[email protected] هللت حكومة الكيزان فرحا بموت خليل و ملأت أشداقها و أفرغته كلاما يمجد في ظنها إنتصارا و مكسبا .. لكنها في غيها واهمة إن ظنت أن مقتل فرد و إن كان قائدا لحركة معارضة مسلحة هي النهاية لإسدال ستار القضية .. بالأمس مات قرنق و ذهب كثيرون إلى أن بوفاته انطوت قضية الجنوب و أن أتباعه لن يلبثوا أن يكون عجينة في يد المؤتمر الوطني تشكلهم كيف شاءت و تلقم القادة منهم بوزارة الثروة الحيوانية أو القوى العاملة أو البئية لإسكاتهم .. كانوا يجهلون أنهم – الكيزان – صنعوا أعداء لا عهد لهم به .. خرج من رحم الحركة الشعبية مغمورون قلبوا الطاولة على رأس جهابزة الإنقاذ حتى نالوا مرادهم باستقلال دولتهم. مع تحفظي على نهج عمل الحركات الدارفورية المسلحة المؤسسة على القبلية المحضة و التشرذم و إسناد قيادة الحركات لفاقدي الخبرة و الحنكة السياسية التي لم تستفد من مأساة دارفور عندما كان دمها نازفا و لا يزال و أضاعت فرصة سانحة لكسب تعاطف الرأي العالمي .. دخلت بعض هذه الحركات المعارضة التي أسميها مراهقة سياسيا في إتفاقات مع أبالسة المؤتمر الوطني الذين لعبوا بهم كيف شاءوا ثم لفظوهم لما نالوا مرادهم الذي هو تمويت القضية بإدعاء أن الحكومة جادة في المحادثات و الإتفاقيات .. مع كل هذا التحفظ تبقى لدارفور قضية لم و لن تنتهي بموت فرد و مثلما بدأت كل حركات التغيير في أرجاء العالم من تخبط و توهان ستعي هذه الحركات ضرورة تصحيح مسارها و ما تجمع كاودا إلا دليل على ما ذهبنا إليه. لو أننا في أيما دولة تديرها غير حكومة الكيزان لطرد عبدالرحيم وزير الدفاع شر طردة كنتاج طبيعي لإخفاقاته المتوالية بدءا بدخول خليل لأمدرمان و ختاما بموقع مقتله الذي كان بود بندة بكردفان .. كيف دخل خليل إلى قلب السودان بكل عتاده و جيشه؟ أليست في هذه القضية وحدها ضرورة لمسآءلة وزير الدفاع بدلا من التهليل و التكبير له؟ و إن تعجب فللحجم الذي أفرده الإعلام الرسمي و العسكري للحكومة بمقتل خليل كأنها قضت على كل المعارضة السودانية .. و إن تعجب فلبرود و تخبط تصريحات الحكومة السودانية الذي صاحب الضربة الإسرائلية الثانية لشرق السودان!! إن مسألة قتل القوات المسلحة السودانية لخليل مسألة فيها شك لما عهدناه من كذب لهذا النظام و أرجح الإحتمالات أن فتنة نشبت بين قوات خليل فحدث بينها ما حدث لأن خليل نفسه ظل لوقت غير قصير مكان جدل كبير بين مؤيدين و معارضين له في الحركة و القبيلة التي ينحدر منها.