تأملات جيل الذكرى المنسية كمال الهدي [email protected] تعليقاً على مقالي الذي حمل عنوان \" أوقفوا مهازل الدوحة\" وصلتني الرسالة التالية من الحبيب صديق أحمد، النجم السابق وأحد المهمومين بالرياضات الأخرى بخلاف كرة القدم في السودان، سيما أنه كان عضواً نشيطاً باتحاد ألعاب القوى السوداني قبل هجرته إلى كندا، ونظراً لأهمية الرسالة عمدت أن أنشرها كاملة ومن ثم أعلق على ما جاء فيها.. أستاذ كمال بعد التحية والاحترام استنادا على مقالك الدسم يوم 15 ديسمبر وبعيد عن مهازل وهزائم مناشط السودان فى البطولة العربية بقطر التي أوفيت فى عكسها وتعمقت فى أسبابها بأسلوبك الواضح والصريح ولا أزيد فى ذلك بل مع الاعتذار للأغنية ومغنيها والعنوان جيل الذكرى المنسية ولكن أخي كمال مع آهة طويلة وتنهيدة أريد أن اجتر الذاكرة وأقول لمن لا يعرف بان السودان عام 1976 كان بطل العرب أقولها وبكامل ذاكرتي الضعيفة وقتها بحكم صغر السن ذلك الزمان واكرر كان السودان عام 76 بطل العرب لكرة السلة وحاز على كاس وذهبية البطولة العربية التي أقيمت في الكويت وجندل من تواضعنا أمامهم الآن .. ومازال بعض أبطال تلك البطولة أحياء بيننا ، جيل الذكرى المنسية مثالا لا حصر كابتن مايكل بنجامين .. والكابتن محمد على الاعيسر .. والكابتن خميس جلدقون .. وكابتن سليمان وكابتن فاروق رحمي .. وكابتن حبيب اسطنبولية وغيرهم من هم أحياء ومنهم من رحل من دنيانا عليهم رحمة الله مثال العبقري وليم اندريه) وذلك عندما كان السودان مليون ميل مربع وعندما كنا نفاخر بطوله وعرضه ونقول من نمولي إلى حلفا .. الله يجازى الكان السبب وقسم البلد وكنت امني نفسي أن تأتى ذكراهم (جيل 76) بمناسبة المحفل العربي الذي يجرى الآن من اجل إحياء ذكرى ذلك الجيل الذي صنع الانجاز الذي لم ولا أظن أنه سيتكرر في ظل الحال المائل الآن.. وتكريما لهم كما كان مع أبطال عام 70 أيام البطولة الأفريقية لكرة القدم في غانا وذلك من باب الوفاء والعرفان لجيل أجزل العطاء ليكون دافع للجيل الحالي ورسالة لمن لا يعرف التاريخ باعتباره انجازاً أتى في زمن ليس فيه من إمكانيات مثل اليوم ولم نجد من يربط حلقات التواصل لكي نكون في مكان ذلك الجيل أو نرتقي أكثر من ذلك مستوى في النطاق العربي فقط بل أفريقيا ولم لا نصل مصاف العالمية ونحلق اولمبيا وبكل الأعمار والمراحل السنية .. ولنا نجاح وبصمة فى دوري السلة للمحترفين فى أمريكا (الراحل منوت بول وحاليا الدولي بول في نادي شيكاغو ولنا العشرات من المحترفين والمجنسين في دول أوربية وعربية (تحديدا قطر ) يسدوا عين الشمس ، ولنا كوادر فنية وإدارية فى بعض دول الخليج والدول الأخرى التي هزمتنا وأخرى لم نقابلها لها القدرة على هزيمتنا متى ما سنحت الفرصة .. ولكن أين الكادر الإداري المحلى والعقلية التي تستطيع جذب وصهر كل تلك الأطراف وتعمل وتستند على التخطيط الممنهج الذي يخدم المنشط وينعكس الناتج انجازات تشرف الوطن وليس انكسارات وهزائم كما هو ماثل الآن .. والله يجازى الكان السبب وكان المنى إن تأتى المبادرة في ترويج وتوثيق انجاز السلة وذلك الجيل الجميل في عام 76 من حملة الأقلام المحترفة أو لجنة الإعلام في الوزارة أو اللجنة الاولمبية السودانية باعتبار الآخرين شركاء في المسؤولية الإدارية والفنية للبعثة التي تمثل بشعار الوطن في المحفل العربي بالدوحة في ازهي صورة ولا اعفي اتحاد السلة الحالي باعتباره الجهة المنوط بها الحفاظ على تراث وتاريخ اللعبة أكثر من غيره ، هذا إن كانوا يعلموا بذلك الانجاز الذي تحقق قبل أكثر من 35 سنة ... وتكون كارثة حقيقية إن لم يكونوا على علم به. وأخيراً لا أريد أن أسأل عن شريط المباراة النهائية لأبطال 76 وأبطال العرب للسلة الذي كان يعرض أيام الأستاذ كمال حامد في تلفزيون السودان وهذا إن لم يعدم (بضم الياء) بعد كما اعدم شريط نهائي البطولة الأفريقية لكرة القدم عام 70 كما ذكر متأسفاً الأستاذ كمال حامد عندما كان يقدم برنامج الرياضة في التلفزيون السوداني، وكان ذلك بمثابة نعى حزين لمادة توثيقية تهم الأجيال التي لم تعايش تلك الأحداث والأجيال القادمة ، وتاريخ كان من الواجب الاحتفاظ به مهما كانت أسباب الإعدام .. ولو املك سلطة لحاسبت من قام بذلك الفعل الشنيع بقدر جرمه ... أعود وأقول الله يجازى الكان السبب. و اذكرو جيل الانجازات يذكركم التاريخ صديق أحمد/ كندا.. الشكر الجزيل للأخ صديق على هذه الإضاءة الهامة وتذكيره لنا بإنجازات ربما يجهلها الكثيرون فعلاً ، والمشكلة يا أخي صديق أن بيننا من أرادوا لتاريخ هذا البلد كاملاً أن يبدأ من لحظة توليهم الأمور فيه.. فمن يتولى رئاسة نادي كرة يوهم الناس بأن من سبقوه لم يفعلوا شيئاً وأنه أحدث نقلة نوعية.. ومن يمسك بزمام أمور اللجنة الأولمبية يريد أن يحجب انجازات كل من سبقوه.. ومن يتولى مسئولية اتحاد ألعاب القوى لا يرغب في أن يتحدث الناس عن أي نجاح تحقق قبل بداية عصره ( الميمون) .. الأمر الثاني الذي أود التنبيه له هو أن فضائح الدوحة ما زالت مستمرة ومع صباح كل يوم تتكشف معلومة تؤكد صدق حدسنا حين كتبنا مقال \" أوقفوا مهازل الدوحة\"، وها نحن نطالع أخباراً عن رئيس اتحاد الرماية الذي اصطحب معه ابنته وزوجها وابنها للمشاركة كرامية دون أن يكلف هو أو ابنته أو الزوج المحظوظ أنفسهم عناء حمل المسدس الذي سترمي به هناك فربما أنهم لم يكونوا راغبين في زيادة الوزن بأي شيء غير مفيد حتى تتاح لهم الفرصة لملء حقائبهم بكل ما تراه الأعين الزائغة في الدوحة.. والمصيبة أنها بعد أن مُنحت مسدساً من الاتحاد القطري لم تستطع أن ترمي به شيئاً وهي قطعاً نتيجة أكثر من متوقعة.. علق عدد من الأخوة الآخرين على نفس المقال موضحين أن أكبر مشاكل الرياضة والرياضيين السودانيين هي حالة الجوع التي يعانون منها وسوء التغذية ويرى بعض هؤلاء الأخوة أنني يفترض أن أركز على هذه الجزئية، ويذهب بعضهم لأبعد من ذلك بقولهم أنه لا يجب الحديث عن الرياضة في بلد بهذا الحجم من المعاناة.. لا نختلف حول حقيقة أن أهلنا يعانون من انعدام أبسط مقومات الحياة الآدمية، لكننا لو تجاهلنا الشأن الرياضي فسوف يكتب عنه غيرنا وبطريقة لا تروق لنا، ولهذا نحاول لعلمنا التام بأن السودانيين لا يتوقفون عن أي نشاط رغم كل ما يعانونه من مشاكل، وليتهم كانوا يفعلون.. أما بخصوص جوع الرياضيين تحديداً، أقول لهؤلاء الأخوة ليس هناك خلاف حول سوء تغذية الكثير من الرياضيين في بلدنا، لكنني إن نظرت للأمر من هذه الزاوية فقط لتوقعت إبداع البعض بصورة غير مسبوقة لأن في سودان اليوم الذي يجوع جل أهله هناك من يتمتعون بالخدود (التريانة) الندية و( الجضوم) المنتفخة من كثرة أكل المطايب، لكنهم لا يبدعون في أي عمل رغماً عن ذلك.. ولو اعتبرنا المشكلة غذائية بحته أو نسبناها للفقر فقط، لما كان بإمكان بلدان مثل البرازيل أن تتقدم في المجال الرياضي وتحافظ على مكانتها في رفد مختلف بلدان العالم بالمواهب النادرة في مجال الكرة.. لهذا أقول دائماً أن مشكلتنا إدارية في المقام الأول وترتبط بالإعلام الرياضي المتخلف بالدرجة الأساس.. والدليل على أن مشكلتنا إدارية هو أن بلدنا نفسه ما كان له أن يكون فقيراً لو لا سوء الإدارة وفساد الإداريين.. ولو كان لدينا إدارات ذات كفاءة عالية لأمكنها توظيف ما هو متاح من إمكانيات على قلتها ،لا لكي يصلوا بنا إلى مصاف البلدان المتقدمة رياضياً، وإنما لنحتل مكانة وسط فقط بين الشعوب، فنحن اليوم نتذيل جميع القوائم وفي معظم المجالات الرياضية رغم أن هناك من هم أفقر منا.. ومرد ذلك إلى أن ما هو متاح من إمكانيات يدخل جيوب بعض الأفراد، بدلاً من أن يستغل كما يجب. وقبل أن أختم لابد من تذكير ظلوا يصدعون رؤوسنا بمقولات مثل \" رئيس جمهوريتنا عاشق للرياضة وداعم أول لها وللرياضيين\" بما يجري في الدوحة من مهازل وأن أسألهم: هل هكذا يكون الدعم؟! وهل يعلم السيد الرئيس بما يجري في الدوحة من مهازل وفضائح مؤلمة؟ أم أن كل شيء تم من وراء ظهر الرئيس الرياضي!.. ولأولئك الذين يحتفون بكل مسئول عندما يتولى مهمة في أي من المجالات الرياضية أقول اتقوا الله في أنفسكم وفي رياضيي هذا البلد، حيث لا يجوز أن تهللوا لمسئولين لا علاقة لهم بالرياضة وبعد أن تقع الكوارث تحدثون الناس عن الأخطاء والتقصير.. فماذا كنتم تتوقعون من شخص يتول زمام الأمور في مجال لا يعرف عنه شيئاً؟!