اختيار السودان لرئاسة بعثة المراقبن العرب التابعة للجامع العربية يضع ألف استفهام نظراً لكل ما يعج به الوضع السياسي والأمني في السودان والفشل في إدارته على مدى السنوات الأخيرة، أما اختيار الفريق الدابي المرتبط مباشرة بملف دارفور رئيساً لبعثة المراقبين العرب فقد أكمل سقف الاستفاهمات..لكن قطعاً ليس هو اختيار عفوي بل ربما تم وفق سياسة خاصة تريدها الدولة القائدة في الجامعة العربية...الدابي في أول تصريح له من داخل أكثر المدن السورية التي شهدت عمليات تقتيل واعتقالات قال: إن بعثة المراقبين لم ترَ ما يُخيف في مدينة حمص، إذن ليست هناك أزمة في سوريا لطالما مدينة حمص لم يشهد أهلها مشهداً يُرعب.. أثار هذا التصريح المنافي للصورة الحقيقية التي تتناقلها كل أجهزة الإعلام أثار غضب العالمين، بل ذهب بعض الكتاب العرب إلى تحليل التركيبة النفسية للفريق الدابي الذي لم ير ما يُخيف أثار هذا الحديث غضب العالم حتى أن فرنسا طلبت توضيحاً حول بعثة المراقبين وأدائها، لكن يبدو أن الموضوع أكبر مما يتداوله الإعلام وكُتاب الرأي العرب الذين أبدوا تذمراً واضحاً من اختيار الفريق الدابي المعروف بأزمة دارفور.. واختزلوا كل المهمة في الفريق الذي لم ير ما يُخيف. لا أظن أن هناك من يختلف حول ما وصلت إليه الأزمة في سوريا وما ينبغي أن يكون، وليس أقل من تنحي الرئيس على أعجل ما يكون، ولا حاجة إلى بعثة مراقبين عرب أو أجانب، عدد القتلى يزيد على رأس كل ساعة، هذا التأزم وقبل أن يبلغ هذه المرحلة الحرجة هو ما جعل الجامعة العربية تتخذ موقفاً واضحاً تجاه النظام في سوريا عبر القيادة القطرية، لكن ما الذي جدّ في الأمر، هل تغير موقف الجامعة العربية تجاه الأزمة في سوريا.. الجامعة التي علقت عضوية سوريا بقيادة قرار قطري مائة بالمائة أجبرت معه مواقف كثير من الدول أن تتبدل، على الأقل تلك الدول التي ظلت تدعم النظام السوري وكانت في قائمة المناصرين للنظام في سوريا والسودان أفضل مثال الذي ظل يعلن دعمه للنظام السوري ويؤمن أن ما يحدث في سوريا ما هو إلا مؤامرة تستهدف سوريا ذاتها وليس بشارها.. هذه الخطوة للجامعة العربية اعتُبرت طريقاً صعباً اختارته الجامعة تجاه النظام في سوريا ومناصرة للثورة ووقفاً لتقتيل الشعب السوري على أيدي أبنائه من الجيش والأمن السوري.. لكن الجميع يتساءل ما الذي تعوسه الجامعة العربية الآن عبر بعثة المراقبين، هل هي عواسة متعمدة أم سوء تقدير بالفعل.. لا أعتقد أن الجامعة العربية تبدل موقفها تجاه الأزمة السورية وإلا لما سارعت بتعليق عضوية سوريا في الجامعة.. أحد اثنين إما أن تريد الجامعة ضربة للسودان أو ربما تريد الجامعة العربية إيصال رسالة إلى المجتمع الدولي لتقول إن هذا سقفها تجاه التعامل مع الأزمة في سوريا حتى تتصاعد مطالب الثورة لتدخل أجنبي ربما مثلما حدث في ليبيا. التيار