قولوا حسنا الثلاثاء-18-10-2011 الأستثمار اليتيم محجوب عروة [email protected] أعود مرة أخرى لقضية الأستثمار المفترى عليه فى السودان وأؤكد مرة أخرى بل أجزم أن الحل الوحيد للخروج من أزمتنا الأقتصادية هو الأستثمار والمزيد من الأستثمار مثلما أؤكد دائما أن المخرج السياسى من الأحتقان والصراعات وعدم الأستقرار هو النظام الديمقراطى والحكم الرشيد والمزيد من الديمقراطية والحريات ولو كره السلطويون. كما أجزمأ أيضا كما ذكرت فى مقالى عن أزمة دلتا جنوبحلفا والخلاف بين الأدارة الجديدة لجمعية جمى(وليست اللجنة القديمة التى وقعت الأتفاق) مع صاحب المشروع الرائد البروفسير صادق عمارة صاحب ومدير شركة قرين ليكس الذى أنفق ماله وجهده وخبراته وأتى بشركات عالمية لجعل الولاية الشمالية التى هجرها أهلها أفضل منطقة لأنتاج وتصدير الموز والعنب العضوى ومركزات العصائر والتقاوى المحسنة والزيتون والرمان والذرة الصفراء والقمح وغيرها فى هذه الدلتا التى لم تشهد استثمارات منذ عشرات بل مئآت السنين، هذا الخلاف والنزاع حول الأرض اضافة لضعف وفشل وزير الزراعة السابق وخطأ و سوء تقدير القاضى اضافة لعدم وجود ارادة قوية للحكومة المركزية والولائية كل ذلك يجعل الأستثمار طاردا. وقد سمعت من العديد من الراغبين فى الأستثمار فى السودان بل وصلت للحكومة مذكرات من حكومات وشركات عربية تنتقد اجراءآت الأستثمار فى السودان، بل تحول كثير من المستثمرين العرب وحتى السودانيين الى بلاد أخرى مجاورة كأثيوبيا ومصر بعد أن زهدوا من السودان أضعوا فيه وقتهم وأموالهم دون جدوى. أذكر فى الأجتماع التأسيسى للنهضة الزراعية فى مبانى مجلس الوزراء انتقدت للسيد النائب على عثمان ذلك التصور البيروقراطى لمشروع النهضة الزراعية وقلت أن النهضة الزراعية لا تحتاج لكثرة المجالس واللجان والمناصب تلك بل تحتاج لرؤية واضحة وسياسات عامة حكيمة وقرارات نافذة للمستثمرين فى الزراعة صغارا أو كبارا، واليوم أقول ومن خلال هذا المثال الحى لأحداث دلتا جنوبحلفا أن الأستثمار يحتاج لأرادة حكومية لحل المشاكل خاصة فى قضايا النزاع حول الأراضى بين أهالى اى منطقة والمستثمرين الجادين. فمن المعروف أن لأهل المنطقة أحقية فى الأستفادة من أراضيهم بالدرجة الأولى وتطوير مناطقهم – لا خلاف حول ذلك – ولكن يجب أيضا ارضاء المستثمرين الذين يأتون بأمكانيات مالية وتقنية متقدمة وادارة حديثة ولديهم أسواق عالمية للتسويق ويغامرون بأموالهم أوقاتهم وخبراتهم وعلمهم والا ستظل المناطق المحلية متخلفة ويهجرها سكانها وأهلها كما شاهدنا فى الشمالية منذ عشرات السنين. اذن الحل هو معادلة مرضية بين الطرفين وقد علمت من البروف عمارة أن ثمة اتفاق قد تم لمصلحة الطرفين فأين الأرادة الحكومية – ولائيا ومركزيا – لترعى الأتفاق وتوفق بين الجميع؟ ان قضية الأستثمار ليست خطبا ومؤتمرات ووعود بل هو عمل جاد وارادة حقيقية على الأرض فلنجعل من هذه القضية منطلقا للصلح بين الأطراف المتنازعة وليجلسوا بروح وطنية لمصلحة الجميع وأنا على ستعداد كما ذكرت للسيد والى الشمالية السيد فتحى خليل الذى يبدى اهتماما كبيرا ومتفهما للقضية أن أجمع الطرفين فى الخرطوم فى مكتب الدكتور عبد الوهاب عثمان- وزير المالية الأسبق ورئيس مجلس ادارة الشركة- للوصول لحل مرضى للطرفين فكما قال لى السيد الوالى فتحى خليل عندما اتصلت به أمس ان انهيار هذا المشروع سيضر بالطرفين خاصة أهل المنطقة ولن يأتيهم استثمار مستقبلا، وأن البيئة الصديقة للأستثمار بالأتفاق واستقرار الوضع هى التى يمكن أن تجعل منه فائدة للجميع.. مارأى جمعية جمى والبروف صادق عمارة وما رأى معتمد حلفا؟ أرجو أن أسمع منهم سريعا ودعونا من التطرف والتخندق فهذا السودان لن يبنى بالحسد والصراعات.