الشيخ حمد.. للبشير ..نريد عائشة الفلاتية ! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] الراحل الأسطورة الفنان عبد العزيز محمد داؤد ..عليه رحمة الله .عُرف بخفة الظل وسرعة البديهة وقد خلدت طرائفه العديدة مع خلود فنه المتميز. سمعته مرة يحكي لصديق عمره الراحل استاذنا/ محمود ابو العزائم في واحدة من حلقات التوثيق الاذاعية. عن رحلة قام بها مع فرقته الموسيقية الى منطقة رشاد بغرب البلاد. وقد أحتفي بمقدمه كبار الاداريين بالمنطقة وكانت تلك الحقبة من ستينيات القرن الماضي ثرة في عطائها الفني والثقافي والرياضي اذ كانت حكومة الراحل عبود توسع من مواعين تلك الضروب وتهتم بها ايما اهتما م.حتي في المناطق النائية التي لم تُستثني من فتح مكاتب الاعلام المتخصصة لتديرها الكفاءات الشابة التي اصبح لها شأنا عظيما فيما بعد على مستوي المناصب الدستورية. كان وقتذ المرحوم حامد على شاش ضابطا للحكومة المحلية والقاضي محمد صالح عبد اللطيف ضابطا للاعلام . فأخذا أبي داؤد ليتعرف على أعيان البلد. وكانت محطتهما الأولى دكان شيخ التجار ، حيث وجدوه متوسدا عنقريبه في البرندة وأمامه على الطاولة راديو الحلة ، وحُقة تمباكه و فناجيل الجبنة ، فأكرم مثواهم ومن ثم بادره حامد على شاش بتعريف ضيفه وقال له نحن على يقين من دعمكم لحفلة الرجل غدا ! فكان رد شيخ التجار مباشرا وصريحا ، اذ قال..وهو ينظر لعبد العزيز ! نحن والله لا نعرف عبد العزيز داؤد ولا عبد الظمار .. فقط نريد عائشة الفلاتية . فتضايق شاش وجذب عبد العزيز متوجهين الى السيارة وسط ضحكات ابوداؤد و غضب حامد شاش . الذي قال له . أراك تضحك فيما أنا النار في صدري .مابالك وهذا البرود ؟ أجابه ابوداؤد . ابدا لاشيء يستوجب الانفعال . فالرجل قال وجهة نظره .. وهذا من حقه .. فمثلما للتين قوم فللجميز اقوام . بل بالعكس كلامه ألهمني فكرة ستجعل هذا الحفل تاريخيا . قال له شاش ..قل لي كيف ياعبقري؟ قال له ابوداؤد . تنطلق مايكرفونات الدعاية في المدينة والجبال والقرى المجاورة .فتعلن للناس أن الحفل سيحيه الفنان زوج عائشة الفلاتية ! وطالما أنها معبودة الجماهير هنا . فالكل سيأتي ليرى زوج الملكة. وكانت تلك الفكرة سببا في توافد الناس من كل المناطق والمدينة ذاتها . فضاق بهم ملعب الرياضة حيث اقيم الحفل! تلك القصة تذكرتها وأنا اطالع مقال الزميل الأستاذ سيف من سويسرا الذي سّرب فيه كلام الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير قطر للرئيس عمر البشير. في زيارته الأخيرة للسودان . اذ صارحه بان الدول والحركات الاسلامية تريد الشيخ الترابي . فهو في نظرهم زوج الانقاذ الشرعي المعروف لديهم . وليس عبد الظمار . على رأي شيخ التجار وهو يصارح ابوداؤد ومرافقيه! ومن الواضح أن الشيخ الثعلب وزوج الملكة التي بدأت شمسها تغرق في جوف الغسق ، لا يزال هو صاحب الكاريزما التي تحرك عصب العيون في اتجاهه وان بدت الحبيبة بعيدة عن بيت طاعته ، فهو لايزال يملك الأصابع الرشيقة التي تحرك خيوط اللعبة فيما بدأت ترتخي حيال الانقاذ من عدة اتجاهات بفعل تحركاته الماكوكية تجاه المحاور المؤثرة وسط الحركات الاسلامية في نسختها الجديدة عقب تمدد نسائم الربيع العربي هنا وهنا ك. بل و في يده ايضا مفاتيح الدول التي لن تستجيب لطرقات الانقاذ المهلوعة وهي تركض في كل ناحية بحثا عن الدعم ، وقد لا يألو الرجل جهدا في الدخول الى عش النحل في طهران ليحيل العسل هناك الى علقم في مذاق الانقاذ ! ويبد و ايضا أن عراب ثورات الربيع الشيخ حمد ربما تكون زيارته للسودان في ظل الانقاذ هي الأخيرة والتي أضطر لها بحكم ترتيب سابق لا يمكن التراجع عنه .لكون قطر هي ممولة مشروع الطريق الرابط بين كسلا واريتريا .فضلا عن حضور الرئيس افروقي .مما حتم عدم اخلاف الموعد! ولعل ذلك التكهن نابع من تلميح الشيخ حمد باطلاق قناة الجزيرة من عقال تعاطفها المريب مع الانقاذ ، لتتعاطي معها وفقا لنهجها الجديد على حد تعبيره كما ورد من المصدر ، وهو نهج لن يحابي نظاما على حساب الحركة الجماهيرية الناقمة عليه اذا ما تحركت في اتجاه دفع حائطه نحو السقوط ! فاذا كان ذكاء الفنان ابو داؤد بتقمصه لشخصية زوج الملكة الفلاتية قد أنقذ الموقف وأحال غضب مضيفيه الى فرح بالنجاح ! فهل يستطيع البشير أن يلتقط خيط ناصحه الشيخ حمد الذي ألمح له بأن الخروج بنجاح ولو يسير من حلقة الظار وهي تضيق عليه يوما بعد يوم بطلبات جماعة الجن الأحمر التي بدأت تتلبسه أخيرا. يكمن في أن يرجع الترابي عروسته في مسماها ، وهو خيار ربما يسهل عنه الكيء في قلب الرئيس وجماعته ، بعد أن وصل مابين فريقيهما بعد المفاصلة الشهيرة الأمر الى مرحلة ما صنع الحداد. ودفع الترابي في غمرة غبنه وحرقة حشاه الى تاييد طلب المحكمة الجنائية بالقبض على غريمه البشير ، وطفق بعدها يكيل له اتهامات العنصرية التي بلغ حد تفاصيل بعضها مستوى مقذعا من العبارات والأوصاف. بل وان المتحدث الأول عبر الجزيرة منذ يومين وهي تستفتح نيرانها الصديقة تجاه الانقاذ عقب عود ة الأمير الى الدوحة مباشرة ، كان الأستاذ / كمال عمر المحامي نائب الترابي في أمانة المؤتمر الشعبي ، مناديا صراحة الشارع السوداني للخروج ضد حكومة الرئيس البشير وحزبها الحاكم! ! ويظل موقف الرئيس البشير أكثر تعقيدا ، وهويسترجع للمداولة ما قاله الشيخ حمد أمام مؤسسات حزبه التي لن تستسلم بسهوله لمجرد التفكير بصعود زوج الملكة الى المسرح ثانية وهم يعلمون مقدار دهائه ودوافع غله ، مما يعني ذلك أن رؤوس الكثيرين منهم ستتدحرج عند نطوع التسوية معه ، وان كان حدوث الأمر برمته يبدو مستبعدا رغم بارقة الأمل التي نثرها الشيخ حمد في عتمة نفق البشير الذي يتلمس حوائطه لايجاد مخرج من عزلته التي جلبها لنفسه ، حينما اشرأب بعنقه الساذج كعنق الزرافة بعيدا عن سور الثمار القريبة في الخليج ، متطلعا لشوك الملالى البعيد ، وهو المحاصر دوليا ، والمزنوق محليا ! ويبقى السؤال هل سيقبل الترابي نفسه بانقاذ عروسته الناشزالانقاذ ، بعد أن تمرقت في أحضان غيره حتي انقطع عنها ارسال الخصوبة وفقدت القدرة على الانجاب ، وغشت وجهها التجاعيد وذهب عنفوانها في فراش التجريب الفاشل ، وغدت هرمة بلا اسنان ، وحيزبونا غطي راسها لون الدقيق ، وتتجاذبها الديون والحروب والعزلة التي عرتها في أعين ابنائها الذين رغم خجلهم من منظرها ذاك فقد عجزوا حتي عن جذب الخرق البالية لسترها ! في ظل تعفف كل الذين مدت لهم يدها تتكفف العطف في زمنها الضائع! بعد أن اضاعت الوطن تقسيما وفقرا وعزلة وتدنى اخلاقي وفساد ا بصلف ابنائها واصرارهم على ادمان الحكم بعد أن عاقروه طويلا .فافسد دمائهم التي لم تعد صالحة في اطالة عمر نظامهم، لا بهم ولا بعودة زوج الملكة ، لان لكل زمان مغنيين وجماهير ، فما كان يجمع الناس حول عبد العزيز داؤد باعتباره زوجا لمعبودتهم الملكة في زمن اعلام الراحل طلعت فريد . ربما هو الذي يفرق تلك الجماهير في مرحلة اعلام كمال عبيد المبشر بالرحيل عن الوزارة وربما ترحل قبله الانقاذ برمتها ، حيث لن يجديها العودة الى حضن الحبيب الأول. وان نصح بذلك الشيخ حمد، الذي نقول له افتح لنا الجزيرة على موجة ربيع السودان الذي تململت زهوره الزابلة من طول عطشها للهتاف ، وهي التي طالما غنته وكانت الرائدة في تأليف اهازيجه ، على الهواء مباشرة وقبل أن تشب الجزيرة على طوق الفضاء الحديث بعقود.. والله المستعان.. وهو من وراء القصد.