العصب السابع الإسلاميون.. الصعود عمداً..\"2-2\" شمائل النور بعض التقارير فسرت ظاهرة ترحيب الولاياتالمتحدةالأمريكية بحزب الأخوان والدفع بهم عمداً إلى رئاسة مصر، بأنها فخ مُحكم تنصبه الولاياتالمتحدة لجماعة الأخوان، حتى تصعد إلى الرئاسة ثم تفشل تجربتها، ولعل هذه التقارير التحليلية تُفسر زهد الجماعة في الرئاسة وتركيزها على البرلمان، أي أن الجماعة أدركت الفخ المنصوب لها.. لكن حلم كل الحركات الإسلامية في المنطقة هو الصعود إلى الحكم وإنشاء دولة إسلامية، وبالفعل تغير خطاب الجماعة بعد انتهاء الثورة بل كونت حزباً سياسياً اسمته الحرية والعدالة على نهج التجربة التركية، وبدأ برنامج الجماعة الجديد يتسلل إلى الإعلام وصرح أحد قادتها أنهم يدعمون الحريات وضرب مثلاً بأنهم لا يمكن أن يفرضوا الحجاب فرضاً على المرأة، وهذا نهج غريب كلياً على جماعة مصر الذين يرفضون اللقاءات التلفزيونية إن كانت المذيعة غير محجبة، على سبيل المثال، لكن يُمكن أيضاً أن تكون هذه رسالة من الجماعة إلى الولاياتالمتحدة، حتى تواصل دعمها ثم فصل التوجه الديني للجماعة عن التوجه السياسي فيه خطوة واسعة تدلل على أن الجماعة تنتوي نهجاً جديداً يُساوي بين كل الأديان، لكنها دون شك أنها دعاية انتخابية لن تنطلي على شعب مصر الذي يعي نهج الجماعة. على أي حال، الذي يهم هنا هو الشارع المصري، وهو الذي ينبغي أن يختار لا الولاياتالمتحدة، لكن بقراءة سريعة على الشارع المصري يمثل فيه المسيحيون نسبة عالية، بل الأعلى في الوطن العربي حسبما تُشير الإحصاءات الأخيرة غير المؤكدة، فبأي حال فالشارع المصري لن يُحقق فوزاً للجماعة إلا إذا تم تفويزهم دون إرادة شعب مصر وهذا ما يخشاه الشارع المصري الآن، ولا ننسى الفتاوى المنفرة المضللة التي صدرت في مصر مع الإنتخابات والتي تُحرم التصويت للعلماني والقبطي والليبرالي، أي صوتوا لجماعة الأخوان فقط، هذا أول الغيث. يبقى السؤال ماثلاً ومحيراً، لماذا دعمت الولاياتالمتحدة أخوان مصر دعماً مسبقاً ولم تفعل مع حزب النهضة التونسي، في حين أن النهضة التونسي مصداقيته أعلى من أخوان مصر، فبعد سقوط حليفها مبارك، لابد من أن تسارع الولاياتالمتحدة في إيجاد بدائل في مصر، وليس أفضل من الإسلاميين، وبالنظر إلى تجربة حكم الإسلاميين في السودان، فقد حققت مكاسب خارقة للولايات المتحدة وصلت مرحلة الدهشة، الإسلاميون في السودان أهدوا الولاياتالمتحدة دولة كاملة في جنوبه، في حين أنهم لا يمثلون حلفاء ولو ظاهرياً، فكيف يكون الحال، إن أصبح الإسلاميون حلفاء للولايات المتحدة. أعتقد أن التجربة الإسلامية السودانية، وضعت الولاياتالمتحدة أمام جاذبية قوية لدعم الإسلاميين عمداً، لأنهم في عداوتهم الظاهرة للولايات المتحدة، فهم أفضل من حلفائها الظاهرين، أنها تجربة ملهمة.. ولابد أن نضع في الحسبان أن أقباط مصر بالخارج، عندما أُعلنت دولة جنوب السودان، علا صوتهم وطالبوا بدولة مستقلة ذات سيادة مثلها مثل دولة جنوب السودان.. هذا الصوت المخيف سوف يتصاعد حالما صعد أخوان مصر إلى الحكم، وهذا يُنبى مبكراً بإنقسام مصر إلى دولتين، وأفضل من يُحقق هذا بالتأكيد ليس حزب الوفد الليبرالي، إنهم الإسلاميون الذين أثبتوا خبرتهم في تفتيت الأوطان. التيار