى العيش الا بالكفاف لمن يحتاجونه لخدمتهم. فالمصلحة الوطنية هى المحافظة على هذا الوطن فى وحدة ترابه وشعبه او إن شئت وحدة الشعوب التى تعيش على هذا التراب وحقها فى الحياة عليه. اما الثوابت الوطنية التى يتحدث عنها النظام وحارقى بخوره الذين ارتبطت مصالحهم الذاتية ببقائه، يحاولون استعدال وتجميل عوجتة، ويستعْدونه رغم أنه هالك لامحالة، على القوى التى تقول بملئ الفاه ... لا للحرب .. نعم للسلام! فالسلام من الثوابت الوطنية طالما الحرب هى بين بنوه، وحق الحياة والعيش الكريم، هو من الثوابت الوطنية، وحرية الفرد دون ان تأثر على حرية الغير، هى من الثوابت الوطنية، وحرية العبادة وحرية اعتناق الدين والرأى، هى من الثوابت الوطنية، والحريات الاساسية التى اقرها ميثاق دول العالم اجمع هى من الثوابت الوطنية. وهذه الثوابت الوطنية ليست مجال مقياس بالاغلبية أو الاقلية... إن جاز لنا التحدث عن ثوابت فى هذا العالم المتغير ابدا! أما الذى يفرط فى هذه الثوابت الوطنية ويريد أن يضع له ثوابت وطنية اخرى، لخدمته الخاصة وخدمة الطبقة الطفيلية التى بشمت، والتى فرطت فى وحدة تراب الوطن ووحدة شعبه، أغلى عنصرين، من اى ثوابت وطنية اخرى،.. لاشك أنه دكتاتور يسبح عكس التيار، ويعجز بالتأكيد، عن ادارة دفة ما تبقى من الوطن الذى يبحر فى بحر تتلاطم امواجه العاتية ويحتاج لحكمة جميع بنوه لانقاذه... لقد فقد المؤتمر الوطنى الرؤية، والمقدرة على حكم البلاد، ويريد أن يعيد فشله مرة أخرى.... فعليه ان يفهم قبل فوات الأوآن، أنه قد اضاع كل الفرص لحكم بلد شديد التعقيد، اكبر من مقدرته واعقد من فكره الضيق... ما بقى له الا أن يرحل. اما الحوار حول القضايا الوطنية، والثوابت الوطنية التى يتحدث عنها النظام ومن يجول فى كنفه ويأكل من فتات موائده، ما هى الا كرسى الحكم والتكويش على ما تبقى من ثروة، بقهر شعب السودان، الحليم، كاظم الغيظ، القابض على الجمر، المارد الذى اذا خرج من قمقمه لن تقف امامه ... عدة النظام ولا رباط خيله! لقد اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعى فى دورتها المنعقدة فى فبراير 2010 رؤيتها لحل قضايا البلاد ما بعد الانفصال وأكدت على اهمية الرؤية الشاملة والخروج من النظرة الحزبية الضيقة (اصبح يردده المؤتمر الوطنى بعد ان ارتفع سقف مطالب الشعب): “التحديات الجمة التي تفرضها قضايا ما بعد الاستفتاء وما بعد الانفصال، إضافة إلى النتائج الكارثية لممارسات نظام الإنقاذ طيلة السنوات الماضية، أدخلت البلاد في منعطف خطير جدا يتطلب من كل القوى السياسية في البلاد تجاوز السقف الحزبي لصالح سقف الوطن، بما يضمن أمنه وسلامته ووحدته وتنميته، وذلك في ظل تحول ديمقراطي كامل. لذلك نحن طرحنا الدعوة لحكومة قومية انتقالية تتفق عليها كل القوى السياسية، تتولى إدارة شئون شمال السودان في فترة ما بعد الاستفتاء وما بعد الانفصال، وإلى حين إجراء انتخابات جديدة في البلاد. مهام هذه الحكومة تشمل: أتحاذ إجراءات عاجلة لفك الضائقة المعيشية، تبدأ بإلغاء الزيادات الأخيرة في الأسعار خاصة المواد البترولية. التصدي للقضايا العالقة بين الشمال والجنوب (ترتيبات ما بعد الاستفتاء)، وفق تفاصيلها الواردة أعلاه. معالجة الأزمات الموروثة من الفترة الانتقالية، وفي مقدمتها تحقيق التحول الديمقراطي الكامل. الإشراف على تنظيم وعقد المؤتمر القومي الدستوري، والذي تشارك فيه كل القوى السياسية وكل التكوينات والمجموعات القومية ومنظمات المجتمع المدني....الخ، على أن يعقد المؤتمر خلال الفترة قبل التاسع من يوليو 2011. الإشراف على المحادثات بين قبائل آبيي، وعلى متابعة نتائج المشورة الشعبية في جنوب النيل الأزرق، وقيام انتخابات حرة ونزيهة في جنوب كردفان تتبعها آلية جديدة لاستطلاع آراء سكان المنطقة. التصدي لعلاج أزمة دارفور. التصدي للوضع المتدهور في شرق السودان. المحافظة على السلام واستدامته، ومنع تجدد الحرب، بين الشمال والجنوب، والعمل على تقوية جسور التواصل والعلاقات الأخوية مع الدولة الوليدة في الجنوب، وتقديم كل المساعدة الممكنة التي تساعد على بناءها واستقرارها، وذلك في إطار شراكة إستراتيجية تكاملية، على أمل إعادة توحدهما مرة أخرى في المستقبل. استعادة الوضع الطبيعي لعلاقات السودان الخارجية، وفق مبادئ المصالح المشتركة وحماية السيادة الوطنية وحسن الجوار. الإشراف على إجراء انتخابات عامة جديدة في نهاية فترة الحكومة الانتقالية." على المؤتمر الوطنى الاعتراف قبل كل شئ بأنه لا يملك حلا لمشاكل البلاد المعقدة وأنه قد فشل فى حكم البلاد منفردا وأن كل الاتفاقيات التى وقعها لاطالة امد حكمه، كاستراحة محارب، عقدت له الامر باكثر مما كان يتوقع، وان كل من توسل اليه لمشاركته الحكم ثنائيا او مجموعة تعزل آخرين، لم يجد له اذن صاغية، وأن الازمات، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، محلية كانت او اقليمية او عالمية قد احكمت حلاقاتها على عنقه، وبالتأكيد اعادة البلاد للمربع الاول مربع الحرب التى انهكت هذا الشعب والتى ستقوده هذه المرة للتمزق والتشرزم وزوال ما تبقى من بلد كان اسمه السودان، ستجد من شعب السودان كل المقاومة. سقف الوطن يطلب من المؤتمر الوطنى ترك نظرته الحزبية الضيقة جدا وافقه الضيق جدا، أن ينظر الى الوراء لحظة واحدة ويرى ما جلبه من دمار ووبال على السودان وشعب السودان، ويصغى لصوت الضمير الحى ويتمعن فيما يقدمه الطرف الآخر من حلول فالوطن ليس ملكه وحده! الميدان