العصب السابع الإسلاميون..الصعود عمداً..\"1-2\" شمائل النور الرسائل التي تتعمد الولاياتالمتحدةالأمريكية إرسالها هذه الأيام لجماعة \"الأخوان المسلمين\" بمصر، تدعو إلى الوقوف عندها كثيراً، لأكثر من مرة تُصرح الولاياتالمتحدةالأمريكية بترحيبها الشديد بجماعة الأخوان إذا صعدت إلى كرسي الحكم، بل رضا الولاياتالمتحدة تجاه أخوان مصر منذ سقوط نظام مبارك كان واضحاً بصورة لافتة، ورحبت الولاياتالمتحدة بذلك قبل قيام الإنتخابات الحالية في مصر، لكن السؤال كيف تبدي الولاياتالمتحدة ترحيباً حاراً بحزب إسلامي ليس كبقية الأحزاب الإسلامية في المنطقة، هل لأن الولاياتالمتحدة مقتنعة تماماً بقوة حزب جماعة الأخوان ونشاطه السياسي وامتداده العريض في مصر، وأيقنت الولايات أن جماعة الأخوان لابد وأنهم سوف يصعدون إلى الحكم، إذا ما أتيحت لهم الفرصة، وإن راجعنا الواقع السياسي المصري، فمنذ سنوات مبارك، لا يوجد حزب سياسي عريض وظاهر باستثناء حزب الأخوان والحزب الوطني الهالك، والمعارضة الشديدة التي يتبناها حزب الأخوان للنظام البائد جعلت له قاعدة عريضة من المريدين، تجمعهم معارضة النظام لكن لا تجمعهم أفكار جماعة الأخوان ولا نهجها. يؤمن كثيرون إيماناً قاطعاً، إن لم يكن الغالبية أنه وإن قامت إنتخابات نزيهة في مصر، لن يحصل حزب الأخوان على درجة تمكنه من الصعود إلى الحكم المطلق، فجماعة الأخوان في مصر، تمثل تياراً إسلامياً متشدداً أكثر ألف مرة من الجماعات الإسلامية في المنطقة العربية، بحكم أنها الأساس التاريخي للحركات الإسلامية، فكيف تكسح جماعة إسلامية في انتخابات بعد ثورة دفعت فيها مصر ثمناً باهظاً لأجل الكرامة، وكيف تكسح هذه الجماعة وبين يدي الناس تجربة حكم إسلامي في السودان بها من الإخفاقات ما يكفي. ثم أن حزب جماعة الأخوان يضم في صفوفه عدداً من التيارات الإسلامية السلفية المتطرفة.. فالقدر الذي أُتيح لجماعة الأخوان لتطرح أفكارها وبرنامجها سواء عبر النشاطات السياسية المفتوحة من خلال الجامعات والروابط وغيرها من النشاطات، هذا القدر كوّن فكرة سلبية جداً لكل مواطن مصري بمختلف ألوان طيفه، وبمختلف درجات وعيه، ضف إلى ذلك، التشويه الدرامي والسينمائي المصري لجماعة الأخوان، كان خارقاً ومقنعاً في ماهية رسالة هذه الأحزاب الإسلامية، ثم الخطاب السياسي لجماعة الأخوان في مصر وخطاب فظ ومنفر بكل المقاييس، إنها كحال أي جماعة إسلامية بل أكثر، تستهدف ظاهر الأشياء دون باطنها، يُمكن أن تترك كل ملفات الفساد، وتكثف جهودها لمحاربة الفنون، ويُمكن كذلك، أن تضع قضية محاربة المرأة المتبرجة في قمة أولوياتها أكثر من محاربة الفقر.. المجتمع المصري واعٍ لدرجة بعيدة بأفكار جماعة الأخوان، ولن يأتي يوم أن ينخدع المجتمع المصري بأفكار الجماعة، ولا يُمكن أن يمنح شعب واع ومراقب بدقة لأداء هذه الجماعة المتفشي في المجتمع المصري، لا يمكن أن يمنحها أصواته لينتخبها حكومة له، لكن هو الحزب السياسي الحيّ في مصر الأكثر تنظيماً الأقوى صفوفاً.. أخوان مصر لن يحصلوا على درجة تمكنهم من الوصول إلى الرئاسة، مع أنه من المُمكن جداً أن تفوز هذه الجماعة بالأغلبية في البرلمان، وكان هذا مطلب الجماعة إبان سقوط نظام مبارك.. إنها تريد البرلمان ولا تطمع في الرئاسة، لكن السؤال: لماذا تغازل الولاياتالمتحدة جماعة الأخوان بمصر وتصعدهم للرئاسة..؟ التيار