العصب السابع قطر تقود..!! شمائل النور السفير السوري في الجامعة العربية يوسف الأحمد، كان غاضباً حد الغبن أثناء مؤتمره الصحفي الذي عقده عقب القرار غير العادي للجامعة العربية، غضبه أكثر كان على موقف السودان الذي فيما يبدو فاجأ النظام السوري، كما فاجأنا نحن رغم علمنا بأن قطر تقود قرارات الجامعة العربية فيما يتعلق بأزمة سوريا.. الأحمد ضرب مثلاً، قال عندما حلت محنة الجنائية على الرئيس السوداني كانت سوريا سودانية أكثر من السودانيين، لكن السودان رغم ذلك صوت لقرار التعليق، لكن قطعاً المسافة بعيدة بين المحنتين، بين أن تدعم رمز سيادة وتدعم شعب بأكمله يموت أمام عيون العالمين، فالوضع لا يقبل المقارنة. موقف السودان من قرار الجامعة العربية هو داعم لموقف الرأي العام السوداني على أي حال، لكن بالفعل كان مدهشاً ومفاجئاً لأنه جاء على عكس ما هو معلن، ومعلن على لسان رئيسه، حكومة السودان التي دعمت الثورة في مصر وفي ليبيا بل إن النجاح الذي حققته الثورة في ليبيا أعلنت الحكومة أنه كان بسلاح سوداني أصيل، ذات الحكومة وجدت حرجاً بالغاً أن تدعم الثورة في سوريا، وهي ذات الثورة وذات المؤامرة إن آمنّا بأن هناك مؤامرة، فإن كان لحكومة السودان مصلحة في دعم الثورة في مصر حتى ينزاح مبارك المتآمر والمتهم الأول بتقسيم السودان كما تروّج الحكومة، ودعم الثورة في ليبيا من باب ردّ الصاع كما قال الرئيس، يبقى السؤال: ما المصلحة التي وجدتها الحكومة السودانية أخيراً في دعم الثورة في سوريا وما الذي جعلها تُبدل موقفها، وهذا ما يجب أن نجد له إجابة لأن تبعاته قطعاً ستفسر كثيراً من الاستفاهامات.. فحتى آخر خطاب للرئيس كانت الثورة في سوريا مؤامرة خبيثة، ما يجعلنا نتوقع على الأقل امتناع السودان عن التصويت لقرار التعليق، فهل نزلت حكومتنا الميدان، مثلاً، وأدركت تماماً ألاّ مؤامرة تُحاك ضد نظام الأسد وتأكدت أنها ثورة شعبية خالصة، وتعاطفت مع أرواح الآلاف التي أزهقت؟ الإجابة دون اجتهاد: لا.. لكنها قطر التي تتبنى الربيع العربي في المنطقة، قطر التي لم تكل من دعم السودان في محنه، أيضاً لا تتوقف عن دعم أي ثورة إن كان ذلك بإيعاز أو من تلقاء نفسها، المهم بالنسبة لها إنجاح أية ثورة تنهض.. قطر لم تخلق ثورات في هذه البلدان لكنها تحافظ على الثورات من الانطفاء، البداية بقناة الجزيرة والنهاية قطعاً بقرارات سياسية سيادية بمباركة المجتمع الدولي وبمباركة أصحاب المصلحة، وإن سلمنا أن قطر تُنفذ أجندة خارجية كما يروج الحكام الهالكون، فما دامت هذه الأجندة تدعم التغيير المنشود فهي مرحب بها على مستوى الشعوب، وما دامت ذات الأجندة تجعل من قطر قائدة ورائدة، فلن تتوانَ قطر عن دعم أية ثورة تقوم، وقطعاً لن تفرق بين هذا وذاك، قطر الآن ترتدي عباءة واسعة، تسع جميع الأزمات، وجميع الشعوب، بلا استثناء والحديث عن أية استثناءات إنما هي في الواقع استثناءات مؤقتة تحتكم إلى مصالح قصيرة المدى.. لأن العالم يتغير والتاريخ يكتب الآن، فكل ثورة تنهض ستنجح دون أدنى شك وبرعاية قطر. التيار